أكد مستشار رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور عمار حوري، أن لبنان لا يزال متمسكا بمبادرة السلام العربية، التي سبق وأقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 .
وقال مستشار سعد الحريري، في تصريح لصحيفة (النهار) في عددها الصادر اليوم الجمعة، إن الموقف الرسمي للبنان منسجم مع الموقف العربي وكل القرارات التي أصدرتها جامعة الدول العربية، مستشهدا على صحة ذلك بأن لبنان لم يسجل اعتراضا أو تحفظا عنه ولاسيما في قمة تونس الأخيرة التي جددت التمسك بتلك المبادرة.
وكانت الصحيفة قد تناولت في تقرير إخباري لها، ما اعتبرته "التباين الواضح" بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري في سياسة لبنان الخارجية، وذلك بعدما طرح عون تساؤلا عن جدوى التمسك بالمبادرة العربية للسلام، وفي ضوء عدم استقبال الحريري لوزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن تساؤل عون جاء بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السوري المحتل وما سيتركه هذا الأمر من تداعيات على سوريا وفلسطين ولبنان.
في حين نقلت الصحيفة عن مصادر في تيار المستقبل (لما تسمها) تأكيدها أن السبب الوحيد لعدم تحديد موعد للزائر الفنزويلي، يكمن في كثرة انشغالات الحريري وضغط المواعيد في السراي الحكومي (رئاسة الوزراء) وأن تلك المواعيد لم تكن سرية وتابعها الجميع ومنها الاجتماع المخصص لدراسة خطة معالجة أزمة الكهرباء، نافية ما تردد عن تلبية الحريري طلبا أمريكيا بعدم استقبال "أرياسا"، وتؤكد أن اتصال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالحريري في ذلك الوقت لم يتطرق إلى هذا الموضوع.
وأضافت المصادر للصحيفة: "رئيس الحكومة يستقبل من تعتبرهم واشنطن خصوما وأعداء، ولم يسبق له أن امتنع عن ذلك لمسايرة الأمريكيين، ومن هؤلاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وسائر المسئولين الإيرانيين الذين يزورون لبنان ويلتقون المسئولين الكبار، كما أن الحريري يستقبل في شكل دوري السفير الإيراني لدى بيروت".
وأشارت المصادر إلى أن رئيس الحكومة هو من يحدد طريقة التعامل مع الزوار الأجانب ولا يخضع لإملاءات داخلية أو خارجية، وبالتالي لم يكن لديه موقف مسبق مع وزير الخارجية الفنزويلي، عدا أن لبنان يتبع سياسة النأي بالنفس عن الصراعات، وليس في وارد أن يصطف مع أي من المحاور في المنطقة.