السبت 29 يونيو 2024

في ذكرى رحيله.. الحبيب بورقيبة عاشق الفنون المصرية

6-4-2019 | 22:12

في الثالث والعشرين من مارس 1945 اختار المجاهد التونسي الحبيب بورقيبة القاهرة لتكون منفاه ، وقد أصبح في ما بعد الأب المؤسس وأول رئيس للجمهورية التونسية، ففي 25 يوليو 1952 قام بإلغاء الملكية وأعلن الجمهورية، وفي فترة المنفى في القاهرة اقترب بورقيبة أكثر من الشعب المصري وعشق حياتهم الإجتماعية وفنونهم، وتحرك بحرية يناضل من أجل استقلال بلاده، وفي ذكرى رحيله نوضح مدى حبه لمصر وفنونها.

 

تواصل الحبيب بورقيبة من القاهرة ، منفاه الإختياري، مع الشعب التونسي من خلال الإذاعة المصرية، ليشد أزرهم ويدعوهم للكفاح ضد  الإستعمار الفرنسي، ومن القاهرة تنقل ما بين الهند واندونيسيا وبريطانيا وايطاليا لدعم الكفاح التونسي، وأعلن انعدام ثقة التونسيين في فرنسا في 2 يناير 1952 لتندلع الثورة التونسية المسلحة بعد 16 يوماً وكان بورقيبة قد عاد إلى تونس وتم اعتقاله في سجون تونس وفرنسا، إلى أن لجأت فرنسا للتفاوض معه، وتم إعادته إلى تونس في 1 يونيو 1955 لتقوم فرنسا بتوقيع معاهدة استقلال تونس، وفي 20 مارس تم توقيع وثيقة استقلال تونس التام ليبدأ بورقيبة في تأليف أول حكومة بعد الإستقلال.

 

في القاهرة اندمج الحبيب بورقيبة وطاف بالعديد من المسارح المصرية والتقى بعمالقة الفن والتمثيل في مصر، وقد أعجب كثيراً بالفنون المصرية، سواء الطرب المصري أو فنون المسرح، وقد عرض على العديد منهم إدخال تلك الفنون في تونس، وقد اعتذر يوسف وهبي نظراً لأنه كان نجماً ساطعاً في مصر وصاحب فرقة مسرحية، وأعلن استعداده لإقامة العديد من الحفلات المسرحية في تونس، أما الفنان زكي طليمات فقد قبل أن يذهب إلى تونس ويقيم بها سنوات طويلة لينشئ بها أول الفرق المسرحية ويدرس من خلالها فنون المسرح.

 

أصبحت تونس في عهد الحبيب بورقيبة أقرب إلى مصر في فنونها وعاداتها، ولم يكن بورقيبة فقط العاشق للفنون المصرية، بل أصبح الشعب التونسي أيضاً عاشقاً للفن المصري، وأصبح هناك تعاون فني بين البلدين، فقد سافر العديد من نجوم الفن المصري والطرب لإحياء الحفلات بتونس، وأصبح هناك مزج بين الفن التونسي والمصري من خلال دمج بعض الفنانين التونسيين في الأفلام المصرية ومنهم الفنانة حسيبة رشدي التي شاركت في فيلمي" دماء في الصحراء" مع عماد حمدي وسراج منير وفيلم "طريق الشوك" مع فريد شوقي عام 1950.

 

استقبل الحبيب بورقيبة كوكب الشرق أم كلثوم أحسن استقبال في 30 مايو 1968 عندما سافرت إلى تونس لإحياء حفلين من أجل المجهود الحربي بعد نكبة 1967، وكانت حفاوته بالغة بكوكب الشرق وأيضاً الشعب التونسي الذي تكدس منه 12 ألفاً في حفلها الأول يوم الجمعة 31 مايو في صالة قصر الرياضة بالمنزه، وفيه غنت أم كلثوم الأطلال وفكروني كأن لم تغني من قبل، وفي 3 يونيو 1968 شدت بأغنيتي إنت عمري وبعيد عنك، وحضر الرئيس بورقيبة وزوجته السيدة وسيلة الحفلين، وكرم الرئيس بورقيبة أم كلثوم كما كانت السيدة وسيلة تدخل سيدات المجتمع لأم كلثوم بين وصلات الحفلين لتحيتها ومصافحتها، ثم اصطحب بورقيبة وزوجته أم كلثوم في عدة جولات في تونس.

 

من طرائف الحفلين أن قام محافظ إحدى الولايات في تونس بالرقص بعد أن غادر الرئيس بورقيبة الحفل بعد أغنية الأطلال، ومن فرط اندماجه وتأثره بصوت وأداء أم كلثوم في أغنية فكروني لم يتمالك المحافظ نفسه وقام بالرقص، وتكرر ذلك أيضاً في الحفل الثاني، وأهدت السيدة وسيلة بورقيبة سلسلة ذهبية لأم كلثوم بها ماشاء الله لمنع الحسد، وزين المسرح في الحفلين بمائة ألف زهرة قرنفل لأنهم علموا أن أم كلثوم تحب القرنفل.