الثلاثاء 28 مايو 2024

السيسي يبدأ زيارة لدول غرب أفريقيا والولايات المتحدة.. دبلوماسيون: الجولة تدفع التعاون الاقتصادي والعلاقات الثنائية وتخدم قضايا القارة والمنطقة العربية.. والرئيس سينقل رسالة مصر والعرب لواشنطن

تحقيقات7-4-2019 | 16:41

وصف دبلوماسيون الجولة الخارجية التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى دول غرب أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية بالهامة في ظل تطورات الأوضاع الراهنة ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، موضحين أن جولته الأفريقية ستدفع التعاون الاقتصادي وتعزز العلاقات والتوافق بشأن قضايا القارة، كما ستعمل زيارته لأمريكا على تعميق العلاقات الثنائية وبحث قضايا المنطقة حيث سينقل الرئيس خلالها رسالة مصر والعرب لواشنطن.

وبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الأحد جولة خارجية، تشمل غينيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال، وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب أفريقيا تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة.

وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لاسيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية، خاصةً في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

ومن المنتظر أن يعقد الرئيس خلال الجولة الأفريقية سلسلة مكثفة من المباحثات الثنائية مع زعماء كلٍ من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلا عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة.

وأضاف بسام راضي أن زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الأمريكية واشنطن تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها.

 

دفع التعاون الاقتصادي

السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، قال إن الجولة الخارجية التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم، تشمل ثلاث دول أفريقية مهمة في غرب القارة هي غينيا وكوت ديفوار والسنغال، مضيفا أنها تعتبر أول زيارة لرئيس مصر منذ عقود لهذه الدول.

 

وأضاف حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن علاقات مصر وغينيا قوية، مشيرا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على السنغال حيث تم إطلاق اسم أول رئيس سنغالي على الجامعة الدولية الفرنسية للتنمية الأفريقية وهي جامعة سنجور والتي يدرس بها طلاب الفرانكفونية والأفارقة ومقرها الإسكندرية.

 

وأشار إلى أن كوت ديفوار ومصر بينهما علاقات جيدة حيث تستورد مصر منها العديد من المنتجات وأبرزها الكاكاو، مضيفا أن جولة الرئيس تدفع التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأفريقية، وكذلك إنشاء منطقة تجارة حرة لأفريقيا ودخول الاتفاقية حيز التنفيذ وذلك بعد اكتمال توقيع الدول المصدقة على الاتفاقية.

 

وأضاف أنه من المتوقع إعلان دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن، وستعمل الزيارة على دفع التعاون بين مصر ودول غرب أفريقيا بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

 

نقل رسالة مصر والعرب لواشنطن

وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الجولة الخارجية التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تشمل 4 دول هي غينيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال، تكتسب أهمية خاصة، مضيفا أن زيارته المرتقبة لواشنطن شديدة الأهمية وتمثل نقطة تحول في العلاقات.

 

وأوضح القويسني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي سيزور واشنطن مسلحا بمؤتمر القمة العربية في تونس والإجماع العربي على رفض قرارات الإدارة الأمريكية بضم الجولان للسيادة الإسرائيلية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيلي، ورفض مسبق لمشروع التسوية أو ما يعرف باسم "صفقة القرن".

 

وأضاف إن الزيارة تأتي في ظروف شديدة الصعوبة وتمثل نقطة تحول في العلاقات بين الدولتين، موضحا أن الولايات المتحدة كانت وسيطا في عملية السلام بين مصر وإسرائيل والتي تعهدت فيها بعلاقات متوازنة مع مصر من جانب وإسرائيل من جانب آخر، حيث تحل العام الحالي الذكرى الـ40 لتوقيع معاهدة السلام.

 

وأكد أن الرئيس سيذكر بدور الولايات المتحدة الداعم في اتفاقية السلام وسينقل رسالة مصر والعرب في هذا الشأن، وسيعيد التأكيد على أن الحدود المصرية غير قابلة للتغيير ولا التبديل أو المقايضة عليها.

 

وأشار إلى أن جولة الرئيس الأفريقية لدول غرب أفريقيا هي واحدة من مهام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي والأهداف التي تسعى مصر تحقيقها خلال هذا العام والقضايا التي تركز عليها كالنزوح الداخلي واللاجئين والتنمية المستدامة، إلى جانب المستوى الثنائي وتعزيز الاستثمارات المصرية والتبادل التجاري والصادرات وفتح أسواق جديدة.

 

وتابع القويسني أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي يتبعها جهد دبلوماسي وتعزيز لاتصالاتها بالدول الأفريقية وزيادة مساحة التواصل مع كافة الدول الأفريقية، مؤكدا أن الجولة الأفريقية للرئيس ستركز على هذه المحاور الثنائية والأفريقية في إطار واجبات مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي.

 

العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

فيما قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية تحمل أهمية خاصة لأنها تشمل دول هامة سواء دول غرب أفريقيا غينيا والسنغال وكوت ديفوار أو الولايات المتحدة الأمريكية، موضحا أن زيارته الدول الأفريقية الثلاث تأتي في إطار تبادل الأفكار بين الرؤساء حول قضايا القارة بالتزامن مع رئاسة مصر الاتحاد الأفريقي.

 

وأوضح الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس سيبحث مع قادة هذه الدول مجموعة من القضايا على رأسها الإرهاب وكيفية مواجهته ووقف تمويل أو إيواء الإرهابيين، مشيرا إلى أن الجولة ستبحث أيضا كيفية تحقيق التنمية المستدامة في القارة وبحث مشكلات القارة لتكوين رأي عام حول مشاكل القارة كالإرهاب والتنمية والقضاء على الفقر والمرض والجهل.

 

 

وأضاف، إن العلاقات المصرية مع غينيا  وهي أول محطات الجولة الخارجية للرئيس متميزة حيث كانت هي الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي ومن المهم التواصل معها لبحث أوضاع القارة، موضحا أن العلاقات الثنائية قديمة منذ عهد أول رئيس لغينيا بعد الاستقلال سيكوتوري، والأمر نفسه فيما يخص كوت ديفوار والسنغال.

 

 

وأشار إلى أن زيارة الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية هامة لدعم العلاقات الثنائية وبحث قضايا المنطقة أيضا، لأن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية تمثل خروجا على القانون الدولي وحقوق الإنسان، وومن الضروري حفاظ الولايات المتحدة على التزاماتها في المنطقة.

 

 

وأكد أن القرارين الأمريكيين بشأن القدس والجولان يضران بالمنطقة ويزيدان من التوتر فيها ويجب السعي لتحقيق حل الدولتين، وتطبيق القرارات الدولية بشأن الجولان حيث ترفض الدول العربية القرار الأمريكي بضم سيادتها لإسرائيل لأنه يزيد من التوتر في المنطقة، مع بحث ملفات أخرى كالإرهاب والاستثمارات المصرية الأمريكية.