راهن الخبراء، على قدرة
المبادرات الإعلامية في استعادة دور الإعلام الريادي في تحقيق التكامل مع مؤسسات الدولة
وتوفير الرعاية للأسر الأكثر احتياجا، مؤكدا أن تلك المبادرات الإنسانية تحقق
التكافل الاجتماعي وتحرك المياه الراكدة داخل منظمات المجتمع الدولي المطالبة بدعم
تلك المبادرات في إطار دورها المنشود.
وكانت الإعلامية ريهام سعيد، قد عرضت في برنامجها
"صبايا" المذاع على شاشة "الحياة"، تقريرًا عن نجاح مبادرتها لعلاج
100 طفل مصري مصاب بمرض القلب، يتضمن وصول وفد الأطباء الألماني لإجراء جراحات دقيقة
في القلب لأطفال "صبايا".
كما عرضت عددا من رسائل أمهات وأهالي الأطفال المصابين،
والذين أعربوا عن سعادتهم بالدور الكبير الذي يقوم به برنامج "صبايا"، بالإضافة
للتجهيزات داخل المستشفيات.
بناء المجتمع
النائب نادر مصطفى، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس
النواب، قال إن المبادرات الإعلامية التي تتبناها بعض القنوات الفضائية لمساعدة المواطنين
في مواجهة تحديات الحياة، فضلا عن المبادرات الطبية مثل مبادرة الإعلامية ريهام سعيد
لعلاج 100 طفل مصري مصاب بمرض القلب، تساهم في دعم مشروعات الدولة وتحقيق النهوض البناء.
وأكد عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب لـ«الهلال
اليوم» إن تلك المبادرات الإعلامية يجب أن تلقى اهتماما أكبر ورعاية بالغة من قبل القائمين
على العمل الإعلامي لأنها تحقق التكامل الاجتماعي وتجعل للإعلام دورا حقيقيا وفعالا
في بناء المجتمع ومواجهة التحديات.
وشدد "مصطفى" على إن المبادرات الإعلامية
في إطار المساهمة الاجتماعية بجانب التوعية الوطنية، تجعل الوسائل الإعلامية أكثر فعالية
بين الجماهير، مؤكدا أن تلك المبادرات التي تحقق نجاحات سوف تشهد رواجها خلال الفترة
المقبلة وخاصة البرامج ذات الطابع الإنساني.
تحقيق التكافل الاجتماعي
وشدد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام، على ضرورة
إشراك منظمات المجتمع المدني في المبادرات الإعلامية التي تطلقها بعض البرامج التليفزيونية
عبر منصاتها الفضائية لتحقيق التكافل الاجتماعي والطبي، مشيرا إلى أن الإعلام دائما
يظل نقطة الانطلاق والإضاءة في تاريخ البلاد.
وقال العالم لـ«الهلال اليوم» إن تلك المبادرات الوطنية
تحقق الريادة للإعلام المصري وتزيد من شعبيته في الشارع المصري خاصة وأن هناك أسر كثيرة
تحتاج إلى المساعدة والعلاج ولا تقدر على تحمل تكاليفها.
وأوضح "العالم" أن المبادرات الإعلامية التي
تساهم في مساعدة الأسرة المصرية الأكثر احتياجا والمرضى غير القادرين يساعدون في إنقاذ
حياة المئات من المرضى، فضلا عن الإعلام قادر للوصول لتلك الحالات لأنه حلقة الوصل
بين الشعب والدولة والقادر على نقل المعاناة.
وأشار إلى أن تلك المبادرات تفعل دور المجتمع المدني
والمؤسسات الوطنية في مواجهة التحديات وتحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي ويتماشى مع
سياسة الدولة في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
مواجهة الأزمات
وأكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام
الأسبق، أن المبادرات التي تطلقها وسائل الإعلام المتعلقة بالجوانب الإنسانية تستعيد
دور الإعلام الوطني المؤثر والإنساني لإنقاذ أبناء الشعب المصري من الأزمات المختلفة،
مشددة على ضرورة دعم تلك المبادرات خلال الفترة المقبلة لتحقيق التعاون المثمر والبناء.
وقالت عميد كلية الإعلام الأسبق لـ"الهلال اليوم"
إن المبادرات الإعلامية تحقق التكافل الاجتماعي وتأتي بنتائج مثمرة وحقيقية في ظل التعاون
الجاد مع مؤسسات المجتمع المدني، ويحد من الأزمات التي تواجه المجتمع المصري وسط التحديات
القائمة وتجعل للإعلام دورا رياديا بجانب مؤسسات الدولة.
وطالبت القائمين على وسائل الإعلام المختلفة بضرورة
استمرار تلك المبادرات وتوسعة رقعتها في تبني مثل القضايا والحالات الإنسانية لاستكمال
دور الدولة في تحقيق التنمية الشاملة وتحقيق مظلات الحماية الاجتماعية ليظل الإعلام
نقطة محورية في تاريخ البلاد.