صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، أن المخطوط العربى جزء من الموروث الثقافي والحضاري.
وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة، في كلمة ألقتها نيابة عن أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية: “يأتي احتفالنا بيوم المخطوط العربي تحت عنوان "التراث في زمن المخاطر" في ضوء النزاعات والصراعات الخطيرة التى تعتصر العديد من الدول العربية وتهدد الإرث الحضاري والثقافي الذى يعد أحد أهم عناصر الهوية العربية والذاكرة الحية للأمة؛ ولذلك فان هذا الموروث يشكل ثروة ثقافية ووطنية يجب المحافظة عليها من التدمير والضياع والاهمال ومحاولات الطمس والتشويه.
وقال أبو الغيط، في الاحتفال بيوم المخطوط العربي الذى ترعاه جامعة الدول العربية، إن التراث المخطوط الذي يقدره معهد المخطوطات العربية بحوالي ثلاثة ملايين، جزء لا يتجزأ من هذا الموروث الثقافي والحضاري، ويمثل كنزا حضاريا وتاريخيا وثقافيا؛ نظرا لما يمثله من قيمة علمية وتاريخية ويظل دائمًا شاهدًا على مدى تقدم العرب في مختلف مجالات العلوم.
وأضاف، أن منطقتنا العربية شهدت عبر التاريخ حروبًا ضارية أثرت سلبًا على تراثها المخطوط، إذ كان يتم تدمير المخطوطات إما إغراقا أو حرقا، كما تعرض هذا التراث للسرقة والترحيل إلى الخارج.
وشهدت نهايات القرن الحادي عشر الميلادي أول وأكبر عملية اعدام للتراث المخطوط في الشام ومدنه، فدمرت الحملة الصليبية الأولى مائة ألف مخطوط من المخطوطات النفيسة في مجالات العلوم والادب والفلسفة والفلك.
وأشار أبو الغيط، في كلمته إلى الدمار الذي حلّ بسوريا، ونال الإرهاب الغاشم من التراث، ودُمر التراث المخطوط في مدينة حلب جراء القصف المستمر للمساجد والمكتبات الحاضنة لهذا التراث. ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر فلسطين التى وقع تراثها المخطوط في براثن الاحتلال الإسرائيلي الذى قام بتشويهه وطمسه وتزويره واستخدامه في دعم مزاعمه الباطلة.
وأضاف، أنه إيمانًا من جامعة الدول العربية بضرورة الحفاظ على تراث الأمة العربية وضرورة ترسيخ عملية الحفاظ علي هذا التراث، وذلك بموجب المادة السادسة من المعاهدة الثقافية التي أقرها مجلس الجامعة العربية عام 1945 بأن دول الجامعة العربية "تتعاون على إحياء التراث الفكري والفني العربي والمحافظة عليه ونشره وتيسيره للطالبين بمختلف الوسائل"، أُنشئ معهد المخطوطات العربية -أو معهد احياء المخطوطات كما كان يُطلق عليه في السابق- بهدف رصد التراث العربى المخطوط، والحفاظ عليه وصيانته، وتحقيقه ونشره، وفهرسته ودراسته.
ومنذ ذلك الحين حرصت الجامعة في إطار اهتمامها بالتراث على ايجاد الآليات اللازمة للحفاظ عليه وحمايته، ومنها إنشاء لجنة دولية للحفاظ على التاريخ الوطني الإنساني، بمشاركة منظمات اليونسكو والالكسو والايسيسكو والبرلمان العربي، والتي وجهت بإعداد موسوعة التراث الثقافي العربي.
كما حرصت الجامعة على تخصيص يوم للاحتفال بالتراث الثقافي العربي وهو يوم 27 فبراير من كل عام، وأصدر مجلس جامعة الدول العربية قراراً على المستوى الوزاري في هذا الصدد فى شهر مارس 2016، هذا اضافة الى الجهود المبذولة لصياغة استراتيجية عربية لحماية التراث العربى المهدد بالتدمير، واطلاق مرصد التراث المعمارى والعمرانى في البلدان العربية من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تنفيذا لقرار مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الوطن العربى عام 2012.
وأضاف: “نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى مضاعفة الجهود للاستمرار في حماية التراث الثقافي العربي المهدد جراء عمليات التدمير والنهب والسرقة، وأخص بالذكر إرث المخطوطات المهدد والمُرحل الذي ينبغي العمل على حمايته واسترداده سواء أصول هذه المخطوطات أو مصوراتها، وإنشاء فهرس عربي موحدٍ لها، ووضع الأطر القانونية لمنع سوء التصرف بها والحفاظ عليها.