انطلقت صباح اليوم أعمال المؤتمر السنوي الدولي الذي تنظمه جامعة عين شمس على مدى يومين تحت عنوان "المرأة وصناعة المستقبل" بمشاركة خبراء وأكاديميين مصريين وعرب متخصصين فى شئون المرأة ومنظمات ومجالس معنية بقضايا المرأة فى مصر والعالم العربي، فضلا عن وجود دبلوماسيين وإعلاميين.
فى بداية الجلسة تم عرض فيلم وثائقى بعنوان "عظيمات مصر"، تبعه كلمة الأستاذ الدكتور طارق منصور، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومقرر المؤتمر.
وأكد فيها أن المرأة ركيزة أساسية فى عملية التنمية والعماد الرئيسى فى كيان الأسرة العربية ورغم ازدهارها فى العديد من المجالات، وقطعها شوطا كبيرا من التحرر المقنن المبنى على القيم العربية واحترام العادات الأصيلة الايجابية، إلا أنها ما تزال تعانى العديد من العثرات منها ثقافة المجتمع الشرقي التي ما تزال ذكورية.
وتواجه مشكلات عديدة إذ بلغت نسبة المرأة المعيلة في مصر 30%، وبلغت عدد حالات الطلاق السنوية حوالي مليون حالة. إضافة للزواج المبكر، والختان والعنف.
ودعا إلى بذل المزيد من الجهود على مستوى المؤسسات والمجتمع المدني لدعم دور المرأة وتمكينها للمساهمة في التنمية المجتمعية حيث لا تنمية حقيقية دون نصف المجتمع.
وفى السياق نفسه تحدث الأستاذ الدكتور مصطفى مرتضى وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب ومقرر المؤتمر أشار إلى أن المرأة واجهت ظلما تاريخيا، وأن المرأة ازدهرت في العهد الإسلامي.
وقام بتمكينها وبتوظيف طاقاتها ومساهمتها في عملية التنمية، ودعا إلى التخلي عن الانجازات الفردية والأنانية والانعزالية والعودة إلى الانجازات الجماعية في سبيل إثراء التنمية المجتمعية.
كما تحدثت الأستاذة الدكتورة سوزان القليني، عميدة كلية الآداب رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة ورئيسة المؤتمر، رحبت فيها بالحضور من أكاديميين وباحثين وخبراء وتوجهت بالشكر الجزيل للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر.
وأشارت إلى أن المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين سيناقش 38 بحثا في قضايا المرأة وأن المؤتمر يعتبر بمثابة قمة عربية مصغرة لأنه جمع العديد من الباحثين من دول عربية عديدة.
وأشار المستشار عدلي حسين، رئيس محافظة القليوبية، إلى المادة 11 من الدستور المصري الذي التي تؤكد تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات وأن الدولة تلتزم بحماية المرأة من كل أشكال العنف.
وتناولت السفيرة ميرفت التلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية فى كلمتها إلى أهمية التوعية والتركيز على الأدوار الجديدة التي ينبغي على المرأة العربية الاضطلاع بها لمواجهة مختلف التحديات، خاصة ظاهرتي التظرف والإرهاب، كون المرأة الضحية الأبرز في هاتين الظاهرتين إضافة إلى أن النساء تشكل نسبة كبيرة من أعداد اللاجئين والنازحين.
كما أكدت السفيرة ميرفت التلاوي الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في تحقيق التضامن العربي من خلال بث قيم حب الوطن والانتماء والمواطنة والتضامن والتسامح.
وفي سياق متصل أكدت السفيرة ميرفت التلاوي أن المرأة هي مفتاح التنمية المستدامة، ولذلك يجب توفير التكافؤ أمام النساء والفتيات في الحصول على التعليم والرعاية الصحية والعمل اللائق والتمثيل في العمليات السياسية والاقتصادية واتخاذ القرارات سيكون بمثابة وقود لتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة العربية.
وفي ختام كلمتها توجهت بالشكر للقائمين على المؤتمر بمنح فرصة لوجود الأكاديميين من دول عربية عدة لطرح مختلف الرؤى حول واقع المرأة العربية ومحاولة إيجاد الحلول النوعية.
كما تحدثت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومي للمرأة، عن دور المجلس منذ تأسيسه في النهوض بواقع المرأة المصرية.
واعتبرت المادة 11 من الدستور المصري هي الخريطة الأساسية لعمل المجلس القومي للمرأة، ودعت إلى محاربة المرادفات السلبية عن المرأة من خلال خطاب إعلامي توعوي ومساند للمرأة.
وتوجهت الدكتورة هند القاسمي، رئيسة نادي الإمارات -مصر لريادة الأعمال وممثلة المرأة العربية بالشكر الجزيل لجامعة عين شمس هذا الصرح الأكاديمي، الذى تتلمذت على يديه وتعلمت على أيدي أساتذة أجلاء وتخرجت فيه.
وأشارت إلى أهمية المؤتمر الذي جمع باقة عربية متنوعة للتباحث في قضايا المرأة المختلفة.
تخلل الكلمات الافتتاحية عرض فيلم تسجيلي عن "المرأة المصرية فى قلب الوطن".
وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم تكريم السفيرة ميرفت التلاوي تقديرا لجهودها الرائدة في خدمة المرأة وكذا تكريم العديد من الرموز التي خدمت الحياة الثقافية والمجتمعية.