الخميس 16 مايو 2024

قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية ملفات على مائدة السيسي وترامب.. وسياسيون: المباحثات تشمل 3 محاور.. والرئيس سيمثل العرب خلال لقائه بنظيره الأمريكي.. والزيارة مهمة لتعميق التعاون بين الدولتين

تحقيقات9-4-2019 | 17:41

زيارة هامة بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس إلى واشنطن، بدعوة من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وصفها خبراء بالعلاقات الدولية بالمهمة لتعميق التعاون بين قيادتي الدولتين، حيث سيبحث الرئيسان في لقائهما اليوم 3 محاور رئيسية هي العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية وملف الإرهاب، موضحين أن الرئيس السيسي سيمثل العرب في لقائه اليوم مع نظيره الأمريكي.

حيث تعقد اليوم قمة ثنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش زيارة السيسي للولايات المتحدة، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، وتتناول القمة المرتقبة بين الرئيسين، سبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في مختلف المجالات وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين، فضلا عن مناقشة وبحث جملة من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين.

 

3 محاور للمباحثات

الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية شملت محطات هامة سواء بزيارة غينيا لأول مرة أو كوت ديفوار والسنغال، المرتقب أن يتوجه إليهما بعد انتهاء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن الرئيس يولي اهتماما كبيرا بأفريقيا في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وبحث أوضاع كل دولة والعلاقات الثنائية.

 

وأضاف اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن زيارة الرئيس لواشنطن تكتسب أهمية كبرى في توقيت صعب للغاية، موضحا أنها جاءت بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن المرتقب أن يناقش الرئيسان في لقائهما اليوم جملة من القضايا الهامة والتي ستركز على 3 محاور.

 

وأشار إلى أن المحور الأول في المباحثات هو العلاقات الثنائية وتعميقها بين البلدين في ظل الشراكة الإستراتيجية التي تجمع القاهرة وواشنطن والحوار الإستراتيجي المرتقب في مايو المقبل بين البلدين بما يعود بالنفع على مصالحهما، موضحا أن المحور الثاني هو الأزمات في المنطقة العربية وتبادل وجهات النظر بين مصر وأمريكا بشأنها.

 

وأوضح أن أبرز تلك الأزمات، تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وخاصة بعد القمة العربية في تونس، مؤكدا أن الرئيس السيسي سيمثل العرب في هذا اللقاء ويسجل موقف مصر الذي عبرت عنه الخارجية المصرية برفض قرار ترامب بشأن القدس الذي يضرب بحق الشعب الفلسطيني وقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين عرض الحائط.

 

وأكد أن قضية الجولان أيضا مطروحة بقوة بعد البيان المصري الذي أكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة، وسيؤكد الرئيس السيسي ذلك الموقف أمام ترامب، وعليه العودة في هذا الشأن إلى "وديعة رابين" التي اعترف فيها أن الجولان أرض سورية.

 

ولفت إلى أن الملف الثالث هو ما يتردد في الأوساط الإعلامية الأوروبية وصحف فرنسا وبلجيكا وأسبانيا بشأن "صفقة القرن" حيث سيرفض الرئيس السيسي الطروحات المقدمة من ترامب، ولن يفرط في ذرة رمل واحدة من سيناء، إلى جانب مناقشة ملف الإرهاب.

 

تعميق التعاون بين الدولتين

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعد الزيارة السابعة له منذ توليه حكم البلاد، كما تعتبر القمة المرتقبة اليوم مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب هي القمة السادسة.

وأوضح سنجر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الزيارة مهمة لبناء وتعميق التعاون بين قيادتي البلدين بعدما مرت العلاقات المصرية الأمريكية بمرحلة من التوتر خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أن الأمر تغير بعد نجاح ترامب ووصول الجمهوريين للحكم، مضيفا أن القمة ستناقش قضايا حيوية في العلاقات المصرية الأمريكية.

وأضاف أن علاقات الدولتين تمر بمرحلة أكثر تقدما وتتجه للنمو مع الإدارة الأمريكية الحالية، وهناك مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الإرهاب ومكافحته والدور الذي تبذله القوات المسلحة المصرية للقضاء على هذه الظاهرة ومحاربة الإرهابيين في سيناء والحدود الإستراتيجية مع ليبيا وهو الدور الذي يحتاج إلى الدعم والمساندة.

وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي بين مصر وأمريكا أيضا مطروح في ظل الإصلاح الاقتصادي المصري وتحقيق معدلات نمو مرتفعة وزيادة الاحتياطي النقدي، مضيفا أن الجانب الثالث على طاولة المباحثات هو القضايا الحيوية في المنطقة سواء شمال أفريقيا أو الدول العربية كالأوضاع في لبيبا لأن عدم الاستقرار فيها يهدد المنطقة والأمن الإقليمي وكذلك سوريا والعراق واليمن.

وأكد أن القرارات الأمريكية بشأن القدس والجولان تزيد التوتر في المنطقة والصراع، ومصر لها موقف واضح بعدم التفريط في الحق الفلسطيني في إقامة دولته وإيجاد حلول عادلة للقضية.