عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الإيفواري "الحسن واتارا" بمقر القصر الجمهوري بأبيدجان، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للسيد الرئيس إلى جمهورية كوت ديفوار، وقد أقيمت للسيد الرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الإيفواري رحب بالزيارة التاريخية وغير المسبوقة للسيد الرئيس، كونها أول زيارة على الإطلاق لرئيس مصري إلى أبيدجان، مثمناً جولة السيد الرئيس الحالية إلى عدد من الدول الأفريقية، والتى تعكس الثقل الذي تتمتع به مصر في عمقها الأفريقي رسمياً وشعبياً، وتبوء مصر لمكانتها ودورها الحيوي على الساحة القارية.
كما أكد الرئيس "واتارا" متانة العلاقات الثنائية والروابط الممتدة بين مصر وكوت ديفوار، معرباً عن تطلع بلاده لتدعيم مظاهر تلك العلاقات بين البلدين، خاصةً في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكذا على الصعيد الاقتصادي، وذلك في ظل حرص كوت ديفوار على تشجيع الاستثمارات المصرية بها، ومشيداً في هذا الصدد بنشاط الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار، مع تأكيد حرص حكومته على توفير كافة التسهيلات اللازمة لها وتذليل أية عقبات قد تواجهها.
وأوضح المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أعرب خلال المباحثات عن اعتزاز سيادته لكونه أول رئيس مصري يزور أبيدجان، ومن ثم تطلع مصر لأن تساهم هذه الزيارة في فتح آفاق التعاون بين البلدين بما يحقق نقلة نوعية في مستوي العلاقات الثنائية، مؤكداً سيادته حرصه على تضمين كوت ديفوار في أول جولة إفريقية عقب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي، وذلك انطلاقاً من تقديرنا لدورها الهام في إقليم غرب أفريقيا.
وقد أكد السيد الرئيس وجود آفاق واسعة لتطوير مستوى التعاون الاقتصادي بين مصر وكوت ديفوار، مشيراً سيادته في هذا الصدد إلى أهمية العمل على الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين لتتسق مع مستوى العلاقات الثنائية المتميزة، ومنوهاً كذلك إلى حرصنا المتبادل على تعزيز تواجد الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار وتشجيع شركات جديدة على الاستثمار هناك.
كمأ أشار السيد الرئيس إلي استعداد مصر لتقديم الدعم لكوت ديفوار على صعيد مشروعات البنية التحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك في ضوء الخبرة المصرية العريضة في هذا الشأن، وأكد سيادته كذلك حرص مصر على تعزيز التعاون مع الأشقاء الإيفواريين في مجال بناء القدرات والتدريب في مختلف المجالات المدنية والعسكرية.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات بين الرئيسين شهدت اتساقاً فى وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الليبية في ضوء التطورات الأخيرة، وقد تم التوافق في هذا الصدد حول تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة بخصوص الملفات الملحة على الساحة الأفريقية، ومن بينها تطورات الأوضاع في بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، إلى جانب أنشطة مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وجهود إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات، لا سيما في ضوء تزامن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع عضوية كوت ديفوار الحالية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، حيث أشاد السيد الرئيس في هذا السياق بالدور الذي تقوم به كوت ديفوار داخل المجلس في تمثيل صوت أفريقيا في عملية صياغة المواقف الدولية.
وقد ثمن الرئيس "واتارا" من جانبه الجهود المصرية الحثيثة لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك في إطار رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث أكد السيد الرئيس في هذا الصدد الأولوية التي توليها مصر لمساعي تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا، لا سيما من خلال العمل على صياغة تصور متكامل لمشروعات الربط والبنية التحتية القارية، ومن ثم اهتمام سيادته بالتنسيق مع الرئيس الإيفواري في ظل توليه مهمة الترويج لأجندة 2063 بالاتحاد الأفريقي، باعتبارها الإطار الاستراتيجي للتنمية في أفريقيا.
وأضاف السفير بسام راضي أن الرئيسين اتفقا في ختام المباحثات على تفعيل دور اللجنة المشتركة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، وذلك لمتابعة ودفع مختلف مجالات التعاون الثنائية.
كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات؛ وتلى ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.