السبت 18 مايو 2024

قمة مصرية سنغالية في داكار ومذكرات تفاهم بين البلدين.. دبلوماسيون: المباحثات أكدت دعم التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب.. وزيارة الرئيس تدشن مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية

تحقيقات12-4-2019 | 17:31

قمة مصرية سنغالية استضافتها داكار اليوم، وصفها دبلوماسيون بالهامة نظرا لرئاسة مصر الاتحاد الأفريقي وعضوية السنغال بمجلس الأمن، بما يدعم التعاون الثنائي وتنسيق المواقف بشأن القضايا الأفريقية، موضحين أن زيارة الرئيس للسنغال تدشن مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية وتدعم التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مباحثاته مع الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال الشقيقة تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيرا إلى أنه تم تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما الأوضاع في منطقة غرب أفريقيا.

وقال الرئيس السيسي - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس ماكي سال بداكار - إنه تم الاتفاق على أهمية تكثيف الجهود لتعزيز العلاقات بين البلدين على جميع المستويات، وعلى رأسها المجال الاقتصادي والتجاري، من خلال رفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات المصرية في السنغال في إطار خطة "السنغال البازغة"، وبما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين.

وأضاف: اتفقنا أيضاً على تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المدنية والعسكرية المختلفة.مشيرا إلى أن المباحثات تناولت سبل تحقيق الاستقرار والأمن، ودعم الجهود الاقتصادية بالمنطقة، في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي، ورئاسة الرئيس ماكي سال الحالية للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتوجيه مبادرة النيباد/ الوكالة الأفريقية للتنمية، وكذا رئاسته للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بالتعليم والعلوم والابتكار.

وشهد الرئيسان مراسم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، شملت اتفاقيات الدعم الثنائي في المجالين الاقتصادي والسياسي وفي مجال تحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب.

 

 دعم التعاون وتنسيق المواقف

قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعاصة السنغالية داكار، تكتسب أهمية خاصة لكون السنغال عضوا في مجلس الأمن في الوقت الحالي ومصر هي رئيس الاتحاد الأفريقي، ومن المهم التواصل بين الدولتين للتشاور وتنسيق المواقف، خاصة أن الزيارة تتزامن مع اجتماعات مجلس الأمن لمناقشة قضايا حيوية.

وأضاف حليمة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز هذه القضايا هي ما يجري في السودان وليبيا والجزائر، ما يجعل أوضاع تلك البلاد تفرض نفسها على أجندة مباحثات الرئيس السيسي ونظيره السنغالي ماكي سال اليوم، مضيفا أن المباحثات تشمل أيضا مكافحة الإرهاب، فرغم أن دول غرب أفريقيا لم يظهر بها جماعات إرهابية إلا أن هناك نشاطا لإيران و"حزب الله" نظرا لوجود جاليات لبنانية ضخمة في هذه الدول وبينها السنغال.

وأكد أن ملف الإرهاب ومكافحته في القارة والمنطقة العربية وغرب أفريقيا محور بارز في مباحثات الرئيسين، وخاصة أن السنغال على مقربة من الخمس دول المكونة لقوى إقليمية لمكافحة الإرهاب وهي تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا، ومن المهم التعاون بين مصر وهذه الدول في ذلك الملف الحيوي إلى جانب ملفات الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.

وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين القاهرة وداكار قديمة وتاريخية منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كانت مصر داعم لاستقلال السنغال عام 1960، وبين الدولتين تعاون وثيق في مجالات مختلفة كالتعاون الثقافي والزراعي وبناء القدرات، مؤكدا أن الزيارة تدعم هذا التعاون والعلاقات التجارية والاستثمارية لتحقيق الاندماج القاري بين المناطق التجارية الثلاث الحرة وجمعها في منطقة قارية واحدة.

 

 

دعم التعاون الأمني

ومن جانبها، قالت السفيرة سعاد شلبي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة المصرية السنغالية اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السنغالي ماكي سال تدعم التعاون بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية، موضحة أن القمة عقبها مذكرات تفاهم في عدة مجالات أبرزها التشاور الدبلوماسي والتعاون الأمني.

وأوضحت شلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ملف مكافحة الإرهاب والجانب الأمني كان محورا بارزا في مباحثات الرئيسين في داكار اليوم، لدعم التعاون وتعزيز الاستقرار في القارة، مضيفة أن هذا التعاون له أوجه عديدة مثل تبادل المعلومات والاستخبارات وتأمين الحدود ومكافحة تهريب الأسلحة والمهاجرين والإتجار بالبشر.

وأكدت أن مذكرات التفاهم الموقعة تدعم أواصر الصداقة بين الدولتين وتدفع كل الوزارات لدعم التعاون مع نظرائها في سواء في السنغال أو دول غرب أفريقيا التي زارها الرئيس وهي غينيا وكوت ديفوار، موضحة أن السنغال دولة قوية في الغرب الأفريقي بحكم موقعها الجغرافي ومن المهم التواصل معها ومع دول القارة بأجمعها بحكم رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

وأشارت إلى أن مصر والسنغال بينهم تاريخ من العلاقات منذ عام 1960 وتم افتتاح أول سفارة مصرية هناك خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مضيفة أن زيارة الرئيس السيسي تدعم العلاقات الثقافية والتجاري بين الدولتين فضلا عن كون السنغال دولة إسلامية ويدرس الكثير من طلابها بالأزهر الشريف.

وأضافت الدبلوماسية السابقة أن التعاون الأمني بين مصر والسنغال مهم لمحاربة الإرهاب لكون السنغال دولة جوار من تحالف الدول الخمس العسكري والإستراتيجي والذي يضم تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا والذي يحصل على دعم من الاتحاد الأوروبي، ومن المهم توثيق التعاون مع هذه الدول.

 

 

مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية

وقال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية السنغالية تاريخية وتمثل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لداكار تدشينا لمرحلة جديدة من تلك العلاقات التي بدأت عام 1960 خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونظيره ليوبولد سنغور، مضيفا إن الرئيس السيسي يعيد الروح لقوة العلاقات المصرية الأفريقية بما يعود بالنفع على جميع الأطراف.

 

وأوضح البرديسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا الأمر لا يرتبط فقط بدول حوض النيل إنما بجميع الدول الأفريقية وغرب القارة أيضا، نظرا لمردوده على الاستقرار والأمن ومجابهة التطرف والإرهاب، حيث أكد الرئيسان على رؤية مشتركة لدعم كل المجهودات التي تحارب وتكافح التنظيمات الإرهابية الظلامية معوقة النهضة والتنمية.

 

وأشار إلى أن رئاسة السيسي الاتحاد الأفريقي، ورئاسة ماكي سال للجنة معنية بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالقارة الأفريقية، يجعل الرئيسين يلتقيان على هدف واحد هو النهضة والتنمية في دول المنطقة، مؤكدا أن مصر لديها خبرات كبيرة والوكالة المصرية للشراكة والتنمية تستضيف الأفارقة في دورات التدريبية في كافة المجالات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإعلامية من خلال مؤسساتها العريقة.

 

وأضاف إن الزيارة تدفع لزيادة التبادل التجاري والاستثماري وتشجيع الاستثمار في كلا الجانبين لزيادة القيمة المضافة للمواد الخام ويحقق الاستفادة للجميع، ويعود بالنفع من خلال زيادة فرص العمل والتبادل التجاري وزيادة قيمة العملة الوطنية.

    الاكثر قراءة