قضت محكمة في إنجلترا بتغريم دار الأوبرا الملكية البريطانية
في لندن 750 ألف جنيه إسترليني (نحو مليون دولار أمريكي) تعويضا لعازف فقد سمعه.
وخسرت دار الأوبرا الملكية البريطانية استئناف قضيتها أمام
المحكمة، في قضية يعود تاريخها إلى عام 2018، حينما رفع أحد عازفي الأوركسترا قضية
على الدار مطالبا إياها بتعويضه عن فقدانه سمعه أثناء بروفات الأوركسترا.
وكان عازف الكمان البريطاني، كريس غولدشايدر، قد حصل على
حكم بالتعويض أمام المحكمة الابتدائية، استنادا إلى فقدانه سمعه بدرجة كبيرة أثناء
بروفات أحد أوبرات المؤلف الموسيقي الألماني، ريتشارد فاغنر (1813-1883)، التي جرت
في دار الأوبرا عام 2012.
وجاء في حيثيات
الادعاء أن عازف الكمان تعرض لمستويات غير مسبوقة من الضوضاء، نظرا لاستخدام الأوركسترا
مجموعة نفخ نحاسية كبيرة تتكون من 18 عازفا، كانت تعزف خلفه مباشرة في حفرة الأوركسترا،
ما يعادل نفس مستوى "الديسيبيل" (وحدة قياس الصوت) لمحرك طائرة نفاثة.
وأضاف العازف الذي
يبلغ من العمر 45 عاما أنه لم يعد قادرا على سماع الموسيقى، نظرا لـ "الصدمة الصوتية"
التي تعرّض لها آنذاك، وهو ما تسبب له في عاهة مستديمة متمثلة في فرط الحساسية الصوتية،
والطنين، والدوار.
وبعد خسارة الاستئناف،
سوف يتعيّن على دار الأوبرا أن تدفع للسيد غولدشايدر تعويضا قدره 750 ألف جنيه إسترليني.
وفي تصريح له لهيئة
الإذاعة البريطانية عقب صدور الحكم، قال عازف الكمان: "إنني ممتن كثيرا لعدالة
المحكمة التي قدّرت أنه كان على الدار أن توفر وسائل أمان وحماية من تعرضي للإصابة
بعاهة مستديمة غيّرت مجرى حياتي بالكامل...".
وتابع غولدشايدر
قائلا: "علينا جميعا أن نشترك ونشارك هذه التجربة، حتى يتسنى للجميع الاستمتاع
بالموسيقى الحية في بيئة آمنة ومتاحة، وآمل أن تعطي تجربتي والحكم الذي حصلت عليه من
محكمة الاستئناف مثالا يمكن أن يساعد آخرين.. وأرجو أن تساعدني دار الأوبرا الملكية
البريطانية الآن في أن أعاود بناء حياتي".