أكد اللواء محمد إبراهيم الخبير الاستراتيجي عضو المجلس المصري
للشئون الخارجية، أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر،
وتأتي في توقيت بالغ الأهمية.
وقال الخبير الاستراتيجي - في تصريح اليوم الأحد - إن زيارة
الرئيس الفلسطيني للقاهرة تأتي في ظل نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وفوز التكتل اليميني
الذي أسقط من أجندته عملية السلام وحل الدولتين، وكذلك مع اقتراب كشف الولايات المتحدة
عن ما يعرف بـ"صفقة القرن"، لتسوية القضية الفلسطينية، و"التي لم تطرح
بعد رسميًا إلا أن كل ما يتسرب عنها يعد بعيدا عن الثوابت الفلسطينية".
وأضاف: "كما تأتي الزيارة مع مرور السلطة الفلسطينية
بأزمة مالية؛ نتيجة توقف الدعم الأمريكي للسلطة والصعوبات في الحصول على مستحقاتها لدى
إسرائيل".
وأوضح أن الرئيس محمود عباس، يحرص على مواصلة التنسيق مع
مصر وإطلاعها على تطورات المشهد الفلسطيني أولا بأول، وكذلك على اللقاء دائمًا مع الرئيس
عبد الفتاح السيسي، من أجل التشاور والتنسيق لقناعته بأهمية الدور المصري في القضية
الفلسطينية؛ خاصة أن الموقف الذي يحرص الرئيس السيسي على تأكيده في كل المناسبات يتمثل
في أن حل القضية الفلسطينية يتم من خلال دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وأن حل هذه القضية هو الضامن لاستقرار المنطقة.
وتابع أن الرئيس الفلسطيني، يحرص على إشراك الجامعة العربية
في كافة تطورات الوضع، لا سيما إزاء الأزمة المالية الحالية ومدى الحاجة لدعم مالي
عربي حتى تستطيع السلطة الوفاء بالتزاماتها، مذكرًا بأن القمة العربية في بيروت
2002، هي التي طرحت مبادرة السلام العربية التي تمثل حتى الآن الرؤية العربية لحل الصراع
العربي الإسرائيلي ككل.
وشدد اللواء محمد إبراهيم، على أن الدعم المصري والعربي للرئيس
الفلسطيني يعد العنصر الرئيسي لإبقاء القضية الفلسطينية في دائرة الضوء ومواجهة كل
محاولات تصفيتها، مشيرًا إلى استعداد الجانب العربي والفلسطيني للتعامل الإيجابي مع
أية خطط سلام لا تسقط الثوابت الفلسطينية؛ خاصة فيما يتعلق بقضيتي القدس واللاجئين،
وفق مقررات الشرعية الدولية.
واختتم عضو المجلس المصري للشئون الخارجية تصريحاته، بالتأكيد
على أن البيان الصادر اليوم في نهاية اجتماع وزراء الخارجية العرب حول فلسطين بحضور
الرئيس محمود عباس "كان في قمة الإيجابية"؛ حيث أكد الالتزام التام بدعم الموقف
الفلسطيني ودعم رئيس السلطة الفلسطينية.
يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقوم حاليًا بزيارة
إلى مصر حيث عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشارك في الاجتماع الطارئ
لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.