الأحد 16 يونيو 2024

مصر ودول أفريقيا يبحثون أوضاع حقوق الإنسان بالقارة.. وخبراء: مصر لعبت دورا بارزا لدعم «اللجنة الأفريقية».. والتنمية الأداة الناجزة لمواجهة تحديات حقوق الإنسان بالقارة السمراء

تحقيقات24-4-2019 | 16:50

أكد دبلوماسيون وخبراء بالشأن الأفريقي أن مصر لعبت دورا بارزا في دعم اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان منذ إنشائها، وتعمل في الوقت الحالي في ظل رئاستها الاتحاد الأفريقي على تحقيق تحسنا في هذا الملف، موضحين أن الاجتماع يبحث أوضاع حقوق الإنسان في القارة والتحديات التي تواجهها ومن بينها الإرهاب والهجرة غير الشرعية حيث تعتبر التنمية هي الأداة الناجزة لمواجهة تلك التحديات.

ويشارك في  فعاليات الدورة الـ64 للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، بشرم الشيخ، كامل مفوضي اللجنة وممثلي أمانة الاتحاد الأفريقي ووفود عشرات من الدول الأفريقية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية ومنظمات الأمم المتحدة المعنية و35 من المؤسسات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان وأكثر من 100 منظمة حقوقية غير حكومية أفريقية ودولية، بينها 12 منظمة مصرية.

وألقى المستشار عمر مروان، وزير الدولة لشئون مجلس النواب، كلمة مصر في الاجتماع، مؤكدا أنه يجب ترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان ووضع قضايا حقوق الإنسان على أجندة العمل الأفريقي ويكون هناك عمل لخلق مقاربة متوازنة تجاه التعاطي مع الحقوق المختلفة في ظل التطورات بالعالم، مشيرا إلى أن المادة 15 من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أقر بحق كل فرد بالتمتع بفوائد التقدم العلمي وتطبيقاته ومراعاة التدابير الخاصة بصيانة العلم والثقافة.

وأكد أن المرأة الإفريقية حققت العديد من المكتسبات في مجالات التعليم والصحة والمشاركة السياسية، إلا أنها لا تزال من أكثر الفئات تضررا من الأوضاع السلم والأمن في مناطق عدة بما في ذلك الأنماط الجديدة من التهديدات الأمنية غير التقليدية الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في الأفراد.

 

دور مصر

وفي هذا السياق،  قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، إن اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب تم تنظيمها بجهود الكثير من الدول ومن بينهما مصر والتي لعبت دورا بارزا في إنشائها قام به الدبلوماسي الراحل الدكتور بطرس غالي، ويجرى انتخاب مقرريها من الشخصيات الأكفأ في هذا المجال بالدول الأفريقية.

 

وأوضح حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اللجنة مهمتها التوعية بأوضاع حقوق الإنسان في القارة الأفريقية وحماية وتعزيز تلك الحقوق، وكذلك تراقب الانتخابات الرئاسية والتشريعية بدول القارة، وقد دعتها الحكومة المصرية لمراقبة الانتخابات في استحقاقات سابقة، وهي لجنة منبثقة عن الاتحاد الأفريقي.

 

وأشار إلى أن الاجتماع المنعقد اليوم في شرم الشيخ للدور الـ64 يبحث أوضاع حقوق الإنسان في القارة ونقاط الضعف التي تواجه هذا الملف، بحضور أعضاء اللجنة وبعض الهيئات الدولية كالاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، مضيفا أن الدكتور عمر مروان وزير شئون مجلس النواب سيلقي كلمة مصر في الاجتماع.

 

وأكد أن اللجنة طالبت بعقد اجتماعها في مصر وهو الأمر الذي رحبت، وقررت عقد الاجتماع في شرم الشيخ، ويشارك فيه عدد كبير من الوفود سواء من اللجنة والهيئات المرتبطة بها أو الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن أوضاع حقوق الإنسان في القارة تواجه تحديات خطيرة في ظل أزمات اللجوء والنازحين والإرهاب.

 

 

وأضاف أن أفريقيا بها أكبر عدد من اللاجئين في العالم وذلك بسبب النزوح الداخلي في مناطق الصراعات والحروب الأهلية التي تؤدي لزيادة عدد اللاجئين، ويحاول قادة الاتحاد وأد بؤر الصراعات قبل زيادة تلك الحروب وما تسفر عنه من نازحين ولاجئين.

 

الأداة الناجزة

وقال الدكتور رمضان قرني، خبير الشئون الأفريقية، إنه برغم الطبيعة البروتوكولية لاجتماعات الاتحاد الأفريقية إلا أنه نجح في تحقيق إسهامات بارزة في ملف حقوق الإنسان حيث خصص قمة لهذا الشأن وأصدر ميثاقا أفريقيا لحقوق الإنسان وللمرأة وللشباب، مضيفا أن استضافة مصر لاجتماع اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب يأتي في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هذا العام.

وأوضح قرني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ملف حقوق الإنسان يمثل أولوية خاصة متميزة لدى أنشطة الاتحاد الأفريقي، مضيفا أن هذا الملف يرتبط بشكل أساسي بالتنمية لأن تنمية القارة هي المدخل الحقيقي لتكريس حقوق الإنسان، ومصر من الدول الرائدة التي قدمت إسهامات مع عديدة في قضية التنمية وحقوق الإنسان في القارة الأفريقية.

وأكد أن حقوق الإنسان في القارة تواجه تحديات عديدة من بينها الإرهاب واستقطاب الشباب واللجوء للهجرة غير الشرعية وقضايا الإتجار بالبشر، مضيفا أن التنمية هي السبيل لمواجهة هذه الأزمات وهو الملف الذي تعول عليه أفريقيا في أجندة 2063 والتي جزء مهم منها يتعلق بالمبادرات التنموية خاصة في مجالات حقوق الإنسان والمرأة والشباب.

وأشار إلى أن الهدف الوصول بأفريقيا كقارة مزدهرة، وخاصة أن التنمية هي الأداة الناجزة لمواجهة هذه التحديات، عبر تحقيق التنمية المتوازنة للمواطن الأفريقي في كافة المجالات والتنمية الشاملة التي تصل لكل أنحاء الدول.

 

المفهوم الشامل لحقوق الإنسان

وقال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن مصر بحكم رئاستها للاتحاد الأفريقي في العام الجاري تستضيف مجموعة من الفعاليات المهمة التي تتناول كافة قضايا القارة، مضيفا أن اجتماع اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في شرم الشيخ يعقد في هذا الإطار حيث رحب مصر بعقده بعد طلب اللجنة استضافة مصر لأعمال هذه الدورة.

وأوضح الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تطبق حقوق الإنسان بمفهومها الشامل حيث حققت نجاحات عديدة في أوضاع تمكين المرأة والحق في التعليم والصحة والحياة الكريمة، مضيفا أن القارة الأفريقية تهتم بملف حقوق الإنسان ويستهدف الاجتماع مناقشة تلك الحقوق وأوضاعها في الدول ووضع قواعد لتحسينها.

وأضاف أن مشكلات الإرهاب والهجرة غير الشرعية والنازحين واللاجئين كلها تحديات تهدد أوضاع حقوق الإنسان في القارة، ويجب تحقيق التنمية لإيجاد فرص عمل وحياة كريمة تلبي طموحات شباب القارة، وأن تقوم الدول الغربية بدورها في مساعدة القارة لتحسين أوضاع المعيشة في الدول الأفريقية عبر التنمية والاستثمار لخلق فرص عمل وقيمة مضافة للدول.