راهن خبراء اقتصاديون، على قدرة الرئيس السيسي
في تحقيق مكاسب اقتصادية واستثمارية كبرى من خلال مشاركته في منتدى "الحزام والطريق"
الثاني في العاصمة الصينية بكين، مؤكدين أن الرئيس السيسي قادر على عقد لقاءات كبرى
مع مختلف القيادات ورجال الأعمال لجذب الاستثمارات الجديدة، لافتين إلى أن الصين تطلع
إلى التواجد بقوة في القارة الأفريقية والدول العربية من خلال البوابة المصرية.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، جلسة
مباحثات مع الرئيس الصيني شى جين بينج، بقاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين.
وشهد اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الصلة
بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية،
حيث أكد الرئيس حرص مصر على الاستفادة من التجربة الصينية في إطار السعي لتحقيق نهضة
اقتصادية وتنموية شاملة على غرار النهضة الصينية، مشيراً إلى التطلع لتشجيع المزيد
من الشركات الصينية على العمل والاستثمار في مصر والمشاركة في شتى المشروعات الجاري
تنفيذها، خاصة في ظل ما تحظي به المشروعات والاستثمارات الصينية القائمة من رعاية وحرص
من الدولة المصرية على مساندتها.
وصرح بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية،
بأن الرئيس الصيني أكد أن مصر تحظى باهتمام كبير وحضارتها العريقة من تقدير لدى الشعب
الصيني، ومشيداً بما حققته مصر على صعيد التنمية ونجاحها في تحقيق إنجازات واضحة على
صعيد الإصلاح الاقتصادي فضلا عن تحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ العديد من المشروعات
القومية الكبرى، وهو ما ساهم في تحفيز الشركات الصينية للعمل في مصر للاستفادة مما
تتيحه تلك المشروعات من فرص استثمارية واعدة، مؤكدًا دعم الحكومة الصينية لعملية التنمية
في مصر.
ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الصين في
زيارة للمشاركة في منتدى "الحزام والطريق الثاني"، للتعاون الدولي والذي
يعقد في العاصمة بكين.
ويُعقد المنتدى، خلال الفترة من 25 حتى 27 أبريل
الحالي، بمشاركة 37 رئيس دولة وحكومة، وتُعد زيارة الرئيس السيسي إلى الصين، هي السادسة
منذ توليه منصب الرئاسة عام 2014، واللقاء الذي سيجمعه بنظيره الصيني "شي جين
بينج" سيكون السابع بينهما.
تدفق الاستثمارات الخارجية
قالت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذة الاقتصاد
بجامعة عين شمس، إن مشاركة الرئيس السيسي في "الحزام والطريق الثاني" بالعاصمة
الصينية بكين سيكون لها دورا محوريا في تعزيز الفرص الاستثمارية وضخها للسوق المصري،
خاصة وإنها فرصة قوية لتعريف ما يقارب من 40 دولة مشاركة في المنتدى بإمكانيات مصر
الاقتصادية وتربتها الخصبة الجاذبة للاستثمار.
وأضافت الحماقي لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس السيسي
مهد تربة خصبة لجذب الاستثمار وخلق بينية تحتية كانت متهالكة قادرة الآن على تحمل تدفق
رؤوس الأموال المختلفة في كافة المجالات حتى أن المحافظات جميعها أصبحت قادرة على تقبل
الاستثمارات الكبرى.
وأشارت أستاذة الاقتصاد، إلى أن اتجاه القيادة
السياسية إلى التعامل المباشر مع دول الشرق وعلى رأسها الصين مهم للغاية ، خاصة وإنها
دول صاعدة في المجال الاستثماري والصناعي والتجاري أيضا، وتسعى إلى التواجد بقوة في
منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت أن هناك استثمارات جديدة دخلت إلى السوق
المصري خاصة في مجال التكنولوجيا، مؤكدة أن المنطقة الصناعية في محور قناة السويس ستكون
قادرة على تعزيز القدرات الإنتاجية في البلاد بعدة مجالات.
مركز إقليمي مهم
وأكد الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة
المنصورة، أن مصر تشهد انطلاق قومية نحو عملية التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار الاقتصادي،
مؤكدا أن مشاركة الرئيس السيسي في "الحزام والطريق الثاني" بالعاصمة الصينية
بكين تأتي ضمن خارطة الطريق التي تتبناها الدول لتحقيق التعاون الدولي مع أغلب دول
العالم وتقديم مصر كشريك محوري وهام في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة لـ«الهلال
اليوم» أن الرئيس السيسي عمل على كل الملفات الداخلية والخارجية التي تعزز فرص الاستثمار
وتحقق التنمية في وقت قياسي، فضلا عن النجاح الكبير في الملف الأمني الذي يعد الركيزة
الأساسية والأولى لجذب الاستثمار، مؤكدا أن هذا المحور لمسه العالم برمته وجعل أغلب
المستثمرين يتجهون بأنظارهم نحو القاهرة باعتبارها مركزا استراتيجيا مهما لتدفق الاستثمارات
والتجارة إلى دول الشرق الأوسط.
وأكد أن الصين تسعى إلى تعزيز تواجدها في القارة
الإفريقية والدول العربية من خلال البوابة المصرية، لافتا إلى أن موقع مصر متميز ومن
الممكن أن تتحول إلى مركز رئيسي للصناعة والتجارة لدول المنطقة، لافتا إلى أن الرئيس
السيسي يدرك ذلك جيدا ويعمل عليه خاصة بالنسبة للمشروعات الجديدة في منطقة قناة السويس
وأغلب المدن الصناعية الجديدة.