الثلاثاء 4 يونيو 2024

تعاون مصري صيني لتصنيع السيارات الكهربائية بالقاهرة.. وخبراء: خطوة لتوطين التكنولوجيا.. وستؤدي لتطوير قطاع النقل وخلق فرص عمل.. ومصر تمتلك البنية التحتية المؤهلة لهذا المجال

تحقيقات28-4-2019 | 15:28

أشاد خبراء وبرلمانيون بالتعاون المصري الصيني لتصنيع السيارات الكهربائية بمصر، مؤكدين أن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين خطوة لتوطين تلك التكنولوجيا وتطوير قطاع النقل وخلق فرص عمل، موضحين أن مصر تمتلك البنية التحتية المؤهلة لهذا المجال، ومن المهم التعاون بينها وبين الصين لأنها دولة قوية في مجال تكنولوجيا وإنتاج السيارات.

وكان الدكتور محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة قد شهدا أمس مراسم توقيع اتفاقية بين مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات (مصنع 200 الحربي) وشركة فوتون الصينية العالمية لنقل تكنولوجيا صناعة المركبات الكهربائية في مصر، خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بكين للمشاركة في منتدى الحزام والطريق.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى تصنيع 2000 أتوبيس كهربائي علي مدار أربع سنوات بمصنع 200 الحربي وبنسبة تصنيع محلي 45%، ومن المقرر أن يتبع هذه المرحلة مراحل أخرى لتوطين الصناعة بمصر وكذا تصنيع أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية، وقد أهدت شركة "فوتون" الصينية عقب توقيع الاتفاقية مصنع 200 الحربي أتوبيس مفصلي كهربائي يسع لـ180 راكبا وذلك لتجربته بمصر.

 

البنية التحتية المؤهلة

اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، قال إن التعاون المصري الصيني لتصنيع السيارات الكهربائية، خطوة مهمة لتوطين تلك التكنولوجيا داخل مصر، وخاصة أن هذا التعاون يبدأ بصناعة الأتوبيسات الكهربائية، وهو اتجاه سليم لأنها لا تعتمد على البنية الأساسية بمحطات الشحن على الطريق مثل السيارات الملاكي.

 

وأضاف مصطفى، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الأتوبيسات يمكن شحنها بسهولة داخل أماكن الانتظار "الجراجات"، مضيفا أن اتفاقية التعاون الموقعة بين وزارة الإنتاج الحربي أمس وإحدى الشركات الصينية ستبدأ بتصنيع 2000 أتوبيس على مدار أربعة أعوام.

 

وأشار إلى أنه يمكن مع الوقت أن يتوسع الأمر ليجري إحلال وتجديد الأتوبيسات ذات الوقود التقليدي في النقل العام وتحويلها للكهرباء، بما يساعد على نظافة البيئة وتوفير استهلاك الوقود البترولي البنزين والسولار، مؤكدا أن مصر لديها البنية التحتية التي تؤهلها لهذا المجال سواء في مصانع السيارات أو مصانع الإنتاج الحربي.

 

وأكد أن مصانع الإنتاج الحربي لديها مقومات هذا العمل وإمكانيات تكنولوجية، وتصنيع المركبات الكهربائية هو توظيف لهذه الإمكانيات في الاتجاه السليم، مشيرا إلى أن الصين دولة قوية في مجال تكنولوجيا وإنتاج السيارات، وتنتج ثلث سيارات العالم في كافة أنواعها ولديها مراكز أبحاث عديدة لتطوير السيارات، ولذلك مهم التعاون بين القاهرة وبكين في هذا المجال.

 

توطين التكنولوجيا

ومن جانبه، قال طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن اتجاه الدولة المصرية لتصنيع السيارات والمركبات الكهربائية بالتعاون مع الصين هو مؤشر صحي وهام على رؤية الدولة للمستقبل وأنها تسير في الطريق الصحيح لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي تقوم على الحفاظ على موارد الدولة والبيئة.

 

وأكد متولي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العالم كله يتجه في الوقت الراهن للسيارات الكهربائية لأنها الكهرباء طاقة نظيفة وتحمي البيئة، وأيضا لتقليل استخدام مواد الوقود مثل السولار والبنزين، مضيفا إن الاتفاقية الموقعة بين مصر والصين أمس على هامش زيارة الرئيس لبكين للمشاركة في منتدى الحزام والطريق خطوة لتوطين تكنولوجيا السيارات الكهربائية في مصر.

 

وأشار إلى أن دول العالم تستهدف أن تعمل كل السيارات والمركبات في 2030 بالطاقة النظيفة، موضحا أن نقل تلك التكنولوجيا إلى مصر دليل على قوة الاقتصادي المصري الواعد، وخطوة للنهوض بصناعة السيارات وتوطين تكنولوجيا السيارات الكهربائية.

 

وأضاف إن مشاركة الرئيس في منتدى الحزام والطريق دلالة قوية على عودة مصر كقوة إقليمية وشراكتها الاستراتيجية في المبادرة، مشيرا إلى أن مصر والصين بينها تعاون كبير في التنمية الاقتصادية ومحور قناة السويس.

 

 

تطوير قطاع النقل وخلق فرص عمل

فيما قال سمير البطيخي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن الاتفاقية الموقعة بين مصر والصين أمس لتصنيع 2000 أتوبيس كهربائي على مدار أربع سنوات بمصنع 200 الحربي؛ ستعمل على تطوير قطاع النقل العام وتوفير بيئة نظيفة وخلق فرص عمل واستثمارات جديدة ونمو الاقتصاد المصري.

 

وأضاف البطيخي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الموقع الاستراتيجي لمصر يفتح لها السوقين العربية والأفريقية لتكون أمامها فرصة لتصدير السيارات الكهربائية في المرحلة المقبلة إلى المنطقتين، مشيرا إلى أن العالم كله يتجه لاستخدام الطاقة النظيفة لأنها تحمي البيئة من الملوثات.

 

وأشار إلى أن مصر والصين تربطهما علاقات قوية وتعاون مستمر، في عدة مجالات من بينها تطوير وتنمية محور قناة السويس، ومنطقة الصناعات النسيجية في مدينة السادات ومشروع القطار السريع المكهرب وكذلك ومحطات توليد الطاقة من الفحم في الحمراوين وغيرها من المشروعات وأوجه التعاون، حيث تعتبر الصين أحد أكبر الاقتصاديات في العالم.