الأحد 16 يونيو 2024

سعار أرجوزات الاعلام في تركيا وقطر

30-5-2019 | 14:51

مجدى سبلة

 قبل أيام كتب الزميل خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع تدوينة  جعلتنى أقف أمامها مثمنا على ما كتبه «شرح حالة التربص الإعلامى بمصر وإنجازاتها من جانب وسائل الإعلام الغربية والتركية والقطرية، والتقليل من حجم وقيمة هذه الإنجازات فى الـ 5 سنوات الماضية فى ظل القيادة السياسية الحالية، وطلب أن نعيد بناء وتأهيل وسائل إعلامنا للمواجهة والانتصار فى الحرب ضد مصر» ففضلت أن أكتب فى هذا السياق. 


علمت من مصادر موثقة أنه لا تزال جماعة الإخوان الإرهابية، تكثف تحركاتها مع وسائل الإعلام الغربية، وتشترى مساحات فى الصحف الأجنبية بدعم من الدول الراعية للتنظيم قطر وتركيا، من أجل نشر قضيتها والتحريض ضد مصر، وهو ما يفسر التقارير التحريضية التى تنشرها بعض الصحف والقنوات الأجنبية واعتمادها على مصادر مجهلة. 


وليس فقط جماعة الإخوان ولكن أيضا الجماعات الإرهابية لها علاقات متبادلة مع وسائل الإعلام الغربية، وتقوم بإعداد التقارير والأخبار ضد الدولة المصرية، من خلال شراء مساحات مدفوعة فى هذه الوسائل الإعلامية الأجنبية لنشر الأكاذيب ضد الدولة المصرية من أجل الضغط والتأثير على الرأى العام المصرى، ومحاولة لتنفيذ مخططاتها لإثارة الفتن فى المجتمع المصرى والغريب أن هذه الوسائل تفتقد إلى التعددية فى المصادر، وهو ما يتسبب فى فقدان مصداقيتها ومهنيتها أمام المتلقى فى كل أنحاء العالم وتعتمد هذه الجماعات على انتشار كوادرها فى كل العالم، فهم على صلة بهذه الوسائل الإعلامية علاوة على أن قطر قامت بشراء مواقع إلكترونية عديدة فى السنوات الأخيرة، وحولتها على يد الإخوان الهاربين فى الخارج إلى مواقع إعلامية وإخبارية تعمل بلغات مختلفة ويسوقون للأكاذيب ويقومون بتكرارها حتى تصبح أخبارا يروجونها على أنها واقع.


..نعم لم تنجح مخططاتهم خاصة بعد نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية وأصابهم حالة من السعار الإعلامى التى أدت إلى حرق كل منصاتهم الإعلامية سواء الغربية أو التركية أو القطرية ضد مصر حيث أشعل الشعب المصرى النيران فى وجه كل هذه المنصات فى ثلاثة أيام هى من عمر مصر بخروج يحسبه العالم أبلغ رد على هذه الأبواق السوداء والمشاهد المغلوطة إعلاميا مهما ارتدوا من أثواب ملونة هم أصبحوا كالجثث العارية لم يعد لديهم ما يخفونه فى رسائلهم على المصريين فمهما صدروا إلينا من أكاذيب لم تعد تنطلى على الشعب المصرى الذى خرج فى التعديلات الدستورية قاصدا حماية الدولة من مخططاتهم المكشوفة والمفضوحة.


 لم يعد يفلح إعلام (الأرجوزات.. معتز مطر ومحمد ناصر وزوبع وآيات عرابى وأيمن نور وعمر عفيفى ولا إعلام السى إن إن والبى بى سي) فى شن حملاتهم الممولة من هنا أوهناك لضرب الدولة المصرية اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيا، لأن إرادة القيادة السياسية ووعى الشعب المصرى يقفان حائلًا أمام كل هذه المخططات،لأن الإنجاز الكبير الذى حققته مصر بقيادة الرئيس السيسى فالشعب المصرى يعى أنه يتعرض لحملات منظمة متوحشة وهمجية وظالمة، ولابد من وضع خطط موضوعية للتسويق السياسى لمحاولة استعادة العدل الغائب عن مصر فى الإعلام الدولى، ولا ينبغى أن نرضخ لهذا الإعلام الأسود، بل يجب علينا مواجهته بالحق وبقوة المنطق وفضح أكاذيبه المستمرة.


أرجوزات إعلام الإخوان وغلمان ومرتزقة تركيا مازالوا يمارسون لعبتهم المكشوفة فى إثارة الرأى العام المصرى الذى أصبح يعى اللعبة القذرة التى يتمادى فيها غلمان بتمويل مفضوح من أردوغان وتميم، لدرجة أن المصريين يتعجبون من تدخل هؤلاء الغلمان فى شئون مصر الداخلية.

الغريب أن هؤلاء الغلمان لا يعترفون بنظريات الإعلام التى تحدد المعايير الدولية للأداء الإعلامى ويصمتون ويشوهون الجهود التى تبذلها مصر، وجهود الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى إصلاح وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية وإقامة مشروعات التنمية والبنية الأساسية من أجل مستقبل أفضل للمصريين.


ولا يعترف الغلمان ومن يستأجرونهم بالمبادرات التى رصدت عددا من الملاحظات والشائعات والأكاذيب التى قامت بها جهات مختلفة كمنظمة «هيومن رايتس ووتش، وهيومن رايتس مينتور»، وقناة «الجزيرة» و»بى بى سي»،و»السى إن إن» خلال الفترة الماضية فى نقل الأحداث بمصر وتعمدها ارتكاب أخطاء مهنية وتبنيها لروايات وبيانات غير سليمة دون التأكد من صحتها، وترويجها وتبين أنها أفكار وأخبار صادرة من تنظيم الإخوان الإرهابي.


وهنا بات على المواطن المصرى أن يلتفت لما يحدث حوله ويدرك الحقائق، وتخلى عدد من وسائل الإعلام الغربى عن معايير الموضوعية والمصداقية والاستقلالية فى الأداء الإعلامي، وتخلت عن مفاهيم القبول الشعبى والإرادة الوطنية للشعب فى تغطيتها للأحداث بمصر وركزت على وجهة نظر لصالح فصيل جماعات هدم الدولة.


إن الصعود المصرى خلال الفترة الماضية كان صعوداً مدوياً علاوة على الصعود الإفريقى بتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، بالإضافة إلى صعود مصر على المستوى الأوربى والعالمى خلق عند أقزام الإعلام الممول حالة من السعار، لأن ما حدث يمثل صعودا مصريا غير مسبوق وهو بالتأكيد أزعج البعض وجعلهم يحاولون هدم هذا الصعود، أو على الأقل يثيرون حالة من اللغط عليه بهدف إنكار هذا الصعود.

 ولأن أى نجاح فى العالم له أعداء وأمام نجاحات مصر على كل الأصعدة سقطت أقنعة هذه الأبواق الإعلامية وأقنعة المنظمات الحقوقية المأجورة التى مازالت تمارس مهمتها فى تشويه مصر، ولم يعد أمام منصات تركيا وقطر إلا أن تستضيف الهاربين والمطلوبين على ذمة قضايا ضد الدولة ولا تستعرض إلا الصورة المسيئة لمصر والرأى المضاد والمشوه لكل ما يجرى فى الداخل، علاوة على أن استطلاعات الرأى التى تقوم بها المنصات الغربية فهى موجهة ضد إرادة المصريين وحتى عندما يدخل المصريون ويدلون بأصواتهم فى هذه الاستطلاعات لم تتسق مع التخطيط الموضوع فى هذه المنصات، مثلما جرى فى استطلاع القناة الأمريكية الشهيرة سى إن إن، وأصبح السؤال الوحيد حول التعديلات فى هذا الاستطلاع كان مغرضا ويسعى لتوجيه الرأى العام وتم قصره على مادة واحدة فى التعديلات تتعلق بمدة الرئيس.


 وفى استطلاع آخر أجرته إحدى القنوات الألمانية المعروفة بتقاريرها الموجهة ضد السياسات المصرية والمنفتحة على وجوه الإخوان من الدوحة إلى أنقرة ولندن، أظهرت النتائج انحياز المصريين بنسبة 63فى المائة  للتعديلات الدستورية وتأييد كل المواد المعدلة والمستحدثة، رغم أن هذه القناة استبقت الاستطلاع بمجموعة تقارير تهاجم فيها التعديلات الدستورية والتوجهات السياسية المصرية، وحتى بعد الاستطلاع ونتائجه المخيبة لتطلعات مخططى الحملات فى القناة الألمانية، واصلت تقاريرها المسمومة وتوجهها غير المهنى وغير المعبر إطلاقا عن توجهات الشارع المصرى.

 أما «بى بى سى»، أقدم وسائل الإعلام البريطانية، وصاحبة التاريخ الأسود فى التناول مع الشأن المصرى منذ سنوات فلم تتوقف يوما عن بث التقارير واللقاءات التى تشوه الحراك السياسى المصرى، بل سلمت إعلامها لمجموعة من أعضاء التنظيم الدولى للإخوان يتولون الشأن المصرى، وتحولت تقاريرها حول التعديلات الدستورية إلى نقد ومهاجمة المؤيدين للتعديلات على الحملات الإعلامية واللافتات التى يضعونها فى الشوارع والتى تدعو للمشاركة.


الانحياز السافر لوكالات الأنباء العالمية وكبريات مؤسسات الميديا الغربية التى ترفع شعار «كل شىء بثمن» من الافتتاحيات إلى الملفات الكاملة وساعات البث التليفزيونى والبرامج الوثائقية المفبركة، هى نموذج واضح لتحول كبريات القنوات الغربية إلى منصات مباشرة لقصف الأذهان المصرية، بعد أن فشلت منصات الإخوان ولجانهم الإلكترونية وكذلك فشل القنوات القطرية والتركية فى المهمة المنوط بها إثارة الفوضى فى مصر والمنطقة العربية ونشر دعاوى التطرف وتفكيك المجتمعات العربية إلى قوى وفرق متشاحنة. 


المهم فى الموضوع، هو زوال الوهم والاختلاط بين الدول الصديقة والدول العدوة، الدول التى مازالت تراهن على تدمير مصر والمنطقة بكاملها لإعادة تخطيطها من جديد من خلال حرب إعلامية لابد أن ينتبه لها المصريون.