سادت حالة من الفوضى والغضب في جنوب إفريقيا، بعد التعديل الوزاري واسع النطاق الذي قام به الرئيس جاكوب زوما، والذي شمل «برافين جوردان» وزير المالية وتسعة وزراء آخرين و6 من نواب الوزراء، وقام بتعيين عشرة وزراء ونواب جدد في واحدة من أكثر القرارات المثيرة في فترة رئاسته، وسط انتقادات واسعة النطاق لقيادته.
وكانت الأشهر الأخيرة قد شهدت ارتفاع الأصوات الداعية إلى استقالة الرئيس جراء الفضائح السياسية والمالية التي تورط فيها وزادت حدة الضغوط عليه بعد استمرار الراند (عملة جنوب إفريقيا) في الانخفاض.
وبعد قراراه بإقالة وزير المالية الذي يتمتع بشعبية كبيرة وتعين مالوسى جيجابا وزير الشؤون الداخلية سابقا خلفا له والذي لا يتمتع بأية خبرة في السياسات الاقتصادية، أصبح موقف زوما أكثر ضعفا.
يذكر أن «زوما» كان على خلاف مع «جوردان» بسبب جهوده والإجراءات التي اتخذها في مواجهة ممارسات الكسب غير المشروع.
ووصل الخلاف إلى توجيه اتهامات بالتزوير إلى «جوردان» نفسه، وصفها وزير المالية الأسبق بأن لها دوافع سياسية رغم إسقاط الاتهامات عنه في أكتوبر من العام الماضي.
ولهذا أثارت هذه الخطوة التعديل الوزاري موجة من القلق على الاستثمار، وأدت إلى انحسار العملة الوطنية وإثارة غضب قيادات الأعمال، حيث ينظر إلى «جوردان» على إنه رمز للاستقرار بالنسبة لأكبر نظام اقتصادي قائم على التصنيع في إفريقيا.
وتعد إقالته ضربة أخرى للاقتصاد الذي نما بنسبة 0.5% العام الماضي وبلغ معدل البطالة حوالي 27%، كما يعتبر البعض «جوردان» حصنا ضد الجهود المبذولة للسيطرة على وزارة المالية للسماح للصفقات التي يفضلها الحلفاء في مجتمع الأعمال واقتحام خزائن الدولة لتحقيق مكاسب شخصية.
وأصدرت «مبادرة الرئيس التنفيذي» وهي ائتلاف من كبار رجال الأعمال، بيانا جاء فيه إنها «تشعر بقلق بالغ وخيبة أمل بسبب عزل وزير المالية غير المناسب وغير العقلاني».
وقال البيان «إن هذا القرار، والطريقة التي تم بها اتخاذ القرار، من المحتمل أن يتسبب في أضرار بالغة باقتصاد يحتاج إلى النمو والوظائف».
ووصلت الأمور إلى حد إعراب سيريل رامافوسا نائب الرئيس عن معارضته لهذه الخطوة ووصف الإقالة بأنها غير مقبولة تماما، ولكنه لن يقدم على الاستقالة من منصبه ردا على إقالة وزير المالية، مؤكدا أنه سيستمر لـ«خدمة الشعب».
وقد عزز هذا القرار الانقسامات داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي يخشى من نكسة انتخابية في المستقبل وجعل الحزب الحاكم في حالة من الفوضى.