السبت 15 يونيو 2024

بضائع بـ 50 مليون جنيه تحولت إلى رماد.. كارثة تحل على تجار حارة اليهود.. و"شعبة الأدوات المكتبية" تدعو إلى اجتماع عاجل.. وغرفة القاهرة عن توقيع وثيقة تأمين:"لن تساعد التجار خلال الفترة الحالية"

تحقيقات4-5-2019 | 15:33

"موسم انتهى في غمضه عين.. وبضائع بالملايين تتحول إلى رماد" هكذا وصف أعضاء شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، الكارثة التي حلت على التجار بمنطقة حارة اليهود، بعد اندلاع الحريق بالحارة ظهر أمس الجمعة.

ومن سوء حظ تجار حارة اليهود، أن مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية انحل من أسبوعين، الأمر الذي جعل من الصعب عليهم اتخاذ قرار سريع خلال الفترة الحالية، كما أن البرتوكول الذي وقعته غرفة القاهرة التجارية الأسبوع الماضي مع إحدى شركات التامين لحماية ممتلكات التجار من مخاطر الحريق لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن، بجانب أن غرفة القاهرة ليس لديها صندوق إدارة الكوارث والذي من شأنه تعويض التجار في الحال.


 "الهلال اليوم" بحثت مع شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية ومجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية المنحل، سبل تعويض هؤلاء التجار ومساندتهم في الكارثة التي حلت بهم، حيث رأوا أن الجهة المنوط بها الآن صرف تعويضات هي وزارة التجارة والصناعة.  

وأظهرت التحريات الأولية للجنة المشكلة من قبل نيابة الجمالية، عن وصول حجم الخسائر نحو 50 مليون جنيه، بحريق 54 محلا بحارة اليهود.

اجتماع عاجل لبحث الأزمة

من جانبه عبر رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية أحمد أبو الجبل، عن حزنه على ما فقده التجار من بضائع إثر الحريق الذي شب بحارة اليهود أمس، مؤكدا أن التجار فقدوا كمية كبيرة من بضائع موسم رمضان وعيد الفطر.

وقال أبو الجبل في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم": إن الحريق امتد إلى منتصف الحارة ما جعل من الصعب دخول سيارات المطافئ، الأمر الذي دفع رجال المطافئ إلى اللجوء لخراطيم مياه طويلة، ما أدى إلى خسائر كبيرة للتجار نتيجة تلف البضائع من المياه المستخدمة في الإطفاء.

وأشار إلى أنه سيتم عقد اجتماع عاجل لأعضاء شعبة الأدوات المكتبية خلال الأسبوع الجاري، لبحث سبل تعويض التجار الذين تأثروا من حادث الحريق، كما تم التواصل مع رئيس غرفة القاهرة التجارية المهندس إبراهيم العربي، لدراسة حجم الخسائر وكيفه تعويض التجار بمنطقة حارة اليهود.


الخسائر تصل إلى الملايين

أوضح بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، أن حجم خسائر تجار حارة اليهود قد يصل إلى الملايين، مشيرا إلى أن الحريق شب في عمارة مخزن بها عطور وملابس ومستحضرات تجميل، الأمر الذي ساعد على اشتعال النار بسرعة ومن ثم خرج عن السيطرة ووصل إلى منتصف الحارة.

وأضاف صفا في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، ما زال هناك دخان يسيطر على الحريق حتى صباح اليوم السبت، مشيرا إلى أن مجلس غرفة القاهرة التجارية منحل خلال الفترة الحالية، بسبب إجراء انتخابات بالغرفة، الأمر الذي جعله غير قادر على اتخاذ قرار صرف تعويضات للتجار.

وأوضح أن الجهة الوحيدة التي لديها الصلاحية خلال الفترة الحالية، بصرف تعويضات لتجار حارة اليهود، هي وزارة الصناعة والتجارة، مشيرا إلى أن قرار تعويض التجار سيأخذ وقتا كبيرا من أجل حصر أسماء التجار وتكلفة البضائع التي خسروها إثر الحريق.


لا يوجد صندوق إدارة كوارث

وعن إمكانية صرف تعويضات لتجار حارة اليهود بعد توقيع غرفة القاهرة التجارية، الأسبوع الماضي، اتفاقية مع إحدى شركات التأمين، أوضح إيهاب سعيد، عضو مجلس الإدارة غرفة القاهرة التجارية، إن البرتوكول لم يدخل حيز التنفيذ خلال الفترة الحالية لكي يعوض تجار منطقة حارة اليهود، كما أن مجلس إدارة الغرفة منحل نتيجة إجراءات انتخابات الغرفة التجارية بالقاهرة، لذلك ليس في مقدرته اتخاذ قرار.

وأضاف عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن الغرف ليس بها صندوق إدارة كوارث للتعامل في مثل هذه الحالات، لذلك سيكون من أولويات الغرفة في دورتها الجديدة إنشاء هذا الصندوق من أجل تعويض التجار عن خسائرهم، مشيرا إلى أن منطقة حارة اليهود تعد من المناطق الخطرة نتيجة وجود ألعاب نارية فمع ارتفاع درجة حرارة الجو قد ينتج عنها حرائق لذلك ستبحث الغرفة حل تلك الأزمة.

وأوضح أن الغرفة تنتظر نتيجة التحقيقات النهائية في حريق حارة اليهود، وحجم الخسائر التي ستقدرها اللجنة، من أجل حساب حجم التعويضات التي تستطيع الغرفة صرفها لتجار المتضررين من الحريق.


كان حريق هائل قد شب بأحد المباني التجارية بمحيط حارة اليهود، بدائرة قسم شرطة الجمالية، ظهر أمس الجمعة، حيث اندلعت ألسنة اللهب وسط محاولات رجال الإطفاء السيطرة عليها قبل امتدادها للمحلات المجاورة، حيث دفعت غرفة العمليات بإدارة الحماية المدنية بالقاهرة، بـ10 سيارة إطفاء للسيطرة على الحريق، قبل امتداده للمحال المجاورة.