افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى عصراً جديداً من العلاقات المصرية - الأمريكية، عصراً كنا نظن أنه لن يأتى مرة أخرى، بعد أن أتلفت إدارة أوباما كثيراً من جوانب هذه العلاقات.
السيسى بزيارته الأخيرة للولايات المتحدة، والترحيب الهائل غير المسبوق من الرئيس ترامب، والمشاورات الجادة والمتعمقة التى أجراها الرئيسان، والنتائج المهمة التى توصلا إليها، كل هذا لا يعنى إلا أن التاريخ سوف يتوقف عنده كثيراً، زيارة تاريخية بحق، نظراً لما سوف يترتب عليها من أمور ومتغيرات فى الشرق الأوسط ولا سيما فى ملف سوريا وملف ليبيا والقضية الفلسطينية، وفى ملفات التسليح والتعاون الأمنى والتعاون الاقتصادى.
لماذا سيتوقف التاريخ عند هذه الزيارة؟ لأن انعكاساتها فى كل هذه الملفات ستكون شديدة الوضوح، سيحدث تحول - بل بدأ التحول بالفعل فى رأيى - فى خريطة العلاقات فى الشرق الأوسط، وهو التغير أو التحول الذى بدأ فى الظهور بالفعل فى المنطقة.. وسيرى العرب ملامحه فى الفترة المقبلة، سواء فى الملف السورى أو الليبى أو القضية الفلسطينية، وسيرى المصريون آثاره سواء فى صورة تعاون اقتصادى مع الولايات المتحدة ومؤسساتها وشركاتها، أو تعاون أمنى أو تعاون عسكرى لاسيما فى ملف الإرهاب، الذى أضحى الملف الرئيسى فى جوانب التعاون بين الدولة المصرية فى عصر عبدالفتاح السيسى والولايات المتحدة فى عصر ترامب.
من هنا.. فإن خريطة الشرق الأوسط ستتغير بالفعل، وسيسقط منها الذين يعيشون فى ثأر الماضى.. الجماعة الإرهابية وحلفاؤها، الذين سيركلهم التاريخ بعيداً، بعد أن صاروا خارج إطار حركته.. أين المنظمات والجمعيات الحقوقية الأمريكية التى اشتراها الإخوان بملايين الدولارات فى الأسابيع الماضية ليهاجموا السيسى ويشوهوا زيارته إلى أمريكا؟ لم يسمع أحد لهم صوتاً، ولم يؤثروا - ولو ملليمتراً واحداً - فى زيارة الرئيس السيسى لأمريكا.. وظهروا فى حجمهم الجديد.. الذى لا يكاد يرى بالعين المجردة!.
وبعض أقباط المهجر الذين يلعبون لعبة طائفية شيطانية ضد مصر وقيادتها وكنيستها، لم يظهر لهم أثر فى زيارة السيسى لأمريكا.. ابتلعهم المشهد وابتلعهم النسيان.
الحق أن (مصر الجديدة) التى تكلم عنها السيسى مع الجالية المصرية فى الولايات المتحدة، هى التى ظهرت فى الزيارة التاريخية.. مصر الجديدة شكلت خريطة جديدة لعلاقاتها مع الولايات المتحدة، وهذه الخريطة.. تليق بالعصر الذى تعيشه مصر، عصر البناء والتنمية واسترداد الدور الإقليمى والدولى الذى فقدته مصر فى السنوات الأربعين التى سبقت ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، السيسى وترامب رسما - معاً - خريطة جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية، أعتقد أنها تقوم على صداقة الند للند، وهى العلاقة أو الصداقة التى تليق بمصر الجديدة، التى تتطلع إلى عالم جديد أفضل..!