كشفت دورية "انتلجنس نيوز" الأمريكية المتخصصة في الشأن الاستخباري عن أن لقاء سريا عقده مستشار الأمن القومى الإسرائيلي مائير بن شابات ومستشار الأمن القومى الأمريكي جون بولتون عقد في واشنطن قبل أسبوعين ، أبلغ فيه المسئول الإسرائيلي الإدارة الأمريكية بنية إيران مهاجمة القوات الأمريكية في العراق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ، وكذا استهداف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة .
وقالت الدورية الأمريكية إن المعلومات التي نقلتها إسرائيل إلى واشنطن كان قد حصل عليها جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي موساد من عملائه في المنطقة ، وأكد أن المواقع والتمركزات العسكرية الأمريكية في العراق ستكون الهدف الأول لأية ضربات إيرانية محتمله ، و عليه اتخذت واشنطن قرارها الاستباقي بإرسال القاذفات الاستراتيجية بى – 52 إلى المنطقة .
وأضافت أن التحذيرات الإسرائيلية كانت كذلك وراء القرار الأمريكي المفاجىء بتوجيه حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن الأضخم على مستوى العالم إلى منطقة الخليج تحسبا لأية مواجهات مع إيران بالإضافة إلى توجيه أربع مدمرات أمريكية إلى مياه الخليج .
وأشارت "انتلجنس نيوز" إلى تأكيدات جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكي لشبكة ايه بى سى نيوز الأمريكية أن الولايات المتحدة تواجه عدوا عنيدا في الشرق الأوسط هو إيران ، وكذلك تأكيدات جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي وباتريك شانهان القائم بعمل وزير الدفاع الأمريكي أمام لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس أن إيران وأذرعها الإقليمية في الشرق الأوسط تنوي مهاجمة تمركزات القوات الأمريكية في العراق وسوريا وكذلك تصعيد المواجهة بحرا ضد السفن الأمريكية وأن الموساد الإسرائيلي قام بدور اللاعب الأكبر في التوصل إلى تلك المعلومات و تغذية الإدارة الأمريكية بها وهو ما أكده كذلك موقع اكسيوس الإخباري الأمريكي .
كانت الولايات المتحدة قد دفعت بقاذفاتها الاستراتيجية من طراز بى – 52 إلى منطقة الخليج بعدد غير معلن عنه بدءا من الثامن من مايو الجاري ، وقد عبرت القاذفات الأمريكية المجال الجوي الإسرائيلي حيث كشفت صحف إسرائيلية عن ذلك ناقلة عن مسئولى الدفاع قولهم إن حالة من رفع درجة الاستعداد فى وحدات الجيش الإسرائيلي على الجبهتين السورية و اللبنانية قد أعلنت تحسبا لأية مواجهات ، كما أشارت مواقع إخبارية إسرائيلية إلى استنفار الموساد الإسرائيلي لعناصره التجسسية في المنطقة لرصد أية تحركات إيرانية في مياه الخليج لمهاجمة الأهداف الأمريكية وهى الهجمات التي توقع الموساد أن تقوم بها وحدات خاصة في الحرس الثوري الإيراني وترصد عناصره أية تحضيرات إيرانية للقيام بذلك .
وبحسب دورية" ديفنس نيوز" الأمريكية المتخصصة ، فقد كان تحرك وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو العاجل قبل أيام إلى العراق مستندا على المعلومات الاستخبارية التحذيرية التي نقلتها تل أبيب إلى واشنطن وذلك على أساس أن التمركزات العسكرية الأمريكية في العراق هي الهدف الأقرب للإيرانيين إذا قرروا الذهاب إلى الحرب .
لكن البروفيسير عوزى راباى كبير باحثى الشئون الإيرانية في جامعة تل ابيب يرى فى مقابلة له مع الدورية الأمريكية ذاتها أن الإيرانيين سيكونون قد فقدوا القدرة على التنبؤ بما قد يحدث من تداعيات إذا بادروا بشن هجمات ضد الولايات المتحدة و حلفاءها في منطقة الشرق الأوسط ، واعتبر أن الإيرانيين لا يتصرفون وفق حسابات دقيقة بل بتسرع مدفوع بشعورهم بالإحباط من أثر العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب عليهم و ما شكلته من ضربة موجعة للاقتصاد الإيراني .
توقع الخبير الإسرائيلي تفضيل إيران شن حرب بالوكالة عن طريق فتح جبهة من الحدود اللبنانية الجنوبية المتاخمة لإسرائيل أو الضغط على الفصائل المتحالفة مع طهران في قطاع غزة لشن ضربات ضد إسرائيل وهو ما يضع إسرائيل في كل الحالات طرفا في معادلة التهديد الإيرانية وكذلك طرفا في معادلة مواجهة هذا التهديد .
ويقول الخبراء إن إرسال القاذفات الأمريكية الاستراتيجية بى – 52 هو رسالة تهديد واضحة بضرب منشآت إيرانية و أهداف حيوية كبرى قد تكون نووية حيث أن هذا النوع من القاذفات لا يستخدم سوى فى المهام الكبيرة بعد أن استثمرت الإدارة الأمريكية 3ر14 مليار دولار أمريكي في أبريل الماضي لتطوير طرازين منها هما بى – 1 و بى – 52 في إطار شراكة مع مؤسسة بوينج الأمريكية المنتجة لهما والانتهاء من ذلك بحلول العام المالي 2022 .
ويشير الخبراء إلى أنه بفضل إمكانية تزويد القاذفات الاستراتيجية بى – 52 بالوقود أثناء التحليق تعتبر واشنطن هذا النوع من القاذفات " ذراعا طويلة " قادرة على النيل من أهداف بعيدة دونما الحاجة إلى الاستئذان من الدول الأخرى للهبوط بأراضيها للتزود بالوقود ، و هكذا تعد القاذفات بى – 52 هي الورقة الرابحة من وجهة نظر الخبراء العسكريين الأمريكيين فى أية مواجهات مع إيران التي تمتلك سلاحا جويا هزيلا يقوم على المقاتلات إف – 5 التي ورثها النظام الإيرانى من أيام حكم الشاه من سبعينيات القرن الماضي و زعم أنه قام بتطويرها ، بينما لا وجود لهذا النوع من المقاتلات سوى فى متاحف " تاريخ الطيران " في كافة دول العالم ، كما أن منظومات الدفاع الصاروخي إس – 300 التي حصلت عليها إيران من روسيا لا تقدر على إصابة القاذفات الاستراتيجية الأمريكية بي – 52 التي تطير على ارتفاعات عالية جدا تفوق مستوى تحليق المقاتلات العادية.