الأربعاء 27 نوفمبر 2024

يأتون من ١٤٩ دولة حول العالم: وافدو الأزهر.. سفراء الوسطية

  • 5-4-2017 | 13:09

طباعة

تحقيق: أميرة صلاح

إنهم ثروة بشرية كبيرة وجنودا لحمل لواء الإسلام والدفاع عنه ونشر رسالته الصحيحة فى مختلف أرجاء العالم، هم ذخيرة الفكر المستنير، وحملة مشاعل النور إلى الآفاق، وبدوره، يعتبرهم الأزهر أمانة فى عنقه، ويحسب لهم أنهم جاءوا من بلادهم طلبا للعلم، ليعودا لنشره بين أبناء شعبهم.

نتحدث عن الوافدين إلى الأزهر من مختلف البلاد الذين، يأتون رسلا، ويذهبون مبعوثين إلى نحو ٧٠ دولة حول العالم، ليصححوا ما اختل من مفاهيم فى زماننا، بعد أن استقدمهم الأزهر بمنح دراسية، وأولاهم اهتمامًا كبيرًا، فى سبيل الحصول على العلم الوسطى الصحيح بالأزهر جامعا وجامعة.

وفى سبيل تحقيق ذلك أنشأ الأزهر الشريف برلمانًا فريدًا من نوعه وأطلق عليه «برلمان الطلاب الوافدين» يضم مختلف الجنسيات، ويُعقد دائما برئاسة شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الذى يؤكد أن الطلاب الوافدين هم سفراء الأزهر والإسلام فى بلادهم.

يقول آدم يونس، من دولة السودان، وهو رئيس برلمان الطلاب الوافدين، ويدرس فى كلية أصول الدين فى الدراسات العليا، إن كيان البرلمان العربى بالأزهر فريد من نوعه، ولا يوجد فى أية جامعة أخرى، مما يؤكد عراقة جامعة الأزهر الشريف كمؤسسة، ويمثل هذا البرلمان قناة الاتصال بين الطلاب الوافدين وفضيلة شيخ الأزهر وهيئات الأزهر الشريف، موضحا أن هذا البرلمان يضم كل الجنسيات التى تدرس فى الأزهر الشريف مايزيد على ١١٠ جنيسات، وكل دولة لها ممثل فى هذا الكيان.

ويضيف آدم: «يتمثل عمل هذا البرلمان بتلقى شكاوى ومقترحات الطلاب الوافدين، وبدوره يقوم بطرحها على المسئولين فى الأزهر، سواء كان رئيس الجامعة، الدكتور أحمد حسنى، أو شيخ الأزهر، أو أمين عام مجمع البحوث، أو الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، وكافة الهيئات، لمناقشة قضايا الطلاب، وحل هذه المشاكل بالطريقة التى تحقق مطالب الوافد، وتناسب وسطية الأزهر الشريف».

ويوضح رئيس برلمان طلاب الوافدين: «أن هناك العديد من المشاكل التى يعانى منها الطلاب الوافدون، وعلى رأس هذه المشاكل عدم اعتراف بعض الدول بشهادة الأزهر، باعتبار أنها شهادة إسلامية أو دينية، وذلك يحدث فى أغلب الدول متعددة الأديان، مثل دولة الكاميرون، والتى تعد ذات أقلية مسلمة، وهناك أيضا دول ذات توجهات مخالفة لمنهج الأزهر، مثل بعض الدول الشرق آسيوية، ولكننا نعمل على حل هذه المشكلة من خلال التنسيق بين مؤسسة الأزهر كمؤسسة علمية عريقة، وباقى المؤسسات الأخرى فى مختلف الدول، وكذلك يقع على الطالب نفسه جزء من الحل من خلال التخصص الذى يجب أن يثبت نفسه فيه، لكى يثبت أنه مؤهل ليكون قدوة فى المجتمع».

ويتابع آدم: «باستثناء هذه المشكلة، نعلم أن الأزهر الشريف يشترط الدراسة باللغة العربية، والكثير من الطلاب الوافدين لا يجيدون اللغة، فيحتاجوا إلى وسيط للتنسيق بينه وبين الموظفين الذين يعملون فى المكاتب التى تقوم برعاية الطلاب الوافدين، وتم بالفعل إنشاء هذا البرلمان لكى يكون حلقة وصل بين الموظف والطلاب».

ويستطرد بأن: «أكثر الطالبات الوافدات هن أكثر المتضررات من جهل اللغة العربية، لأن من المعروف أن الشباب قادرون على الاندماج فى المجتمعات أكثر من الفتيات».

وعن كثرة رسوب الطلاب الوافدين، يقول آدم، إن قضية الرسوب تتعلق أكثر بمدى جدية الطالب فى الدراسة، فإذا كان الطالب جادا فى الدراسة فهناك العديد من الطلاب المتفوقين ممن حققوا شهادات عالية وتقديرات جيدة فى الدراسة بالأزهر الشريف، وهناك حملة الماجيستر والدكتوراه أيضا.

ويكشف رئيس برلمان طلاب الوافدين عن: «أن هناك أيضا مشكلة رئيسية تواجه الطلاب، وهى مشكلة السكن، لأن كثيرا من الطلاب غير قادرين على استئجار شقة، لذلك أعلن وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، عن مشروع مدينة جامعية كاملة المرافق فى منطقة القاهرة الجديدة لضم نحو ٣٣ ألف طالب، لكى يرتقى بالخدمات التى تقدم للطلاب الوافدين».

يوضح أن عدد الطلاب الوافدين ٤٠ ألف طالب، ويسكن مدينة البعوث نحو ٣ آلاف، و٥٠٠ طالب وطالبة، فهناك مدينة خاصة بالفتيات، ومدينة خاصة بالشباب، ويوجد مؤقتا تجمعات طلابية فى أماكن مختلفة، لأن بعض الجنسيات يكون لديهم سكن خاص بهم، ويتواصل البرلمان مع هؤلاء الطلاب ويقوم بزيارات تفقدية لهم، فهناك برنامج وضعه فضيلة شيخ الأزهر لكى يتم تفقد هؤلاء الطلاب وربطهم بالأزهر الشريف فكريا وتربويا.

وأضاف آدم: «أن البرلمان يسعى دائما إلى إيجاد حلقة اتصال بين الطلاب الوافدين، سواء كان مازال يدرس أو خريجا، فالأزهر يعمل على إعداد سفير سواء من الناحية الفكرية أو التربوية، فواجبه أن يحمل هذا الفكر ويعود إلى دولته، لذلك يعمل فضيلة الإمام على برنامج لإعداد هذا الكادر الذى يحمل فكر الأزهر ومنهجه وينشره فى بلده، ويستطيع أن يتحدث فى مختلف قضايا مجتمعه، ليساعده على البناء والنهوض».

ويقول آدم: «إننا نشاهد الآن الكثير من المجتمعات التى تفككت بسبب التطرف والتشدد الذى تبناه بعض الشباب وانخراطهم فى بعض الجماعات التكفيرية، لذلك تعتبر المجتمعات المسلمة فى أشد الحاجة إلى من تعلم وسطية الأزهر حتى ينصح الناس ويرشد الناس فى مجتمعاتهم، لذلك الذى تخرج فى مجال الهندسة يحمل فكر الأزهر والذى تخرج فى الكليات الشرعية يحمل منهج الأزهر، يستطيع أن يقدم الدعوة الصحيحة ويشرح الدين الصحيح، لأن هناك العديد من الأفكار المغلوطة انتشرت فى الآونة الأخيرة فى العالم الإسلامى، وهى التى نرى آثارها الآن».

كوناتى لوسينى، الأمين العام لبرلمان الطلاب الوافدين، من دولة كوت ديفوار، يوضح أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أنشأ برلمان الطلاب الوافدين فى عام ٢٠١١ بقرار من المؤسسة الإعلامية لخريجى الأزهر، ليقوموا بحل مشكلات الطلاب الوافدين وكذلك التنسيق للأنشطة الرياضية والتعليمية والاجتماعية للطلاب الوافدين الذين يدرسون فى الأزهر الشريف من ١٤٩ دولة.

وعن المشكلات التى تواجه الطلاب الوافدين، يوضح لوسينى، أن بعض الطلاب الوافدين يعانون من كثرة الرسوب، وهو ما سعى شيخ الأزهر إلى حله من خلال تنظيم دورات تقوية حتى يتمكن الطلاب من اجتياز الامتحانات.

ويتابع الأمين العالم لبرلمان الطلاب الوافدين: «وتأتى المشكلة الثانية فى تأخّر الموافقات الأمنية الخاصة للطلاب، سواء الخاصة بتسجيل أسمائهم بالدراسة أو الخاصة بالالتحاق بمدينة البعوث المخصصة لسكن الطلاب الوافدين، حتى إنها فى بعض الأحيان تظهر الموافقة الأمنية بعد انتهاء فصل دراسى كامل، مما يؤخر الطالب عن باقى طلاب دفعته».

لوسينى يؤكد أن الطالب الوافد يعد خير سفير لوسطية واعتدال الأزهر الشريف فى دولته، حيث يسعى كل خريج لنقل كل ما يدرسه على يد أساتذته، مشيرا إلى أن خريج الأزهر الشريف يعتبر مُكرما وله مكانة كبيرة لدى عدد كبير من الدول مثل دولتى السنغال وكوت ديفوار».

الأزهر الشريف لا يكتفى برعاية الطلاب الوافدين الدارسين فى جامعة الأزهر، بل للخريجين أيضا حيث سعى لإنشاء كيان يعمل على تعضيد التواصل بين الأزهر وأبنائه فى كل ربوع العالم وإحياء الدور العالمى للأزهر ومنهجيته الوسطية، والحفاظ على هوية الأمة وتراثها والدفاع عن قيم الإسلام والوقوف فى وجه حملات التشكيك والتشويه المغرضة التى يتعرض لها، من خلال إنشاء «الرابطة العالمية لخريجى الأزهر».

ويقول أحمد زكريا، مدير إدارة الوافدين بالرابطة العالمية لخريجى الأزهر، إن دول شرق آسيا من أكثر الدول التى توفد طلابا إلى مصر، وتعد دولة ماليزيا هى الأكبر، حيث توفد أكثر من ٧ آلاف طالب وافد تليها دول إفريقيا، مبينا أن كل طالب يرغب فى الالتحاق بالدراسة فى الأزهر الشريف يتقدم بطلب من خلال السفارة المصرية الموجودة فى بلاده على المنحة المتاحة طبقا للعدد المتاح، لأن توزيع المنح يكون وفقا لقواعد يضعها الأزهر الشريف حسب عدد المسلمين والأزهريين فى كل دولة.

ويبين أنه منذ ٥ سنوات لاحظت إدارة الوافدين أن الطالب يصل للمرحلة الثالثة والرابعة من التعليم الجامعى وهو لا يعرف اللغة العربية بشكل جيد، لذلك عملت الرابطة وتحت إدارة مشيخة الأزهر، على إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية فى منطقة الشيخ زايد، حيث تعمل الرابطة على استقبال الطالب فور وصوله لتسهيل عملية التحاقه بالمركز لمدة عام، لتكون سنة تأهيلية لتعلم اللغة العربية وبعض المواد الشرعية، وبالفعل نجحت الرابطة فى إنهاء أزمة اللغة للطالب الوافد.

ويتابع زكريا: «نسعى أيضا لإنهاء مشكلة تأخر الموافقات الأمنية من خلال إنشاء قاعدة بيانات تعدها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، تحوى بيانات الطلاب الوافدين من الخارج بالتنسيق مع الخارجية لتسهيل عملية الموافقات الأمنية، لتفادى تأخّر الطلاب عن فصلهم الدراسى، ففى بعض الأحيان يؤدى تأخّر الموافقة الأمنية إلى رسوب الطالب، نتيجة مُضى ثلاثة شهور على الفصل الدراسى».

ويوضح أن الرابطة لديها ١٨ فرعا بعضها فى دولة محورية مثل دولة ماليزيا، لمتابعة الخريجين من جامعة الأزهر، وهناك قاعدة بيانات ويتم التواصل الدائم معهم فى حالة احتياجهم لأى دعم من مؤسسة الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن هؤلاء الخريجين هم أفضل سفراء لوسطية الأزهر واعتداله.

كل هذا بخلاف مكتب رعاية الوافدين بجامعة الأزهر، حيث يوضح أشرف على، مدير المكتب، أن هناك ١٢٠ جنسية تدرس العلوم الشرعية فى جامعة الأزهر بما يعادل ٢٠ ألف طالب فى المرحلة الجامعية، و٢٠ ألفا فى مرحلة ما قبل التعليم الجامعى، موضحا أن الطالب يأتى إلى مصر مع ذويه، وأحيانا يكون متزوجا ولديه أطفال، حيث يأتى كطالب أولا، ثم يستقدم باقى أفراد أسرته.

مدير مكتب رعاية الوافدين يشير إلى أن مؤسسة الأزهر تستقبل كل عام أكثر من العدد المسموح من الطلاب، إلا أن بعضهم يستغلون هذه الرعاية المادية والاجتماعية ويرسبون فى المواد الدراسية لتطويل مدة إقامتهم فى مصر، وهذا ما سعت مؤسسة الأزهر للحد منه من خلال تعديل المادة ٢٢٠ من اللائحة التنفيذية للقانون رقم ١٠٣ لسنة ١٩٦١ لتصبح: «يكون الحد الأقصى لبقاء الطلاب فى الفرقة الواحدة سنتين فقط».

ويضيف على: «جامعة الأزهر تقوم بالرعاية الثقافية والاجتماعية والطبية للطلاب، وعمل إقامة للطالب الوافد وذويه، كما عملت الجامعة على تنظيم دروس تقوية للطلاب لمساعدتهم على اجتياز المواد الدراسية، بالإضافة إلى مركز تعليم اللغة العربية».

ويوضح: «أن الطلاب الوافدين يقبلون على الدراسة فى الكليات الشرعية لأنها معفية تماما من المصاريف، إلا أن باقى الكليات العلمية يدفع الطالب الوافد المصاريف الدراسية بالجنيه الاسترلينى بقرار من رئيس الجمهورية مثل باقى الجامعات المصرية».

أحمد فؤاد معبد، رئيس الإدارة المركزية لشئون الإدارة المالية والإدارية بمدينة البعوث الإسلامية، يقول: «إن مدينة البعوث الإسلامية هى مقر الطلاب الوافدين الحاصلين على منح الأزهر الشريف، وتوفر المدينة لهم الرعاية الكاملة، سواء الصحية، أو الاجتماعية، علاوة على الظروف البيئية المناسبة والمناخ المناسب لاستكمال دراستهم فى الأزهر الشريف، كما توفر لهم كافة الامكانيات التى تعينهم على أداء هذه المهمة لكى يكونوا خير سفراء للأزهر الشريف فى مختلف دول العالم».

يبين مدير الإدارة المالية بمدينة البعوث، أن مدينة البعوث يقيم فيها ما يقرب من ٣ آلاف و٥٠٠ طالب وطالبة وفدوا على منح الأزهر الشريف فى مختلف المراحل الدراسية، سواء كانوا طلاب المعاهد الأزهرية، أو فى مراكز تعليم اللغة العربية، ومعهد الدراسات الخاصة، أو فى مرحلة التعليم الجامعى فى جامعة الأزهر، أو فيما بعد ذلك فى مرحلة الماجسيتر والدكتوراه.

ويضيف معبد: «يسعى شيخ الأزهر لتوفير السكن المناسب لكل الطلاب الوافدين، لذلك جاء مشروع مدينة البعوث الجديدة فى مدينة القاهرة الجديدة لكى تستوعب كل الطلاب الوافدين مايقرب ٣٣ ألف طالب وطالبة».

الأزهر الشريف يسعى حثيثا لإزالة كافة المشكلات التى يعانى منها الطلاب الوافدون، ويقوم بإرسال تذاكر السفر لهم لاستقدامهم، وعند وصول الطائرة يجد الطالب مندوبا من مدينة البعوث بالسيارة فى الموعد المحدد لاستقباله مع أحد أفراد جنسيته، وفى ذات الوقت تكون حجرته تم تجهزيها على الوجه الأكمل، على أن يبدأ فى اليوم التالى إنهاء إجراءات الالتحاق بالجهة الدراسية المناسبة له، والتى أتى من أجلها، ويصرف له منحة استقدام مالية وقدرها ٥٠٠ جينه للطالب الذى يسكن فى مدينة البعوث و٦٠٠ جنيه للطالب الذى يسكن خارجها وتصرف هذه المنحة بشكل شهرى.

ويشير معبد إلى أن هذا الطالب الوافد يعفى تماما من كافة الرسوم المقررة، كما يُوفر له دروس تقوية فى اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم، وفى المواد التى يصعب اجتيازها بالنسبة للطالب المغترب، موضحا أن هناك العديد من الأنشطة التى تنظمها مدينة البعوث للطلاب، منها لقاءات تعقد لصحيح الفكر ولتوجيه الطلاب بما يتناسب مع الفكر الوسطى المنهجى بالأزهر الشريف، مثل لقاء شبهات وردود الذى يتم بشكل موسع مرتين فى الشهر، ثم هناك الصالون الأدبى الذى يبرز مواهب الطلاب الثقافية والأدبية والشعرية، كما أن هناك مختلف الرحلات التى تُنظم لهم أولا لتكون شيئا ترفهيا، وثانية لكى تعرفهم بتاريخ مصر.

من جهته، يقول أحمد محمد نور الدين، طالب بجامعة الأزهر، من دولة الكاميرون، فى الفرقة الرابعة قسم اللغة الفرنسية كلية تربية، إن عدد الطلاب الوافدين من دولة الكاميرون يتراوح ما بين ٦٠ طالبا، و١٠ طلاب، فى الدراسات العليا.

ويقول نور الدين: «كنت أطمح منذ صغرى فى السفر إلى مصر والدراسة فى إحدى الجامعات هناك، والحمد لله نجحت فى اختبار منحة جامعة الأزهر من خلال السفارة المصرية والبعثة الأزهرية الموجودة هناك، وتمكنت أخيرا من تحقيق حلمى».

ويشير الطالب الأزهرى إلى أن الأزهر يرسل مبعوثين بحيث يكون هناك من ٥ إلى ٦ مدرسين فى كل محافظة من محافظات دولة الكاميرون، الذين كان لهم الفضل بتعلقه بالدراسة الأزهرية، مضيفًا أنه منذ قدومه إلى مصر فى عام ٢٠٠٩، كان هناك طلاب قدماء ساعدوه فى التأقلم للعيش فى مصر، إلا أن بعد رحيلهم واجه عددا من المشكلات، من بينها الوحدة، ولكن بعد مرور الزمن اختفت هذه المشكلات.

نور الدين يوضح أن خريج جامعة الأزهر له مكانة عظيمة لدى الأهالى فى دولة الكاميرون، فمثلا خريجو الكليات الشرعية يعملون كدعاة ومدرسين، أما إذا كان خريج كليات مدنية سواء كانت تربية أو آداب، فيجب عليه أولا أن يترجم شهادته إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ثم يتقدم لامتحان الوظيفة مثله مثل الطلاب العاديين فى الدولة.

ويكشف الطالب الكاميرونى عن أن هناك بعض المشكلات التى يواجهها خريج جامعة الأزهر من الحكومة الكاميرونية، لأنه هناك أقلية مسلمة، وبالتالى فإن الحكومة تحارب الخريجين وتقلص فرص الوظائف، لذلك يجب على الأزهر الشريف أن يعمل على عقد اتفاقية للتسهيل على الخريجين.

أما محمد الشيخ عبد الله عثمان، خريج كلية الشريعة والقانون، فيوضح: «جئت للدراسة فى جامعة الأزهر عن طريق منحة قدمت لدولة الصومال وكنت من ضمن الطلبة الذين فازوا بها، منذ صغرى وأنا أحلم بالدراسة فى جامعة الأزهر على اعتبار أن الأزهر هو قلعة نشر الإسلام فى العالم، وهو الجهة الوحيدة التى تدرس الإسلام الصحيح فى هذا الوقت».

ويتابع عثمان: «إننا كطلاب وافدين ندرس مع الطلاب المصريين ونجد نفس الاهتمام من الأساتذة والمسئولين، وأشعر أنى على المستوى الشخصى استفدت كثيرا خلال دراستى هنا، وأتمنى أن أكون خير سفير لوسطية الأزهر».

ويبين محمد شكيب، من دولة أفغانستان: «جئت طمعا فى تعلم الإسلام الصحيح وحفظ القرآن الكريم، لذلك أدرس الآن فى مركز تعليم اللغة العربية بالشيخ زايد، ليسهل علىّ الالتحاق بالجامعة».

أما مُريدة عبد الله، من تايلاند، التى جاءت لتحقق حلم والدها بالدراسة فى جامعة الأزهر، فتقول: «أنا نجحت فى الحصول على المنحة من بين ٣٦٠ طالبا آخرين، وأنا الآن طالبة فى الفرقة الأولى كلية الدراسات الإنسانية قسم علم نفس، وأنا سعيدة جدا أنى أدرس هنا، لأن الشهادة الأزهرية ترفع الرأس فى بلادنا، وكل الناس تطمح فى أن تأتى للدراسة فى الأزهر، ولكن الظروف لا تسمح بذلك، وأفضل شىء هو الاستقبال المحترم الذى تم استقبالنا به، وكذلك ساعدنا الإداريون على إنهاء الإجراءات فى أسرع وقت لنتمكن من الالتحاق بالعام الدراسى».

مفتاح الفكرى، طالب بالفرقة الأولى بكلية أصول الدين، يوضح أن «خريج الأزهر له دور مهم فى دولة أندونيسيا، ويسعى كل فرد هناك للالتحاق بجامعة الأزهر، مضيفا أن الجامعة ساعدته على تعلم اللغة العربية من خلال الالتحاق بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية».

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة