الأربعاء 15 مايو 2024

رئيس شعبة الاستزراع السمكى بمعهد علوم البحار: لا مفر من الاستزراع السمكى

5-4-2017 | 13:24

صلاح البيلى

لا مفر من مواجهة مشكلة ارتفاع أسعار السمك فى مصر، إلا بالاستزراع السمكي، هذا ما يقوله دكتور أشرف عبد السميع، رئيس شعبة الاستزراع السمكى بالمعهد القومى لعلوم البحار، والذى يرى أن مصر هى الثانية عالميا فى استزراع السمك البلطي، بعد الصين، والتاسعة عالميا فى الاستزراع عموما.. يقول الدكتور عبد السميع إنه إذا كنا ننتج مليونا و٤٠٠ ألف طن سنويا من الأسماك، منها مليون طن من الاستزراع، فإن مصر بحاجة لمليون طن إضافية لسد احتياجاتها المتوقعة بالمستقبل وخفض الأسعار.. وإلى نص الحوار:

بداية ما توصيفك لوضعنا الراهن فى إنتاج السمك؟

مصر تنتج سنويا مليونا و٤٠٠ ألف طن من الأسماك سنويا، منها مليون طن من الاستزراع، و٤٠٠ ألف طن من المصايد الطبيعية كالبحيرات العذبة ونهر النيل، وهذا الإنتاج يوفر للمواطن المصرى سنويا نحو ١٦ كيلو جراما، إضافة للكميات المستوردة عبر اتفاقيات التبادل السلعي، خاصة من القشريات مثل الجمبرى والكابوريا، فيكون استهلاك المواطن سنويا نحو ١٩ كيلوجراما.

ومصر الأولى على إفريقيا فى الاستزراع بنسبة ٩٠٪، وكذلك نحن نحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط، ولكى نحافظ على حصة المواطن السنوية من استهلاك السمك نحتاج إلى زيادة الاستزراع السمكى بنحو مليون طن سنويا، حتى سنة ٢٠٢٠، خاصة إذا عرفنا أن حصة الفرد فى الدول المتقدمة من السمك سنويا تتراوح بين ٢٣ إلى ٢٧ كيلوجراما، أى أننا من الدول المتوسطة فى استهلاك الفرد من السمك سنويا.

كيف نستطيع رفع كفاءة وإنتاج البحيرات العذبة؟

أكبر ثلاث مشكلات تواجهنا فى البحيرات هى التلوث والصيد الجائر والصرف الزراعي، ولذلك نقول إن الاستزراع هو الحل خلال العقد المقبل من ٢٠٢٠ إلى ٢٠٣٠ ولدينا قطاع عريق فى الاستزراع و٩٥٪ منه فى القطاع الخاص ويتركزون فى محافظات كفر الشيخ، ودمياط، ثم المنوفية، والشرقية، وهذا القطاع به نحو ٢٠٠ ألف عامل وكان ينمو بمعدل ٧٪ لكنه تراجع، والدعم والبرامج الموجهة تستطيع إعادته إلى معدلاته السابقة.

ما هى نوعية المليون طن المنتجة من الاستزراع حاليا؟

٦٥٪ من الاستزراع من سمكة البلطي، بنحو ٧٠٠ ألف طن، و١٨٪ من البوري، بنحو ٢٠٠ ألف طن، والباقى من الأسماك البحرية، وعليه فإن معظم الاستزراع من المياه العذبة وهذا جوهر المشكلة، لأن الاستزراع فى المياة العذبة يعتمد على الصرف الزراعي، كما أن الصرف الصناعى والملوثات والمبيدات يجعل بعض دول أوربا ترفض استيراد هذه الأسماك!

وإذن ما الحل؟

أطالب بتعديل قانون البيئة ليكون الاستزراع أولا، ثم رى المحاصيل بالماء ثانيا، وهذا يحقق فائدة قصوى، لأن مخرجات الأسماك بها فسفور ونتروجين ومواد عضوية مفيدة للنباتات، وعندئذ نقوم بالاستزراع المكثف ونصدر لأوربا ونستهلك الماء مرتين.

كيف نوفر المليون طن المطلوبة كزيادة سنوية عن الإنتاج الحالى لسد حاجة السوق؟

لا مفر من الاستزراع البحري، رغم أنه مكلف فى بدايته، وأسماكه غالية وتحتاج لخبرة ودعم الدولة، والحمد لله أن القيادة السياسية بدأت هذا التوجه والرئيس السيسى بنفسه افتتح هذا المشروع فى قناة السويس، وهذا المشروع الطموح يحتاج إلى مفرخات سمكية متطورة دون الاعتماد على المصادر الطبيعية وحدها، كما نحتاج لخبراء مدربين على تفريخ أسماك الموسى واللوت والدنيس والقاروص، وهذا يعنى أننا نحتاج ما لا يقل عن ٢٠٠ مليون زريعة أسماك بحرية فى البداية.

أى المناطق نبدأ الاستزراع البحرى بها أولا ؟

فى المناطق الشاسعة بشواطئ البحر الأحمر بعيدا من الشعاب المرجانية، لأن الصيد مدمر لها، وكل متر منها يحقق دخلا بنحو ٥٠ دولارا بالسنة كسياحة، والشعاب تنمو ما بين ٢٠ إلى ٥٠ سنة، لذلك نستزرع فى الأخوار والأقفاص البحرية، كما نحتاج إلى التوجه للاستزراع فى البحر المتوسط بنفس الطريقة، وأن نعمل على إنتاج سلالات عالية الانتاجية من الجمبرى والكابوريا والمحاريات، خاصة إذا عرفنا أن طبق المحار بأوربا يزيد على ٢٠٠ يورو، فى حين أن الكيلو جرام عندنا بنحو ١٠٠ جنيه، ولابد أن نهتم بإنتاج الطحالب البحرية كمصدر للغذاء وللوقود الحيوي.

ماذا عن سبب ارتفاع أسعار علف الأسماك؟

للأسف ٩٥٪ من علف الأسماك مستورد، لذلك مطلوب، وعلى وجه السرعة، إنشاء مصانع لعلف الأسماك لأنه عنصر يؤثر على المنتج والمستهلك معا، وقبل تعويم الجنيه كان سعر طن العلف لأسماك المياه العذبة مثل البلطى والبورى نحو ٤٥٠٠ جنيه، وكان سعر كيلو علف الأسماك البحرية ٤٠٠ جنيه، أما الطن الآن فلا يقل عن ١٠ آلاف جنيه، ومن أجل وقف هذا الارتفاع فى الأسعار لابد من إنشاء مصانع للعلف بنوعيه، فلا حل لزيادة الإنتاج وخفض الأسعار غير ذلك.

البعض يزعم استخدام أصحاب المزارع لسبلة مزارع الدواجن والهرمونات المسببة للضعف الجنسي.. ما صحة ذلك؟

غير حقيقى بالمرة، وكلها شائعات وأكاذيب لا أصل لها، والمربى واعٍ جدا لاستخدام الطرق الآمنة فى التغذية.

هل يعقل أن يصل سعر السهيلي، وهو نوع من البورى إلى ١٠٠ جنيه للكيلو؟

سمكة البورى تباع بالسوق بعد ٨ أشهر، ولكن المربى يستسهل أحيانا ويقوم بصيد وجمع كل أنواع البورى فى وقت واحد، والمستهلك له ذوقه فى أكل البورى وكلما زاد الدهن فى السمكة زاد سعرها، وعموما الأسعار كلها زادت بعد تعويم الجنيه، والحلول موجودة، وطرحتها، ولا مفر من توفير العلف محليا والتوسع فى الاستزراع بكل أنواعه البحرى وبالمياه العذبة.

هل ننجح فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك؟

نعم نستطيع وبسهولة، فالخبرات موجودة ولدينا البحران الأحمر والمتوسط، والنيل، والبحيرات.