تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعات لمتابعة تنفيذ عدد من مشروعات الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، وتعظيم أصول الوقف وعائداته الاستثمارية، وخطة الحكومة للتحول الرقمي في جميع التعاملات والخدمات الحكومية، وتطوير قطاعي السياحة وتكنولوجيا المعلومات، وتفقد الاستعدادات الخاصة ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019، واستقبل السفيرين السعودي ثم الصيني، ورئيس مجلس الشيوخ الكندي، ورئيس شركة "نوبل إنرجي" الأمريكية للغاز، وتناول الإفطار الرمضاني مع مجموعة من المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية في مقر إقامته الخاص.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
ووجه الرئيس خلال الاجتماع باستمرار العمل على الانتهاء من مشروعات الإسكان والمرافق وفق الجداول الزمنية المقررة ومعايير الجودة التي تم التعاقد عليها، على أن تكون تلك المشروعات بمثابة قيمة مضافة لعملية التنمية في مصر، وعلى نحو يساهم في توفير خدمات متميزة للمواطنين.
كما وجه الرئيس بأن يراعى تشغيل المشروعات الجاري تنفيذها حالياً في قطاع الطرق والمحاور بعد الانتهاء من توفير كافة الخدمات المطلوبة للتشغيل، والتأكد من اكتمال مختلف الجوانب لضمان تقديم أفضل الخدمات في مجال تسهيل انتقال المواطنين والمركبات وتوفير الأمن والسلامة لهم.
وعرض وزير الإسكان الموقف التنفيذي لمشروعات المرحلة الأولي للعاصمة الإدارية الجديدة، وما تشمله من أحياء سكنية، وكذا الحي الحكومي، والمال والأعمال، وكذلك الموقف التنفيذي لعدد من مشروعات الطرق والمحاور والمرافق على مستوي الجمهورية.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، تناول استعراض جهود الوزارة في مجال الدعوة والترجمة والنشر وتدريب وتأهيل الأئمة، خاصةً فيما يتصل بنشر الفكر الوسطي الرشيد وتصحيح المفاهيم الخاطئة وفِقه بناء الدول وبناء الشخصية الوطنية.
ووجه الرئيس بالمزيد من الدراسة مع الخبراء والمتخصصين في إطار الضوابط الشرعية والقانونية، وذلك لتعظيم أصول الوقف وعائداته الاستثمارية لصالح الموقوف عليهم، وتقديراً لمن أوقفوا مالهم لخدمة المجتمع، وبما يعود بالنفع على المستحقين الحقيقيين للمساعدة وفق شروط الواقفين.
كما وجه باضطلاع وزارة الأوقاف بتعظيم برامج التأهيل المتخصصة للأئمة، لا سيما في التفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب التوسع في مجال الترجمة والنشر.
ووجه الرئيس أيضا بتطوير مشروع صكوك الأضاحي لتحقيق الاستفادة القصوى منه وتوظيفه بالصورة المثلى، مع مراعاة الحفاظ على سلامة البيئة والعناية بتوفير كل وسائل الحفظ السليم والأمان الكامل للمشروع، كما وجه بحوكمة وتنظيم العائدات من أصول وأراضي الوقف بهدف تعظيمها وتحويلها إلى ركيزة اقتصادية.
واستقبل الرئيس السيسي أسامة بن أحمد نقلي، سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، الذي سلمه الدعوة الموجهة من الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين للمشاركة في الدورة الرابعة عشر لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى القمة، والمقرر عقدها نهاية شهر مايو الجاري بمكة المكرمة.
كما نقل السفير السعودي تقدير المملكة العربية السعودية العميق للموقف المصري القوي والداعم للمملكة إزاء إدانة الاستهداف الذي طال مؤخراً محطتي ضخ للبترول بالرياض.
وأكد الرئيس تضامن مصر مع السعودية حكومةً وشعباً في التصدي لكافة المحاولات الساعية للنيل من أمن واستقرار المملكة وأمن الخليج بوجهٍ عام، ومشدداً على متانة الروابط الأخوية والعلاقات الراسخة التي تجمع مصر والسعودية، وعلى أن التحديات الراهنة المشتركة تفرض ضرورة التنسيق الوثيق من أجل مواجهة كافة التهديدات التي تستهدف الأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي.
وقام الرئيس السيسي بتفقد الاستعدادات والإجراءات التنظيمية الخاصة ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019، المقرر عقدها في مصر انطلاقاً من الشهر القادم، حيث اطلع على منظومة استخراج بطاقات المشجعين وحجز التذاكر، واستمع إلى عرض تقديمي لمنظومة تذاكر بطولة الأمم الأفريقية، وأعقب ذلك استلامه لأول بطاقة مشجع بالبطولة.
وشهد الرئيس أيضاً إطلاق التميمة الرسمية لبطولة الأمم الأفريقية، حيث قدمت اللجنة المنظمة له نموذجا للتميمة في ختام العرض.
واستقبل الرئيس السيسي جورج فوري رئيس مجلس الشيوخ الكندي، حيث أكد الحرص على تعزيز علاقات التعاون بين مصر وكندا في جميع المجالات لا سيما على الصعيد البرلماني، ومثمنا مسيرة العلاقات الثنائية البناءة بين البلدين على مدار عقود ممتدة، وكذلك دور كندا الداعم لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وأكد الرئيس حرص مصر على إعلاء مبدأ المواطنة وترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر، مشيرا إلى أن مصر تعد نموذجاً يحتذى به للتعايش السلمي في المنطقة، واستعرض الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف وإصلاح الخطاب الديني المتشدد.
كما أكد الرئيس الأهمية الخاصة التي توليها الدولة لتطوير منظومة التعليم بكافة مراحله، وأهمية دعم التعاون القائم بين البلدين في مجال التعليم الأساسي والجامعي، وذلك من خلال تواجد الجامعات الكندية في مصر، مثل الجامعة الكندية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
واستعرض الرئيس جهود مصر للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل، معربا عن التطلع لدعم كندا لتلك الجهود.
وشهد اللقاء تأكيد الاهتمام الذي توليه الدولة لموضوعات تمكين المرأة والشباب، وأشار الرئيس إلى الأولوية المتقدمة التي تحظى بها حقوق المرأة، خاصة في ظل دورها المحوري في جهود إعادة بناء الدولة المصرية ومواجهة ما تمر به من تحديات، وما قدمته من تضحيات لتحمل نتائج الإصلاح الاقتصادي فضلاً عن دورها الهام في مواجهة الفكر المتطرف.
واستقبل الرئيس السيسي مجموعة من المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية لتناول وجبة الافطار معه في مقر اقامته الخاص، وكان الرئيس قد وجه دعوة شخصية منه لمجموعة من المواطنين من محافظات القاهرة والفيوم والمنيا وأسيوط وجنوب سيناء وبني سويف والوادي الجديد، وذلك في إطار حرص الرئيس الدائم على اللقاء المباشر مع المواطنين للاستماع اليهم ولارائهم والحديث حول ما يشغلهم من قضايا.
واستقبل الرئيس السيسي ديفيد ستوفر، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة "نوبل إنرجي" الأمريكية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف الغاز الطبيعي، وتناول اللقاء التباحث حول آفاق تطوير أنشطة شركة "نوبل إنرجي" في مصر.
ووجه الرئيس السيسي بمواصلة التنسيق والتعاون مع شركة "نوبل إنرجي"، وتذليل أية عقبات قد تواجه أعمالها، بهدف الاستمرار في تعزيز جهود أبحاث واكتشافات وإنتاج الغاز الطبيعي في مصر.
وأشار إلى السمعة الدولية الطيبة التي تميز الشركة الأمريكية وانتهاجها الأسلوب المهني وأعلى المعايير العالمية في تنفيذ أنشطتها وأعمالها، منوهاً في هذا الخصوص إلى علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين مصر والولايات المتحدة، مع الإعراب عن التطلع لتعزيز هذه العلاقات بين الجانبين بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
من جانبه ، أشاد ستوفر بالرؤية المصرية الطموحة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، مؤكداً أن مصر تأتي في مقدمة الدول التي تولي الشركة الأمريكية اهتماماً بتطوير الاستثمار فيها، وذلك في ضوء المناخ الاستثماري الإيجابي الحالي في البلاد، بالإضافة إلى ما يتمتع به قطاع الطاقة في مصر من فرص واعدة، خاصةً في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتطوير هذا القطاع الحيوي، فضلاً عن امتلاك مصر لكافة المقومات اللازمة لإنجاح ذلك التوجه، بما فيها الموقع الجغرافي المتميز، والاكتشافات في مجالي البترول والغاز، والبنية التحتية المتطورة من شبكة خطوط الانابيب لنقل الغاز ومحطات الإسالة، ومشروعات التعاون الإقليمي الجارية للربط ونقل وإسالة الغاز.
واستقبل الرئيس السيسي السفير سونغ آيقوه سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة بمناسبة انتهاء فترة عمله كسفير لبلاده بالقاهرة، ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، تقديراً لجهوده في دعم العلاقات المصرية الصينية على مدار أكثر من 8 أعوام قضاها في القاهرة، أسهم خلالها في دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين، لتصل إلى إعلان الشراكة الاستراتيجية بينهما عام 2014، كما طلب الرئيس نقل تحياته للرئيس الصيني "شي جين بينج"، مؤكداً تقدير سيادته لدوره الحكيم في قيادة الصين وشعبها الصديق نحو التقدم والازدهار، وحرصه على تطوير التعاون وتعزيز العلاقات مع مصر.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع السيد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد معيط وزير المالية، تناول خطة الحكومة للتحول الرقمي عبر استخدام تطبيقات التكنولوجيا في جميع التعاملات والخدمات الحكومية والتحول إلى المعاملات غير النقدية، فضلاً عن خطوات تطوير وميكنة مصلحة الضرائب، من حيث مكافحة التهرب الضريبي وتطبيق آليات التحصيل الإلكتروني على مستوي الجمهورية، وكذا الإقرارات الضريبية الإلكترونية.
ووجه الرئيس بالإسراع بالخطوات التنفيذية من قبل الحكومة لتطبيق التحول الرقمي والشمول المالي، بما يساهم في رفع الأداء المالي للدولة بصفة عامة وكذلك التيسير على المواطنين، وفى ذات السياق تحديث الاجراءات الضريبية واستخدام الميكنة والنظم الالكترونية المتطورة بما يساهم في تحسين مناخ ممارسة الاعمال وتشجيع النشاط الاقتصادي، فضلاً عن ضمان تحصيل إيرادات الدولة ومستحقاتها بشكل كامل ودقيق لصالح الاقتصاد القومي، وذلك اتساقاً مع تحقيق مبدأ الحوكمة وحسن إدارة موارد الدولة على النحو الأمثل.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماعين، الأول مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، حيث وجه بمواصلة عملية تطوير قطاع السياحة من خلال تعزيز الإصلاحات الهيكلية الجارية في هذا الصدد، وذلك بهدف رفع القدرة التنافسية لهذا القطاع الحيوي وتعظيم مساهمته الإيجابية في المسيرة التنموية للدولة وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.
وتطرق الاجتماع إلى استعراض الموقف التنفيذي لتطوير وحماية منطقة المنتزه؛ حيث وجه الرئيس بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة في إطار تصميم عالمي يتسق مع مكانتها وقيمتها، وتعزيز الجهود لرفع كفاءة الخدمات المقدمة بها واستعادة الوجه الحضاري للمنتزه كأحد أهم معالم الإسكندرية، بما يساهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية والتاريخية بالإسكندرية.
وضم الاجتماع الثاني الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث شدد الرئيس على الأولوية المتقدمة التي يحظى بها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في خطط واستراتيجيات الدولة، لدوره الحيوي والرئيسي في عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية، موجها في هذا الإطار باستخدام أحدث التقنيات والمعايير العالمية لتنفيذ المشروعات في هذا المجال.
كما وجه الرئيس بتكثيف العمل فيما يتعلق بخطة التحول إلى الحكومة الرقمية لتوفير أحدث الخدمات للمواطنين بأسلوب بسيط وميسر، فضلاً عن الاستثمار في الكوادر البشرية وتوفير برامج التدريب والتأهيل وبناء القدرات اللازمة لاستخدام أفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة وتقديم مختلف الخدمات إلكترونياً، بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة لسوق العمل، ويساهم في توفير المزيد من فرص العمل في مختلف أنحاء الجمهورية.