الجمعة 17 مايو 2024

«صقور مصر» ينجحون في استعادة الإرهابي هشام عشماوي.. وخبراء: الإرهابي كنز ثمين من المعلومات.. والقبض عليه انتصار لحقوق الشهداء.. ولا يوجد إرهابي بمنأى عن يد العدالة

تحقيقات29-5-2019 | 16:08

قبل 8 أشهر، ألقت القوات الليبية القبض على الإرهابي هشام عشماوي، في عملية أمنية في مدينة درنة، وفي تعليقه على ذلك، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي حينها "عايزينه علشان نحاسبه"، وبالفعل استطاعت القيادة المصرية استعادة عشماوي من الجيش الوطني الليبي، وذلك بعد زيارة اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، إلى دولة ليبيا.


وشارك عشماوي في تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية الكبيرة داخل مصر، أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، في عام 2013، والقضية المعروفة إعلاميًا بـ"عرب شركس"، وحادث كمين الفرافرة في عام 2014، واغتيال النائب العام المستشار هشام بركات في عام 2015، وحادث كمين الواحات 2017.


حيث أكد خبراء عسكريون أن عشماوي هو كنز ثمين من المعلومات والقبض عليه أحد عوامل دحر الإرهاب وتأكيد بمصداقية القيادة السياسية، ورسالة عملية لأسر الشهداء بأنه لا يوجد إرهابي بمنأى عن يد العدالة، موضحين أن القبض عليه انتصار لحقوق الشهداء وأحد نتائج التعاون المصري الليبي.

 

كنز ثمين

اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، قال إن نجاح القيادة المصرية في استعادة الإرهابي هشام عشماوي هو رسالة بقوة القوات المسلحة والمخابرات العامة المصرية وقدرتهم على الوصول للإرهابيين الهاربين في الخارج بالتنسيق مع الأجهزة المعنية كما حدث مع الأجهزة الليبية.

 

وأوضح الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن عشماوي عمره 43 عاما وسجله الإرهابي يؤكد أنه خائن لا يحب تراب هذا الوطن وبعد تسلمه سيخضع للمحاكمة والحساب على ما ارتكبه من عمليات، مضيفا أن هذا الإرهابي هو كنز ثمين للمخابرات المصرية للكشف عن الكثير من المعلومات عن الدول الداعمة للإرهاب.

 

وأكد أن هذه الدول أصابها الحسرة والندم بعد نجاح مصر في استعادة عشماوي لأنهم كانوا يريدون التخلص منه حتى لا يدلي بمعلومات تكشف المتورطين بدعم الإرهاب من دول وأجهزة مخابرات، مضيفا أن مصر ورجالها يحافظون على الأمن القومي ويفدوا الوطن بأرواحهم ويضحون بالغالي والنفيس للقضاء الإرهاب والقبض على الإرهابيين.

 

وأشار إلى أن القبض على عشماوي هو استرداد لحقوق الشهداء لأنه ارتكب الكثير من العمليات الإرهابية منها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم في 2013، واستهداف الكتيبة 101 في سيناء وكذلك تفجير مديرية أمن الدقهلية في 2013 والذي أدى لاستشهاد عدد كبير من الضباط والجنود بالقوات المسلحة والشرطة.

 

وأضاف أن عشماوي أيضا متورط في الهجوم على حافلات الأقباط في المنيا في مايو 2017 والذي أدى لاستشهاد 29 شخصا، مؤكدا أن كل هذه الدماء لا بد من الثأر لها بإعدام ذلك الخائن وعدم دفنه في تراب هذا الوطن.

 

مصداقية القيادة السياسية

فيما قال اللواء محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن تسلم مصر للإرهابي هشام عشماوي هو أحد العوامل الرئيسية للقضاء على الإرهاب وتأكيد المصداقية الشديدة لكل ما قالته القيادة السياسية المصرية أنه لا أحد من المتورطين في أعمال عنف وإرهاب سيفلت من الحساب طبقا للقانون.

 

وأوضح الألفي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن عشماوي سيخضع للاستجواب والمحاسبة القانونية، وهو ما يؤكد احترام مصر لحقوق الإنسان، فرغم أنه هذا الشخص نفذ العديد من العمليات الإرهابية واغتيال واستهداف أبناء مصر وتسبب في سقوط الشهداء والمصابين ستجري محاكمته وسينظر في أمره القضاء المصري لمحاسبته على جرائمه.

 

وأكد أن أجهزة الأمن المصرية كالمخابرات العامة والقوات المسلحة والشرطة المدينة تعمل على تأمين مصر من كافة الاتجاهات الاستراتيجية بالتعاون مع الدول المجاورة، مشيرا إلى أن هذه العملية هي رد جميل لأسر الشهداء والمصابين، وتؤكد أيضا التعاون الوثيق بين مصر ودول الجوار الجغرافي.

 

وأضاف إن القبض على عشماوي ضربة قوية أفقدت التنظيمات الإرهابية اتزانها، ورسالة بأنه لن يهرب أحد من المسائلة القانونية وأن كل من ارتكب جرما أو أعمال عنف وإرهاب سيقدم للمحاسبة.

 

رسالة عملية لأسر الشهداء

ومن جانبه، قال اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن تسليم الإرهابي هشام عشماوي إلى مصر يحمل دلالات قوية في صالح الأمن القومي المصري، فهو رسالة لأي إرهابي خطط ضد مصر سواء موجود داخلها أو خارجها أنه ليس بمنأى عن يد العدالة، وأن المخابرات المصرية تعمل باحتراف شديد داخل وخارج مصر وقادرة على مكافحة الإرهاب.

 

وأوضح الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه على مستوى مكافحة الإرهاب فإن القبض على عشماوي هو خطوة مهمة للحصول على معلومات جديدة عن القيادات الإرهابية، مؤكدا أن القبض على عشماوي والإرهابي الآخر بهاء علي في درنة أكتوبر الماضي كان أحد أسباب تقدم القوات الليبية في مكافحة الإرهاب نتيجة لتلك المعلومات.

 

وأضاف إن عشماوي انتقل بين عدة تنظيمات إرهابية في عدة دول سواء القاعدة أو المرابطون أو أنصار بيت المقدس، وهذا الانتقال يجعله مصدرا هاما للمعلومات عن ترابط هذه التنظيمات وتواصلها ببعضها وكذلك عن عمليات التجنيد والتدريب والتمويل وتخطيط العمليات وتنفيذها، حيث كان عنصرا فاعلا في تدريب العناصر الإرهابية.

 

وأشار إلى أن استمرار القبض عليه وتأمينه لمدة 8 أشهر تقريبا هو نجاح للقوات الليبية، لأنها استطاعت تأمينه من أن تصل إليه الجماعات الإرهابية لتهريبه أو لتصفيته، بما يعتبر مؤشرا على قدرة الجيش الليبي على القضاء على الإرهاب هناك وبدء العملية السياسية.

 

وأكد الحلبي أن القبض على عشماوي له أيضا دلالة على احترام البعد القانوني في مكافحة الإرهاب حيث سيخضع لعملية محاكمة طبقا للقانون، بما يرد على التقارير المشبوهة أن عملية مكافحة الإرهاب تنتهك القانون، مضيفا أن تسليم عشماوي هو رسالة عملية لأسر الشهداء أن حق الشهيد لم ولن يضيع.

 

وقال إن هذه العملية تعمق الشعور بالأمن في مصر والمنطقة وقدرة القوات المسلحة على العمل خارج البلاد والقبض على الإرهابيين وتأمين إجراءات نقلهم باحترافية وسرية شديدة، برفقة أعلى قيادة في المخابرات العامة المصرية.