الأحد 24 نوفمبر 2024

شغل مخابرات

  • 12-6-2019 | 22:23

طباعة
  • حمدي رزق

شعار المخابرات العامة المصرية المحفوظ في ذاكرة الوطنيين يتكون من «عين حورس» الشهيرة في الأعلى، وأسفلها مباشرة نسر قوى مُحلِّقًا، ينْقَضّ على أفعى سامة لينتزعها من الأرض عقابًا.



يرمز الشعار- الذي رافق التأسيس في عام 1954- إلى قوة الجهاز وصرامته في مواجهة الأخطار والشرور التي تواجه الأمن القومى للبلاد، وما تَيَسّر من سيرة الجهاز الوطنى وعملياته التي سجلتها أقلام وطنية في دراما استخباراتية فيه برهان على وطنية الجهاز وعظم تضحياته الجسام.


ها هو النسر القوى ينْقَضّ بشراسة على الأفعى السامة، «الإرهابى هشام عشماوى»، لينتزعها من الأراضى الليبية، ويطير بها عاليًا في طائرة C130 ليحط على أرض الكنانة ظافرًا. لا يُقدّر حجم الجهد المخابراتى المصرى، الذي أعلن عن نفسه في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، سوى مُحِبّ لتراب هذا البلد.


شغل كبير، شغل مخابرات، نجاح مخابراتى مصرى لافت يثير الإعجاب، أجهزة استخبارات عالمية فوجئت بالتحرك المصرى المباغت، انطلاقًا من أعماق الأمن القومى المصرى إلى حدوده القصوى غربًا، في واحدة من عمليات المخابرات المصرية الظافرة.


معلوم حدود الأمن القومى المصرى تمتد شمالًا حتى «طرطوس» في الشام، وحتى «يامبيو» في جنوب السودان، وإلى «رأس جدير» في الغرب الليبى، وعيونها مُصوَّبة من أعلى على بؤر النزاعات التي تُخلِّف تهديدات تؤثر على الأمن القومى المصرى سلبًا.


المخابرات المصرية تأتى عجبًا، انطلاقًا من نصاعة الموقف المصرى تاريخيًا مع الأشقاء شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، وإصرار القيادة المصرية الراشدة على تجنيب المنطقة المنزلقات السياسية والتجاذبات الإقليمية والتقاطعات الدولية، وأن يقرر الأشقاء مصيرهم بمعونة مصرية صادقة، لا تفرض عليهم شيئًا، ولا تدفع بهم إلى شاطئ لا يفضلونه، إذا لم تكن عونًا لهم، فأبدًا لن تكون عليهم.


سقوط «عشماوى» وجلبه إلى الديار معصوبًا، ليُحاكَم على ما جَنَتْه يداه أمام محكمة مصرية تقتص لدماء الشهداء، نصرة قوية، ورَدّ مصرى صارم، ورسالة بعلم الوصول، النسر المصرى في الأعالى قادر على اصطياد الأفاعى السامة في جحورها.


هكذا ودومًا، مصر لا تنام على ثأر، ومَن مَسّ مصريًا تُقطع يداه، ويوم أزهقت الأفاعى السامة أرواح شبابنا على الشاطئ الليبى في «سرت» طار النسر الصارم ولقنهم درسًا تاريخيًا، قَلَب الطاولة على رؤوسهم، وحتى ساعته وتاريخه، لم تقم لهم قيامة بعدها، وتتوالى خسائرهم أمام زحف الجيش الوطنى الليبى.


سيعمد المُرجِفون إلى التهوين من حجم الإنجاز الاستخباراتى المصرى، ولكن مَن يتقولون كذبًا يعلمون علم اليقين أن المخابرات المصرية ذراعها طويلة، وأمنها القومى مقدس، وحدودها فوق خيالهم المريض، الذي يسمى الإرهابيين مجاهدين، وإذا ما لقوا حتفهم جزاء وفاقًا على ما اقترفوه.. للأسف يرسمهم شهداء، والله لا يهدى القوم الظالمين.


نقلا عن " المصري اليوم"

    الاكثر قراءة