الجمعة 17 مايو 2024

برلمانيون عن «كلمة الرئيس باحتفالية ليلة القدر»: رسالة للجميع بتحمل مسئولياتهم لنقل صورة الإسلام الصحيحة.. وأظهرت تقدير الدولة لدور علماء الأزهر في تجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف

تحقيقات2-6-2019 | 17:14

أكد برلمانيون أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعث اليوم برسائل هامة للأمة الإسلامية من خلال كلمته باحتفالية ليلة القدر، وأبرزها أهمية تجديد الخطاب الديني كأهم عناصر مواجهة الفكر المتطرف وكذلك ترتيب الأولويات، موضحين أن الرئيس طالب الجميع بتحمل مسئولياتهم لنقل صورة الإسلام الصحيحة للتصدي للإسلاموفوبيا، كما أظهر تقدير الدولة لدور علماء الأزهر الشرف في تجديد الخطاب الديني.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شهد ظهر اليوم الأحد، احتفال وزارة الأوقاف بذكرى ليلة القدر للعام الهجري 1440، كما كرم الفائزين في المسابقة العالمية الـ26 للقرآن الكريم، من المصريين والأجانب ومنحهم جوائز مالية وشهادات تقدير.

وتوجه الرئيس بالتحية للعلماء المخلصين من رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، قائلا "أتوجه بالتحية للعلماء المخلصين من رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، الذين يعملون على تصحيح المفاهيم الخاطئة بشأن الدين الإسلامي السمح، ونهجه الوسطي المعتدل، والتصدي للغلو والتطرف ومواجهة الفكر المنحرف، ويعملون على إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية والمحبة بين الناس جميعًا ونهجه الوسطي المعتدل والتصدي للغلو والتطرف ومواجهة الفكر المنحرف ويعملون على إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية والمحبة بين الناس جميعًا".

وأكد الرئيس أن أهل الدين هم من يؤثرون على انطباع الغير عن دينهم، وأنه يجب أن نراقب أنفسنا لندرك عواقب أفعالنا تجاه انطباعات الغير عن الإسلام، لأن بعض سلوكياتنا تتسبب فى إثارة ظاهرة الإسلاموفوبيا".، مؤكدا ضرورة الدفاع والكفاح من أجل قضايا الدين.

 

أهمية الخطاب الديني لمواجهة التطرف

وفي البداية قالت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعث برسائل عديدة للشعب المصري في احتفالية اليوم بليلة القدر، ومن أبرز هذه الرسائل ضرورة تجديد الخطاب الديني باعتباره أهم عناصر مواجهة الفكر المتطرف، وضرورة أن يتحلى هذا الخطاب بقيم الإسلام.

 

وأوضحت نصير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس شدد أيضا على أن سلوك المسلمين لا يتسق ولا يتفق مع أمور الإسلام وكلياته، وخاصة فيما يخص الإسراف لأن الدين الإسلامي يحارب الإسراف لكننا لا نعرف الاقتصاد الجيد، مؤكدة أن هذه إشارة مهمة للرئيس ليحسن الموطنين إدارة حياتهم دون تبذير أو إرهاق للنفس البشرية.

 

وأشارت إلى أن الرئيس تناول ظاهرة الإسلاموفوبيا وأيد ما قاله الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حول إساءة الغرب للإسلام وأكد مسئولية المسلمين في الوقت نفسه عن صورة دينهم، موضحة أن كلمة الطيب أكدت أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي وصفه الغرب بالفوبيا رغم أن جميع الأديان حدث بها احتكاكات لكنهم لم يصفوها بذلك.

 

وأضافت إن هذا يعود إلى تفكك الأمة الإسلامية وضعفها، لأنه إذا كانت قوية ومتماسكة ومعتصمة بدينها لما تجرأت هذه الألسنة بالهجوم على الدين الإسلامي والمسلمين، مؤكدة أن الإسلام يدعو لحماية النفس البشرية دون النظر لهويتها، فقال القرآن عن النفس "من أحياها كأنما أحيا الناس جميعا".

 

رسالة بتحمل المسئولية

ومن جانبه، قال اللواء شكري الجندي، عضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية ليلة القدر اليوم كانت واضحة ورسالة للأمة الإسلامية بمسئولياتها لنقل الصورة الصحيحة لدينها عبر سلوكيات شعوبها، مضيفا إنه لا بد للأمة الإسلامية أن تكون جميعها على قدر المسئولية.

 

وأوضح الجندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الإسلام دين وسطية وسماحة ويجب على المسلمين أن يكونوا على قدر المسئولية وأن يعوا المفهوم الصحيح للدين الإسلامي الذي جاء من أجل إعلاء قيم الوسطية وعدم إعطاء أية فرصة للآخرين لانتقاد هذا الدين الحنيف بسبب سلوكياتنا الخاطئة.

 

 

وأشار إلى أن الرئيس بعث برسالة للجميع ليكونوا أمام مسئولياتهم للحفاظ على الدين الإسلامي والتصدي للإسلاموفوبيا، لأن هذا الدين الحنيف هو الدين الخاتم والكامل ولا يوجد ما يشوبه لكن تصرفات بعض المسلمين قد تسيء إليه، مؤكدا أن هناك حملة ممنهجة ضد الإسلام وهو ما أكده الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ولافتا إلى أن هناك متربصين بالدين.

 

 

وأضاف، يجب على الجميع أن يضيعوا هذه الفرصة على هؤلاء المتربصين من خلال سلوكياتهم الرشيدة التي تعكس مفاهيم دينهم الحنيف وأن يلتزموا بتعاليمه.

 

 

تقدير الدولة لدور علماء الأزهر

وقال محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يستغل مناسبة الاحتفال بليلة القدر أو الاحتفالات الدينية بشكل عام في تجديد طلبه للمؤسسات المعنية بضرورة تجديد الخطاب الديني وتطويره كأداة مهمة لمواجهة أفكار التطرف والعنف ليعبر عن حقيقة الإسلام.

وأوضح أبو حامد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدين الإسلامي أصابه ضررا شديدا بسبب الجماعات الإرهابية والمتشددة، مضيفا أن الرئيس أظهر تقدير الدولة ومؤسساتها للأزهر الشريف وعلمائه وأهمية دورهم في تجديد الخطاب الديني، وطالبهم ببذل المزيد من الجهد لاستمرار التطوير.

وأكد أن الخطاب الديني لا يعمل فقط على مواجهة الفكر المتطرف إنما يعيد ترتيب أولويات المسلمين وإبراز أهمية السلوكيات والمعاملات اليومية وقيم العمل وغيرها التي لا تقل أهمية عن العبادات كالصلاة والصوم، وأن المعاملات والعبادات لا يتعارضان، وإنما يكملان بعضهما البعض.

 

وأشار إلى أن الرئيس تطرق لقضية الإسلاموفوبيا وأبرز دور الأمة الإسلامية في مواجهتها عبر إيضاح الصورة الصحيحة للإسلام وأنه ليس له علاقة بما ترتكبه الجماعات الإرهابية من أعمال عنف وتخريب، والتي ترتكب جرائمها باسم الدين.