أكد الدكتور محمد
عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن مصر تتبوأ حاليا مكانا فريدا بين دول
الشرق الأوسط بفضل الجهود الدؤوبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحا أن مصر نجحت بعد
جهود كبيرة في الوصول إلى بر الأمان، رغم المؤامرات التي تحيكها قوى الشر لإسقاطها..
مشددا على أن مصر قدمت للعالم نموذجا متكاملا لمكافحة الإرهاب، وذلك بفضل جيشها وشرطتها
ووعي شعبها وقوته وإرادته والتحامه مع الجيش.
وقال عياد - في
تصريحات له اليوم الاثنين -: إنه إذا كانت مصر هبة النيل فإن الأزهر الشريف بقطاعاته
هو هبة الله تعالى لمصر، وللعالم أجمع، مشيرا إلى دوره التنويري والتثقيفي للحفاظ على
تراث الأمة وحاضرها، وإقرار السلم المجتمعي بين الناس جميعا.
وأوضح عياد أن
الأزهر يعد من قوى مصر الناعمة، وتأثيره يؤكد الدور الريادي والحضاري لمصر، لافتا إلى
جهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب من خلال جولاته الخارجية ولقاءاته
المتنوعة مع حكماء الشرق والغرب ودعوته المستمرة للتعايش السلمي بين البشر جميعا.
وبشأن خطط الأمين
العام المستقبلية لتطوير المجمع، قال إنه يعمل خلال الفترة القادمة على عدة محاور تهدف
إلى التأكيد على دور المجمع وتتناسب مع طبيعة المرحلة، لافتا إلى أن هناك محور للأبحاث
العلمية المتخصصة في بعض الملفات الاجتماعية، والتي تهدف إلى معالجة القضايا الشائكة
والمسائل الجدلية التي يمكن أن تهدد أمن المجتمع واستقراره.
وأضاف أن المجمع
يعمل على استحداث معالجة المشكلات وفق الرؤية العصرية، ولهذا تم استخدام وحدات منها
وحدة الوفاق الأسري، كما أن هناك بعض القوافل الدعوية والحملات التوعوية التي يطلقها
المجمع بشكل مستمر وترتبط بواقع الناس اليومي، لافتا إلى أنه سيتم استحداث حملات جديدة
أيضا تركز بشكل أكبر على هذه المشكلات وتقدم حلولا جذرية لها.
وأشار عياد إلى
أن مجمع البحوث الإسلامية باعتباره مؤسسة علمية منوط بها الحفاظ على الثقافة العلمية
وتنقيتها من أي شوائب والعمل على تصحيح المفاهيم، له دور كبير في تجديد الثقافة الإسلامية،
وفي سبيل ذلك هناك اللجان البحثية واللجان العلمية التي تهدف إلى رصد كل ما يقال حول
الإسلام وتعاليمه والعمل على تجلية الأمور وفق وصفها الصحيح.
وأوضح أن المجمع
يعمل من خلال لجانه على تنقيح التراث وتقديمه بالصورة المثلى حول الإسلام وتعاليمه
والعمل على إيضاح الأمور التي تتلاءم مع الواقع حتى لا يكون هناك فجوة بين ما هو مكتوب
وبين ما يعيشه الناس، لافتا إلى دور مبعوثي الأزهر إلى دول العالم، وتوثيق ما يقومون
به، في التعامل مع القضايا المهمة التي يحتاج إليها الناس في دول العالم المختلفة،
والوقوف على أهم قضاياهم ومناقشتهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية في هذا الشأن.
وأكد الأمين العام
لمجمع البحوث الإسلامية أن العنف والتطرف لا علاقة لهما بالإسلام ، بل هما أمران يدلان
على سوء الفهم والسطحية في التفكير والانقياد لأجندات ومآرب شخصية، والدليل على ذلك
ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتي تروج لها بعض الجماعات المتشددة ذات الأفكار المنحرفة والعداءات
ضد الإسلام والمسلمين، ومن هنا يأتي دور المجمع في توضيح وتنقية التراث الإسلامي، وإعداد
رؤية تضم محاور متنوعة للمساهمة في المواجهة الحاسمة للجماعات المتطرفة وذلك من خلال
(بحوث علمية – حملات توعوية – قوافل خارجية – مؤتمرات علمية) لتصحيح هذه الصورة.
ولفت إلى أن من
أهم المشكلات التي تواجه المجمع الأفكار المغلوطة التي تسيطر على عقول بعض الشباب،
لذلك يعمل المجمع على تأهيل الدعاة والمبعوثين إلى الخارج بصورة جيدة لمواجهه هذا الجانب،
وذلك وفق مناهج علمية وأسس منهجية بحيث يشتمل التجديد على أركان العمل الدعوي بدءًا
من المتدرب ومرورا بالمادة المقدمة والقضايا المعاصرة والأسلوب الذي يقدم به كل هذا
مع مراعاة الواقع.
وأشار عياد إلى
أن المجمع يتعامل من خلال اللجان المتخصصة التي تعرض عليها، كافة القضايا التي يتم
بحثها بحثا مستفيضا وتدرس دراسة علمية وافية ثم يفصل فيها لصالح الناس، لافتا إلى أنه
على المستوى المحلي فإن المجمع يرصد كل ما يمكن أن يؤدي إلى إثارة الفتن أو العمل على
إفساد أجواء التعايش السلمي، مشيرا إلى إدراك المجمع لخطورة المتطرفين والأماكن التي
ينتشرون فيها، وبالتالي يكثف من جهوده فيها لمواجهة تلك الأفكار وتحصين الشباب من الوقوع
في مخاطرها.
واختتم معربا عن
ثقته بنجاح مصر في دحر الإرهاب والانتصار عليه، خاصة وأنها تنفذ استراتيجية شاملة لمواجهته
حيث يتولى رجال الجيش والشرطة المواجهة الأمنية، فيما تخوض باقي المؤسسات وعلى رأسها
الأزهر الشريف المواجهة الفكرية عبر تفنيد الأكاذيب والأفكار المتطرفة التي تروج لها
الجماعات الإرهابية.