لعيد الفطر في مصر كثير من مظاهر
الفرحة والبهجة منذ القدم وحتى الآن، وتبدو تلك المظاهر في تجمع الناس في الحدائق
العامة والملاهي وعلى شاطئ النيل، والنزهات النيلية وزيارات الأهل والأقارب لتبادل
التهاني، وتتزين منازل المصريين ويرتدي الجميع أثواباً جديدة، وكل ذلك لإدخال
البهجة على النفس، ولنجوم الفن قديماً ذكريات مع عيد الفطر نرصد بعضها من عدد
الكواكب في 29 مارس 1960.
نشال يسرق ملك الترسو
روى الفنان القدير فريد شوقي ذكريات
طفولته عن العيد قائلاً: في طفولتي كنت أبتهج بالعيد ابتهاجاً كبيراً، لأن رصيدي
من المال يزداد في كل عيد من العيدية التي تسمح لي بارتياد المسارح في الماتينيه
والسواريه، وفي أول أيام العيد تجمع في جيبي جنيهان، وذهبت إلى مسرح الكسار في
الماتينيه على أن أذهب بعد ذلك إلى مسرح رمسيس في السواريه، ولكن أحد النشالين رصدني عند
خروجي من مسرح الكسار ونشل كل ما معي من نقود، واكتشفت ذلك وعدت إلى البيت حزيناً
بعد أن حرمت من عروض مسرح رمسيس، وشاءت الأقدار أن تكافئني في شبابي فعملت مع يوسف
وهبي نفسه صاحب فرقة رمسيس.
جريمة في العيد
أما الفنان شكري سرحان فكان يعتبر
العيد ميداناً لشقاوة الصبا، فذات عيد ارتكب جريمة كما قال له والده، فقد اجتمع
صبيحة العيد بعدد من الزملاء وقرروا أن يحتفلوا بالعيد بطريقة مبتكرة، واتفقوا أن
يلتقوا جميعاً على مقهى بالقرب من شارع المبتديان بالسيدة زينب حيث كان يسكن، كي
يشربوا الشاي ويدخنوا السجائر كما يفعل الكبار، ولسوء حظهم لمحهم والد أحدهم وهم
يجلسون على المقهى ويدخنون السجائر، فهجم عليهم بعصاه وأمسك بثلاثة منهم وقرر أن
يأخذهم إلى آبائهم كي يعاقبوهم على جريمتهم، وما كاد والده يعرف حتى ثار وغضب وقرر
أن يحرم شكري من الخروج باقي أيام العيد ومن ملابسه الجديدة، وبعد أيام رق قلب
الوالد وأشفق عليه وقرر أن يتركه يخرج ليفرح بما تبقى من أيام العيد، ووعى شكري
الدرس وابتعد عن التدخين في فترة الصبا، لكنه عاد إليه بعد أن أصبح نجماً
سينمائياً.
لا يوجد عيد في "كان"
وتروي النجمة فاتن حمامة ذكرياتها عن
عيد الفطر، فتقول: كنت في مهرجان كان السينمائي في فرنسا وحل عيد الفطر وشعرت
بوحشة كبيرة، فلم أجد هناك أي مظهر من المظاهر التي أراها في بلادنا عند حلول
العيد، واتصلت بالقاهرة كي أطمئن على ابنتي نادية ذو الفقار التي تركتها في
القاهرة، وجاءني صوت نادية حزينة باكية فقد قالت لي: كده يا ماما تسافري وتسيبيني
في العيد؟ ولم تذق فاتن النوم في تلك الليلة بعد أن سمعت بكاء نادية فقررت العودة
إلى القاهرة في اليوم التالي، ومن حسن حظها وجدت طائرة آتية من ألمانيا في طريقها
إلى القاهرة وبها مقعد واحد شاغر، وقيل لها أنه لا مكان "للعفش" على
الطائرة، فعادت فاتن وتركت حقائبها تلحق بها على طائرة أخرى وكل ذلك كي تقضي العيد
من ابنتها نادية.
تهنئة غالية الثمن
وللفنان فريد الأطرش ذكريات طريفة مع
عيد الفطر، فقد حل عليه العيد وهو في رحلة علاجية في لندن، وفوجئ بباقة ورد جميلة
ونادرة مع بطاقة تهنئة من مدير الفندق بالعيد السعيد، وسعد فريد بتلك المعاملة
الرقيقة لمغترب حل عليه العيد وهو بعيد عن بلاده، وظل يتحدث عن تلك اللفتة الجميلة
من الفندق ومديرها لكل من يقابله، حتى جاء موعد العودة إلى مصر، وطلب قائمة الحساب
كي يسددها، وهاله ما وجد بها .. فقد رأى أن إدارة الفندق قد وضعت ثمن باقة الورد
على قائمة الحساب، وليس هذا فقط، بل كان ثمنها ثلاثة أضعاف سعرها في السوق، ولم
يملك فريد إلا أن ابتسم وسدد الفاتورة وغادر إلى مصر.