الأحد 5 مايو 2024

أوروبا تحيي ذكرى إنزال "نورماندي" الـ75 وسط ارتياب أمريكي

5-6-2019 | 18:06

تحل ذكرى إنزال النورماندي هذا العام فيما يسمع قرع ناقوس خطر ما برح يتردد صداه في أرجاء القارة العجوز التي أنهكتها حروب النصف الأول من القرن الماضي وما أن استعادت أوروبا عافيتها بعد الحرب العالمية الثانية وشقت الطريق نحو التقدم والازدهار والرخاء وعالم يخلو من الحروب والدمار حتى لاح في الأفق ثمة ما يثير الريبة، هذا الارتياب الذي جاء على خلفية التوتر الذي أحدثه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين بلاده والحلفاء الأوروبيين التقليديين بشأن العديد من الملفات.


منطقة النورماندي التي تغفو على الساحل الشمالي لفرنسا تستيقظ اليوم لتحيي الذكرى الخامسة والسبعين ليوم إنزال النورماندي الذي يعد أكبر عملية إنزال في التاريخ، هذا الإنزال الذي شكل رأس حربة امتدت لتقطع دابر النازية في بلجيكا وهولندا وفرنسا، ثم امتدت بعيدا إلى برلين لتسقط النازية في معقلها وترتسم ملامح النصر التذ تجلى بتحرير أوروبا وإنهاء الحرب العالمية الثانية وإرساء دعائم نظام عالمي ينشد السلام والاستقرار.


يقول الوزير السابق وعضو البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي نوربرت روتين: "يبدو أننا قد تجاوزنا تلك المدة الزمنية التي شهدنا فيها كيف أن قوات الحلفاء تعبر الأطلسي كقوة واحدة موحدة تحت قيادة الولايات المتحدة نحو تشكيل نظام دولي يلتزم بالقيم ويضمن المصالح."

ويتابع روتين بالقول: لقد قال ترامب بشكل متعمد وطوعي: "لن أكون قائد العالم الحر" ويضيف روتين "لقد استبدل ترامب الدور القيادي الدولي والفريد من نوعه لسياسات أمريكا الأولى".


يذكر ان حلف شمال الأطلسي، منذ تأسيسه في عام 1949 عمل على إرساء دعائم السلام والاستقرار النسبي في أوروبا، وعلى الرغم من ذلك، يتلقى الحلف نقدا لاذعا من قبل ترامب، علما بأن الناتو يضم 29 دولة من أمريكا الشمالية وأوروبا وقد تشكل بعد الحرب العالمية الثانية ردا على السياسات والتحالفات السوفييتية حينها، ويعد الحلف أحد أهم دعائم السلام والاستقرار في العالم.


واتخذ البيت الأبيض في عهد ترامب موقفا صارما بشأن العلاقات التجارية بين ضفتي الأطلسي حيث فرض رسوما على الصلب والألومنيوم الذي تستورده بلاده من الحلفاء الأوروبيين كما عمل ترامب على انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ وأيضا من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران هذا الاتفاق الذي ما انفكت تلتزم به الدول الأوروبية وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك عندما وصف أوروبا بالعدو وأعرب عن دعمه لمغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.


وأثارت إدارة ترامب حفيظة الكثير من البلدان الأوروبية على خلفية دعمه لزعماء قوميين ويمينيين متطرفين كما هو حال رئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان، إضافة إلى ذلك دعم ترامب الاستبداد في أكثر من مكان في العالم، مقدّما مصالح بلاده على القيم والمبادئ التي يتأسس عليها السلم والاستقرار في العالم.