الثلاثاء 9 يوليو 2024

"اليونسكو" تحيي بعد غد اليوم العالمي للمحيطات

6-6-2019 | 08:09

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" يوم 8 يونيو من كل عام، الذي يحل بعد غد السبت، اليوم العالمي للمحيطات، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "النوع الجنساني والمحيطات".

ويهدف الاحتفال هذا العام إلى بناء قدر أوسع من المعرفة المتعلقة بالنوع الجنساني، واستكشاف السبل المتاحة لتعزيز المساواة بين الجنسين في النشاطات المتصلة بالمحيطات مثل البحوث العلمية البحرية، ومصايد الأسماك، والعمل في البحر والهجرة عن طريق البحر، والاتجار بالبشر، فضلا عن وضع السياسات وممارسة الإدارة. 

وستدشن الأمم المتحدة، خلال العام الجاري، الحملة العالمية تحت عنوان # PlayItOut # لمكافحة التلوث البلاستيكي، فقد تسببت عقود من الاستخدام المبالغ فيه للبضائع البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة في كارثة بيئية، ففي كل عام، يرمى ما يقرب من 13 مليون طن من مخلفات البلاستيك في المحيطات، مما يتسبب في كثير من الأضرار التي يقتل بسببها ما يقرب من 100 ألف حيوان بحري سنويا.

وفي حين تبقى المخلفات البلاستيكية لعقود أو قرون طويلة بعد استخدامها، فإن المخلفات منها التي تتآكل تصبح جزيئية يأكلها السمك وغيرها من الأنواع البحرية، وتنتقل بالتالي إلى سلسلة الغذاء العالمية للبشر. 

وبالنظر إلى الدور المركزي الذي تؤديه المحيطات ، يتعين إدراجها ضمن الاستراتيجيات المستدامة الرامية إلى القضاء على الفقر، وتعزيز الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل مياه الشرب والصرف الصحي، والمحافظة على التنوّع الحيوي وتحسين الرخاء البشري. 


وكلما كانت المحيطات صحية وقادرة على المواجهة ، كلّما كان إسهامها في الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة أكثر إيجابية ، والعكس صحيح، وهكذا، يتعين على جميع الدول أن تولي اهتماما كبيرا للمحيطات الصحية والقادرة على المواجهة التي تدعم التنمية البشرية مع المحافظة في الوقت نفسه على قدرتها على توفير الغذاء والدخل والتنقل، وغيرها من مكونات التنمية المستدامة.

وكانت الجمعية العامة قد أعلنت في 5 ديسمبر 2008، بموجب قراراها رقم 111/63، أن يوم 8 يونيو هو اليوم العالمي للمحيطات ، بهدف تذكير الجميع بأهمية الدور التي تلعبه المحيطات في حياتنا اليومية. 

فالمحيطات تعتبر رئة كوكبنا، وتنتج أغلب الأكسجين الذي نتنفسه، وإطلاع الجمهور على أثر الأنشطة البشرية على المحيطات، وخلق حراك عالمي يجمع اهتمام الناس بالمحيطات، وتعبئة وتوحيد شعوب العالم في مشروع للإدارة المستدامة للمحيطات على المستوى العالمي، كونها تشكل مصدرا رئيسيا للغذاء والدواء ومحيطنا الحيوي، والاحتفال معاً بجمال وثروة المحيطات. 

وتلعب المحيطات والبحار والموارد البحرية والساحلية دوراً رئيسيا في توفير الغذاء وسبل العيش والدخل والترفيه للناس، فضلاً عن النقل والاتصالات والطاقة، وتنتج الحيوانات حوالي 16% من البروتين الحيواني للنظام الغذائي البشري في جميع أنحاء العالم ، وفي العديد من البلدان يصل الرقم إلى 50%، ويعتمد أكثر من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم على الموارد الساحلية والبحرية للحصول على الدخل والمعيشة.
 

وعلى نحو متزايد ، يتم تقييمهم لوظائف النظام البيئي الأساسية التي يؤدونها من خلال تنظيم درجات الحرارة ، وإنتاج الأكسجين ، والعمل كبالوعات طبيعية لثاني أكسيد الكربون من الجو وحماية المناطق الساحلية من الفيضانات والتآكل. وتمتص المحيطات والبحار حوالي 30 % من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر وتسهم بما يقدر بنحو 24 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي كل عام من خلال خدمات النظام الإيكولوجي.

وتشهد الموارد البحرية والساحلية تدهوراً بمعدل ينذر بالخطر تحت ضغط متزايد من نمو السكان والصيد الجائر والصناعي والتوسع الحضري ، والسياحة وتغير المناخ ، مما تسبب في أضرار لا رجعة فيها للتنوع البيولوجي البحري والساحلي والنظم الإيكولوجية. 

وكشف تقرير منظمة الفاو ، أن المحيطات الصحية تعد أساسية للحفاظ على صحة ورفاهية كوكبنا ، ومصادر رزق مهمة لمليارات البشر حول العالم ، بمن فيهم النساء، وعلى الرغم من أن النساء يشكلن حوالي نصف القوى العاملة في معالجة الأسماك وتنظيفها والاتجار بها ، إلا أنها لم تمثل في عام 2014 سوى 19% من جميع الأشخاص الذين يشاركون مباشرة في صيد الأسماك البرية أو حصادها وفي تربية الأسماك. 

وعادة ، تتركز النساء في قطاع مصايد الأسماك إلى حد كبير في الوظائف الموسمية منخفضة المهارة والأجور المنخفضة دون حماية للصحة والسلامة وحقوق العمل، وذكر التقرير أن النساء تشكل نحو نصف عدد العاملين في مصايد الأسماك على مستوى العالم إلا أن أجورهن تقل كثيرا عما يتقاضاه الرجال بل وقد يعملن بدون أجر على الإطلاق في القطاع البالغ حجمه 500 مليار دولار.