قال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ
العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد
المقبل بشرم الشيخ يتزامن مع عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي حيث أن التوجه نحو
القارة الأفريقية هو أحد المحاور الهامة في السياسة الخارجية المصرية، مضيفا أن
الفساد ظاهرة منتشرة في العالم فتكاد لا توجد دولة تخلو منه وإن اختلفت درجات شدة
الفساد وأشكاله.
وأوضح بدر الدين، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الفساد يظهر بشكل أكثر حدة في الدول النامية ومنها
الأفريقية، حيث أن الدول المتقدمة لديها آليات أكثر لمكافحة الفساد تتمثل في الرأي
العام والبرلمان والمؤسسات التي تقوم بدور نشط، مضيفا أن الفارق بين الدول
المتقدمة والنامية ليس وجود الفساد إنما في درجته.
وأكد أن المنتدى المقبل بشرم الشيخ
هو أحد أشكال التنسيق وتبادل الخبرات بين مصر والدول الأفريقية الأخرى لمكافحة
الفساد، بهدف أن يبقى عند حده الأدنى وأن تكون هناك آليات لمكافحته عبر تبادل
المعلومات والخبرات وتفعيل دور الأجهزة المسئولة عن ذلك.
وأشار إلى أنه في مصر في الفترات
الأخيرة كان للرقابة الإدارية دور كبير في مكافحة الفساد، مضيفا إن الفساد ظاهرة
خطيرة وتؤثر على مستويات متعددة سواء الاقتصادي لأنه يقتطع جزء من الموارد التي
كان يمكن توجيهها للتنمية، وتأثيره السياسي لأنه يخلق عن عدم رضا لدى المواطنين
تجاه الحكومة والنظم.
وأضاف إن مصر استطاعت تحقيق خطوات
في مجال مكافحة الفساد عبر التشريعات والأجهزة المعنية، موضحا أن هناك أشكال
ومستويات من الفساد منها الإداري والمؤسسي والاقتصادي ما يتطلب تضافر الجهود
لمواجهته من خلال النظام التشريعي أو عبر المؤسسات والأجهزة الرقابية.
ومن
المقرر أن تنطلق يومي 12-13 يونيو بمدينة شرم الشيخ فعاليات المنتدى الأفريقي
الأول لمكافحة الفساد، والذي يعقد بمبادرة مصرية، بمشاركة 51 دولة أفريقية يمثلها وزراء
العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد والمركزي للمحاسبات والكسب غير المشروع
في الدول الأفريقية، ومن المتوقع حضور أكثر من 200 مسئول أفريقي رفيع المستوي.