راهن
سياسيون، على المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد، الذي تستضيفه مدينة شرم
الشيخ المصرية يومي 12 و13 يونيو الجاري، على مواجهة أباطرة الفساد ونهب المال
لعام في أغلب الدول الإفريقية، مؤكدين أن مصر قادرة على دعم القارة السمراء
وتحصينها من شبح الفساد المتفشي الذي نهب ما يزيد عن 51 مليار دولار سنويا وفقا
لتقارير دوليا.
وتستضيف
مدينة شرم الشيخ فعاليات المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد، الذي تستضيفه مدينة
السلام يومي 12 و13 يونيو الجاري، والذي يُعقد بمبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي
في يناير 2018 أثناء رئاسته وفد مصر في مؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي.
ويهدف
المنتدى إلى تشجيع الدول الأفريقية على تبني سياسات واعتماد خطط عمل وبرامج تؤدي للقضاء
على الفساد وتحقيق الترابط المعرفي بين جميع أنحاء القارة حول مخاطر الفساد على جهود
التنمية والتحديث، وذلك بمشاركة وزراء العدل والداخلية ورؤساء هيئات مكافحة الفساد
وأجهزة المحاسبات والكسب غير المشروع في الدول الأفريقية، في حضور أكثر من 200 مسئول
أفريقي رفيع المستوى.
ومن
المقرر أن يشارك في المنتدى نحو 51 دولة أفريقية، من بينها تونس، المغرب، ليبيا، الجزائر،
أنجولا، بنين، بوتسوانا، وبوركينا فاسو، كما تشارك 4 دول عربية آسيوية كضيوف شرف هم
السعودية، الإمارات، الأردن، والكويت.
تعظيم الجهود
الدكتور
مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن التعاون
بين دول القارة السمراء لمواجهة تحديات الفساد الذي نهش في كنوز وأموال أبناء القارة
في غاية الأهمية ومن أهم التحديات التي تواجه "الأميرة الأفريقية"، مؤكدا
أن المبادرة التي دعا إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تعمل على تكاتف الجهود
الإفريقية لإحباط مخططات الفساد وإسقاط الفتن.
وأكد
نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ«الهلال اليوم» أن الفساد
من أكبر التحديات التي تواجه دول القارة الإفريقية، لافتا إلى أن احتضان مصر لفعاليات
المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد، يومي 12 و13 يونيو الجاري يمثل نقطة هامة في
تاريخ القارة السمراء لمكافحة الفساد خاصة وأن مصر من أوائل الدول التي عملت على مواجهة
ذلك المرض الخطير واستئصاله بكل الأدوات المتاحة.
وشدد
"غباشي" على ضرورة وضع آلية ثابتة ومحورية للنهوض بالقارة السمراء والتغلب
على أزماتها وبناء اقتصاد قوي قادر على تحقيق تنمية شاملة، موضحا أن هذا لن يحدث إلا
بالقضاء على الفساد ومواجهته بكافة الطرق الممكنة حتى تتمكن القارة من النهوض وسط تحديات
كبرى تواجهها وتربصات وتدخلات خارجية واضحة.
تحصين القارة الإفريقية
كما
راهن ياسر قورة، القيادي بحزب الوفد، على قدرة المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد،
الذي تستضيفه مدينة شرم يومي 12 و13 يونيو الجاري، على وضع آليات واضحة لمكافحة الفساد
واستئصاله من جسد القارة السمراء بعد أن أنهكها على مدار سنوات طويلة، مشددا على أن مصر صاحبة خبرة كبيرة في مجال مكافحة الفساد وخلال
فترة قصيرة حيث أعادت هيئة الرقابة الإدارية الأمن والاستقرار للبلاد وضربت بيد من
حديد عناق الفسدة والسارقين.
وقال
القيادي الوفدي لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس السيسي يلمس التحديات التي تواجه القارة
السمراء بنظرة مستقبلية ومن أجل ذلك أطلق مبادرة مكافحة الفساد العام الماضي باعتباره
أكبر التحديات التي تواجه مشاريع التنمية وخطط النهوض بالقارة السمراء، لافتا إلى أن
مصر بإمكانها نقل خبرتها إلى دول القارة السمراء خاصة في ظل نجاح هيئة الرقابة الإدارية
في القضاء على أوجه الفساد وإحكام قبضتها على مؤسسات الدولة ومحاصرة الفاسدين.
ولفت
"قورة" إلى أن القارة الإفريقية لا يمكنها النهوض في ظل التحديات القائمة
والمستمرة التي تواجه دولها وعلى رأسها تفشي الفساد في مؤسساتها وتؤدي إلى سرقة أموالها
وخيرها بما يؤثر سلبيا على مستقبلها الاقتصادي والتنموي.
نقل التجارب
واعتبر
ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل، أن المنتدى الأفريقي
الأول لمكافحة الفساد قادر على نقل التجربة المصرية في مكافحة الفساد ووضع آليات لمجابهة
تلك الظاهرة التي تخسر بسببها القارة السمراء نحو ٥٠ مليار دولار نجاحا جديدا للسياسة الخارجية المصرية
واستعادة لدورها الرائد فى محيطها العربي والإفريقي.
وأضاف
الشهابي لـ«الهلال اليوم» أن هذا المنتدى يأتي
استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي التى أعلنها فى ختام المنتدى الثالث إفريقيا
2018، وطالب فيها بإطلاق المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد
2019 - 2022 وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وقدم فيها 250 منحة تدريبية
للكوادر الإفريقية، العاملة فى مجال الوقاية من الفساد.
ولفت
"الشهابي" إلى أن الرئيس السيسي أكد في دعوته ضرورة التعاون المشترك بين
مصر وأشقائها من دول القارة، فى مجالات الحوكمة ومحاربة الفساد، وذلك من خلال تبادل
الخبرات والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية فى القارة، لنشر ثقافة الحوكمة والقضاء
على الفساد..
وتابع
رئيس حزب الجيل أن انعقاد هذا المنتدى فى مصر يؤكد عزمها القوى على خدمة القارة الأفريقية
وقضاياها المهمة واستعدادها للتعاون ونقل خبراتها للدول الأفريقية الشقيقة فى هذا المجال
الذى حققت فيه إنجازات ملموسة ويأتى ايضا تفعيلا لرئاستها للاتحاد الأفريقي، مشيرا
إلى أن المنتدى يهدف إلى تشجيع الدول الأفريقية على تبنى سياسات وبرامج تؤدى إلى القضاء
على الفساد واعتماد خطط عمل تحقق الترابط المعرفي بين جميع دول القارة الإفريقية حول
مخاطر الفساد على جهود التنمية والتحديث.
وقال
رئيس حزب الجيل أن اهتمام مصر بأفريقيا كبير جدا يلمسه كل المهتمين وأنه يعوض تلك السنوات
التي غابت فيها عنها وان عودتها لأفريقيا مخطط لها بعناية بحيث تحقق مصالحها ومصالح
دول القارة السمراء وتنفع جهود التنمية بها.