أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة
المعدنية ضرورة دعم جهود تحقيق أمن الطاقة بشراكة قوية وفاعلة تحقق مصالح الجميع سواء
المنتجين أو المستهلكين وتلبى الطلب المتزايد على مختلف مصادر الطاقة لتحقيق آمال وطموحات
الدول والشعوب فى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين المستوى المعيشي.
جاء ذلك فى كلمته خلال لقائه بمجلس الأعمال الفرنسي في باريس على هامش مشاركته
في المؤتمر الدولى حول الغاز الطبيعى في البحر المتوسط والذي ينظمه مرصد الطاقة المتوسطي بالتعاون مع الاتحاد
الأوروبي، واستعرض الملا خلال اللقاء الذى حضره مسئولو 40 شركة فرنسية بمجلس الأعمال
الفرنسي ورابطة موردي البترول والغاز الفرنسية
النموذج المصرى لتطوير آليات العمل فى صناعة البترول والغاز الطبيعى بدعم ومساندة
قوية من القيادة السياسية وخطط عمل واضحة وتعاون مثمر وبناء مع الشركاء وكوادر وطنية
متميزة، مما أدى لتحقيق نجاحات فى مختلف مجالاتها شهد بها العالم.
وأوضح الوزير أن صناعة البترول والغاز الطبيعى
في مصر لديها ركائزها الاستراتيجية التي تعمل من خلالها على تطوير آليات العمل بهذه
الصناعة الحيوية ويأتي على رأسها تحقيق أمن الطاقة عن طريق زيادة الإمدادات وتنويع
المصادر وإدارة الطلب عليها، كما تعمل على تحقيق الاستدامة المالية من خلال سداد مستحقات
الشركاء الأجانب وإصلاح منظومة دعم الطاقة وفض التشابكات المالية، هذا بالإضافة إلى
حوكمة القطاع والتي تتم من خلال تطبيق نظم متطورة للحوكمة وفتح آفاق أكبر لمشاركة القطاع
الخاص.
وأشار الملا إلى أن قطاع البترول المصرى معنى
بالتطوير المستمر من خلال رؤية واضحة تعتمد على الكشف المستمر عن إمكانات القطاع بكافة
مراحل الصناعة وإطلاقها في ظل دوره المهم كمحرك رئيسي للتنمية المستدامة في مصر، وأن
هذه الرؤية تم صياغتها في برنامج تطوير وتحديث قطاع البترول بمحاوره السبعة التي تغطى
كافة الأنشطة ويحقق رؤية جذب الاستثمارات في مجال البحث والاستكشاف والإصلاح الهيكلي
والتنمية البشرية وتحسين أداء أنشطة التكرير وتوزيع المنتجات البترولية وصناعة البتروكيماويات
وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة و تحسين أداء أنشطة الإنتاج وإستراتيجية التحول لمركز
إقليمى لتداول وتجارة البترول والغاز الطبيعى ودعم اتخاذ القرار وتدفق المعلومات وذلك
مع الالتزام الكامل بتطبيق معايير السلامة وتشجيع الابتكار وأخلاقيات العمل وتحقيق
الشفافية والكفاءة.
كما استعرض المهندس طارق الملا خلال اللقاء نتائج
الأعمال غير المسبوقة لقطاع البترول والغاز المصرى خلال السنوات الأربع الماضية موضحاً
نجاحه في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعى في نهاية سبتمبر2018بعد زيادة الإنتاج من حقول الغاز
المكتشفة بما أدى إلى تحول مصر من دولة مستوردة للغاز الطبيعى المسال عام 2015 إلى
دولة تمتلك فائضاَ من إنتاج الغاز وقادرة على الوفاء بالتزاماتها التصديرية السابقة
لافتا إلى نجاح مصر مؤخرا خلال شهر يونيه الحالي في تحقيق أعلى معدل إنتاج للثروة البترولية
في تاريخها بلغ حوالي 9ر1 مليون برميل مكافئ يومياً من الزيت الخام والغاز والمتكثفات.
وأوضح الملا أن تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة
الإنتاج المحلى من الغاز الطبيعى جاء على أثر تنفيذ 27 مشروعاً لتنمية حقول الغاز الطبيعى
من أهمها حقول ظهر وغرب دلتا النيل ونورس وآتول وذلك بإجمالي استثمارات 21 مليار دولار
تنتج نحو 8ر6 مليار قدم مكعب غاز يوميا إلى جانب 3ر41 ألف برميل متكثفات يوميا ساهمت
في زيادة إنتاج الغاز الطبيعى محليا بنسبة 50% في عام 2018 مقارنة بعام 2016 ثم تتضاعف
العام القادم بنسبة 100% مقارنة بالفترة نفسها، مشيرا إلى انه من المستهدف تنفيذ
11 مشروعا جديدا لتنمية حقول الغاز الجديدة باستثمارات حوالي 15 مليار دولار حتى منتصف
عام 2022.