بعد عام على الاجتماع الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، يبدو أن ترامب نجح بجدارة في بناء علاقة شخصية قوية مع كيم وفشل في إحراز تقدم على صعيد الجهود المبذولة لدفع بيونج يانج إلى التخلي عن ترسانتها النووية.
فقد وافق ترامب وكيم في قمتهما الأولى التي عقدت في سنغافورة على العمل من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل، مما يخفف من مخاوف الحرب بين بلديهما، لكن لم يتحقق تقدم كبير منذ ذلك الحين.. وتزايد التوتر مؤخرا مع استئناف كوريا الشمالية لبعض التجارب المحدودة للأسلحة والتحذير من "عواقب غير مرغوب فيها" إذا لم تكن الولايات المتحدة أكثر مرونة.
وفي خضم ذلك، أعلن ترامب أمس الثلاثاء للصحفيين خارج البيت الأبيض أنه تلقى رسالة وصفها بـ"الجميلة" من كيم، وتابع " لا يمكنني أن أريكم الرسالة، لكنها كانت رسالة شخصية للغاية ودافئة للغاية ولطيفة للغاية".
ولم يكشف ترامب عن أي تفاصيل، لكنه كرر أنه يعتقد أن كوريا الشمالية لديها "إمكانات هائلة"، وأن شيئا إيجابيا للغاية سيحدث..فيما لم تشر وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية إلى أي خطاب.
وأشارت شبكة (يورونيوز) الأوروبية - في سياق تقرير مطول لها نشرته اليوم الأربعاء - إلى أن التفاؤل الذي ولده الزعيمان بسنغافورة تبخر في فبراير الماضي عندما انهارت القمة الثانية التي عقدت في فيتنام، ومنذ ذلك الحين، اشتكت كوريا الشمالية من العقوبات الأمريكية، وقال كيم إنه سينتظر حتى نهاية العام قبل أن يقرر ما إذا كان سيتبنى "نهجا جديدا".
ولفتت الشبكة إلى أن كل طرف يؤكد استعداده للدخول في محادثات مع الطرف الآخر ولكن بعد تغيير سياسته، حيث تؤكد الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية بحاجة إلى إحراز تقدم يمكن التحقق منه نحو التخلي عن أسلحتها النووية قبل تخفيف أي عقوبات، بينما تصر كوريا الشمالية على أن الولايات المتحدة لم تفعل شيئا لمكافأة الخطوات التي اتخذت بالفعل.
وفي الأسابيع التي سبقت الذكرى السنوية الأولي لقمة سنغافورة - والتي تحل اليوم - حذرت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية مرارا وتكرارا من أن البيان الذي تم التوقيع عليه سيصبح بلا معنى إذا لم تتخل الولايات المتحدة عن مطالبة كوريا الشمالية بتفكيك ترسانتها النووية من جانب واحد.
ووفقا لوزارة الخارجية السنغافورية، كانت سفارة كوريا الشمالية تخطط لإحياء ذكرى القمة، ودعت مسئولين من سنغافورة، لكنها ألغت خططها في وقت لاحق.
وتصر كوريا الشمالية على أنها لا تزال على موقفها وملتزمة بما جاء في بيان قمة سنغافورة، الذي اعتبرت الشبكة الأوروبية أنه تضمن وعود غامضة لتحسين العلاقات، ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية في نهاية المطاف.
وفي الذكرى السنوية الأولى لقمة سنغافورة، أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أمس أنه من الممكن عقد قمة ثالثة بين ترامب وكيم، إلا أن الكرة في ملعب بيونج يانج /حسب وصفه/.
وقال بولتون" إن الولايات المتحدة تواصل بذل الضغوط، لأنه يبدو أن كيم لم يتخذ بعد قرارا استراتيجيا بالتخلي عن ترسانته النووية، فيما أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورجتوس عن ثقة بلادها في أن كيم وحكومته سيسلكون طريقا لمستقبل أكثر إشراقا للشعب الكوري الشمالي .. ذلك بالرغم من ضبابية الموقف الراهن.