السبت 23 نوفمبر 2024

الداخلية تناقش آليات مواجهة "ترويج الشائعات " عبر وسائل التواصل الاجتماعي

  • 12-6-2019 | 13:38

طباعة

 أكد اللواء دكتور، أحمد العمري ، مساعد وزير الداخلية ، رئيس أكاديمية الشرطة ، أن الحرب في هذا العصر لا تقتصر على النواحي العسكرية فحسب ، بل باتت تعتمد على التقنيات الفنية والمعلومات ، في ظل التطور الهائل للوسائل التكنولوجية.


جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمها، اليوم الأربعاء ، مركز البحوث بأكاديمية الشرطة حول "ترويج الشائعات عبر وسائل التواصل الإجتماعي وأثرها على أمن المجتمع ، مضيفا أن وزارة الداخلية وعلى رأسها اللواء محمود توفيق ، وزير الداخلية تبنت ملامح سياسة أمنية حديثة تواكب تحديات العصر ، في ظل التطور الهائل لوسائل التواصل الإجتماعي ، وسرعة تدفق المعلومات عبرها ، وأنه باتت من أولويات هذه الملامح مواجهة الشائعات ، ووضع آليات لمواجهتها ، والحد من تأثيرها على المجتمع .


وأضاف أن الأمن مسئولية مجتمعية مشتركة ، ولذا كان حرص أكاديمية الشرطة ومركز البحوث التابع لها على تنظيم مثل هذه الحلقة النقاشية للاستعانة بمختلف الخبراء في العديد من المجالات لمناقشة موضوع الترويج للشائعات التي بات بعضها "ممنهجا " من قبل أجهزة استخباراتية والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.


من جانبها ، أكدت الدكتورة سميحة نصر ، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، أن تعريف الشائعة هي مجرد خبر أو مجموعة من الأخبار الزائفة تنتشر وتتداول على العامة؛ ولا تستند لمصدر ، وتنتشر حول مواقع التواصل الاجتماعي ، وأنها قد تكون شائعات اقتصادية أوسياسية أواجتماعية ، وقد تكون من داخل أو خارج المجتمع أو "اتهامية " وقد تكون استطلاعية أو إسقاطية أو تبريرية أو خوف أو كراهية. 


وأضافت أن هناك مراحل مختلفة للشائعات ، أولها : الشك وتشجيع الأقليات ، وخلق حالة من عدم الثقة ، والتنبؤ ، وجذب الانتباه ، والميل إلى تصديق الشائعات ، والانحياز العاطفي ، والحالة الانفعالية للشخص. 


ولفتت الدكتورة نصر إلى أن خصائص الشائعة تتمثل في أنها تنطلق من واقع المجتمع ، وتأخذ حاجات الأفراد في عين الاعتبار وتتسم بالغموض ولا تنسب إلى مصدر، مشيرة إلى أن عوامل انتشار الشائعات هي الشك العام والقلق وسرعة تلقي الشائعات ، وعدم الثقة وسوء الوضع الاجتماعي وشيوع أنماط من التفكير الخرافي والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية والفراغ.


وتابعت أن هناك مصادر الشائعات هي : الواقع وصنع الخيال، مشيرة إلى أن هناك سمات شخصية لمروجي الشائعات ، وهي أنه لا يتمتع بضمير حي ، وليس لديه رقيب على أفعاله وغير ملتزم في الغالب بأوامر الدين ومندفع وسطحي وجاهل وعديم الثقافة وسلبي ويتميز في سمة الضبط الانفعالي. 


من جانبها ، أوضحت الدكتورة نعايم سعد زغلول ، مدير المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ، أن شبكة التواصل الإجتماعي "فيسبوك" هي المنصة الأكثر متابعة في مصر وبعدها "الانستجرام "و"تويتر" .


وأشارت إلى أنه في عام ٢٠١٨ ، كان القطاع الأكثر استهدافا من الشائعات هو قطاع التعليم ، ثم التموين ، والاقتصاد ، والصحة والتضامن، لافتة إلى أنه في عام "٢٠١٩ " الجاري، كان الاقتصاد هو القطاع الأكثر استهدافا للشائعات. 


وشددت على أن إتاحة المعلومات بصورة علمية هي أهم آليات الرد على الشائعات ، فيما أوضح الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الديار المصرية ، أن الجهل هو أحد أهم أسباب انتشار الشائعات ، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية تعتمد على الجهل لتنفيذ مخططاتها ، فضلا عن تدني الوازع الأخلاقي. 


وأضاف أن دار الإفتاء لديها مرصدا للفتاوي التكفيرية ومؤشرا للفتوى العالمي (الفتاوى المنتشرة ضد الدولة والإنسانية والدين ) و"الإسلاموفوبيا " ونبض الشارع ، من قبل فريق كبير من المتخصصين نظرا لخطورة الشائعات الدينية .


وأكد الدكتور مجدي عاشور أن الرد على الشائعة ليس أمرا هينا ، حيث يتطلب تجميع حقائق كثيرة علمية لمواجهتها .


وفي السياق ذاته ، أكد اللواء دكتور علي حسني ، وكيل الإدارة العامة للإعلام والعلاقات أن هناك تنسيقا كبيرا بين المركز الإعلامي لوزارة الداخلية وبين مختلف جهات الدولة ، لتتبع الشائعات ونفيها .


وأشار اللواء إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر وصل إلى ٤٤ مليون شخص ، وأن هناك انتشارا متزايدا لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي، فيما بلغت أعداد المتابعين على الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على شبكة "فيسبوك " ١٤ مليون متابع، وتم نفي عدد كبير من الشائعات ، وكان أخرها شائعة فرض رسوم على أصحاب الرخص "المنتهية" .


وحذر من أن هناك كما كبيرا من الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الإجتماعي تجاوزت الأربعة ملايين حساب .


فيما أوضح العميد شريف أبو الخير من قطاع الأمن الوطني أن هدف مروج الشائعة هو إحداث حالة من البلبلة في المجتمع حتي يحقق غايته ، لافتا إلى أنه لمواجهة والرد على الشائعات ، لابد من الاستناد على ثلاثة شروط ، وهي : أن تكون سريعة وفورية ؛ وحاسمة ولا تقبل تفسيرات مضادة ؛ وتامة ، لضمان عدم تواترها مرة أخرى .


وأثنى على دور وسائل الإعلام حيث تضطلع بجهود كبيرة للرد على الشائعات .

    الاكثر قراءة