السبت 15 يونيو 2024

موعد مع السعادة.. فى عيد اليتيم

6-4-2017 | 10:32

بقلم : إيمان حمزة

باقة حب لكل أبنائنا ممن فقدوا أحب الناس إليهم.. وباقة حب لكل إنسان يخلص فى تقديم الحب والرعاية لهم.. إنها دعوة للاحتفاء بكل يتيم ويتيمة لندخل الفرحة على قلوبهم.. دعوة للجميع تبدأ من هذا اليوم يوم اليتيم ولا تنتهى لتظل طوال العام.. دعوة للحب والتراحم لكل ابن وابنة ممن فقدوا الأب أو الأم أو كلاهما معا.. ففى الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام يأتى عيد اليتيم والذى يوافق مولد رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام فى التقويم الميلادى الموافق 12 ربيع الأول هجريا, وشاء الله أن يولد يتيما ليكون تشريفا بيتمه لكل يتيم فى الدنيا, ولد رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وقد مات والده عبد الله قبل ميلاده, وماتت أمه السيدة آمنة حزنا عليه وهو لم يتعد السادسة من العمر, وقد أوصانا رسولنا الكريم بكل يتيم لنعوضه حرمان حب وحنان الأم ورعاية وأمان الأب, وبشرنا بالفوز العظيم فى الدنيا والآخرة, وقال مؤكدا: "أحب بيت إلى الله هو بيت فيه يتيم يكرم", وأيضا أكد على ذلك: "أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة.. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى", فلنسارع إليهم بالحب والرعاية وحسن المعاملة والحفاظ على حقوقهم, وأولها الحق فى الحياة الكريمة, فقد جاءت الدعوة الربانية لنا صريحة في القرآن الكريم: "فأما اليتيم فلا تقهر", فلتكن دعوة لندخل الفرحة على كل من حولنا من أبناء الأقارب والأهل والجيران والمعارف وكل من نتعامل معهم ويتعاملون معنا فى الحياة, ولنعلم أبناءنا معنى الحب والرحمة والعطاء والإيثار بعيدا عن الأنانية ليشاركوا ببعض مما لديهم من لعب وملابس جديدة, ونحتضنهم بالحب والرعاية بكل ما يحتاج إليه أبناؤنا من اليتامى حتى لو توفرت لديهم كل الوسائل المادية, فهم دائما فى احتياج لهذه المشاعر الإنسانية الحانية من افتقاد الأم والأب, ولتكن دعوة للعودة لإعطاء كل يتيم حقه فى الميراث الشرعى الذى أقره الله تعالى له, وللأسف يطمع أقرب الناس إليه من ضعاف النفوس من الأهل ويسلبونه حقوقه, أيضا ما نراه فى بعض دور الرعاية من الجمعيات الأهلية والمؤسسات الحكومية التى تطمع فى التبرعات التى تأتى إليهم من أصحاب القلوب الرحيمة ويطمع فيها بعض القائمين عليها ممن لا يتقون الله فيهم, بل تصل أحيانا إلى سوء المعاملة من بعض العاملين والمشرفين بدلا من أن يرحموا ضعفهم ويتمهم, ولهذا يجب علينا جميعا كمجتمع ومسئولى الدولة أن تكون هناك رقابة حقيقية ودائمة على هذه الجهات لتنفيذ القوانين الملزمة لحماية أبنائنا والحفاظ على حقوقهم وتنفيذ العقاب الرادع والسريع, وأيضا من بعض الأهل والأوصياء الذين يتناسون توعد الله لهم بعذابه بقوله تعالى: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا", فلنسارع إلى كل هؤلاء اليتامى ونعوضهم بالحب والحنان والرعاية والأمان وبكل ما يحتاجون إليه فى الحياة كل بما يستطيع منا نتكامل ونتكافل كل بما يقدمه من قدراته من المال أو الوقت أو المجهود حتى تعم الفرحة قلوبهم ويجدوا الحب والأمان فى بيوتهم, وليكن حرصنا على أن يواصلوا تعليمهم ليكونوا نافعين لأنفسهم ومجتمعهم, ولنعين كل من بقى لديهم من الآباء أو الأمهات من الفقراء لمساندتهم بتوفير مورد رزق دائم بالمشروعات الصغيرة وتوفير فرص عمل للشباب والفتيات من اليتامى ودعمهم فى ترويج منتجاتهم بذلك نحميهم من أى خطر يحيط بهم, فننقذهم من التشرد وعصابات الشوارع لنساعد الجميع على إكمال رحلة الحياة على خير وجه, ونحميهم ونحمى أنفسنا من أن يتحولوا إلى قنابل موقوتة ضد مجتمع لم يرحمهم ويمد لهم يد العون فنكون بذلك طوق نجاة لهم وينعم الجميع بالسعادة.