انطلقت
صباح اليوم فعاليات الملتقى الأول من نوعه لمواجهة الفساد في القارة الأفريقية،
وهو المنتدى الذي وصفه برلمانيون وخبراء بأنه يستهدف وضع خطة قارية لمواجهة الفساد
وتبادل التجارب والخبرات بين دول القارة، ويعظم التعاون فيما بينها، موضحين أن كلمة
الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بالملتقى استعرضت تجربة مصر في هذا المجال وما
حققته من نجاحات.
كان الرئيس
قد شهد اليوم الأربعاء افتتاح أعمال المنتدى الإفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ،
والذي تستمر فعالياته لمدة يومين بمشاركة 51 دولة إفريقية و4 دول عربية.
وينعقد المنتدى
بناءً على المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي في يناير العام الماضي ٢٠١٨ أثناء مشاركته
في القمة الافريقية السنوية للقادة الأفارقة، لعقد المنتدى الأول من نوعه في مصر مواكبة
لرئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
ويمثل المنتدى
ملتقى مستداما للحوار بين دول القارة لتبادل المعلومات والخبرات والتوعية بشأن التدابير
والتجارب الوطنية ذات الصلة لمواجهة الفساد تفعيلًا للالتزامات القارية والدولية ولبحث
كيفية تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه منع ومكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق
الحكومي الأفريقي في هذا المجال.
ويشارك في
المنتدى عدد من الوزراء، ورؤساء هيئات مكافحة الفساد، وأجهزة المحاسبات، والكسب غير
المشروع في الدول الأفريقية فضلا عن أكثر من 200 مسئول من 51 دولة أفريقية.
ملتقى لنقل
خبرات
عاصم عبد المعطي،
رئيس المركز المصري للشفافية ومكافحة الفساد، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان
سباقا في دعوته لعقد المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد الذي يواكب مجموعة من الفعاليات
التي تستضيفها مصر متعلقة بالقارة الأفريقية ومن بينها بطولة الأمم الأفريقية المقبلة
التي تعتبر ملتقى للشباب الأفريقي.
وأوضح عبد
المعطي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنتدى اليوم يضع حجر أساس لدور
مصر الريادي في القارة وعودة العلاقات المصرية الأفريقية لسابق عهدها، ويحقق مكاسب
ليست فقط على مستوى مكافحة الفساد إنما على المستوى الإقليمي والسياسي والأمني، مشيرا
إلى أن المنتدى يشارك فيه عدد كبير من المسئولين المصريين ومن بينهم وزيري الداخلية
والعدل.
وأضاف إن هذه
المشاركة تستهدف نقل خبرات مصر القضائية والقانونية في مكافحة الفساد، وكذلك خبراتها
الأمنية في مكافحة الفساد والجريمة المنظمة والإتجار بالبشر والممنوعات ونهب الثروات
والمال العام، ما يدعم الدول الأفريقية للاستقرار والقضاء على الفقر.
وأشار إلى
دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لمجال مكافحة الفساد عبر تفعيله للأكاديمية الوطنية لمكافحة
الفساد المنبثقة عن هيئة الرقابة الإدارية، وتقديمه 250 منحة للأفارقة، مضيفا أن هذا
كان له انعكاس على المستوى القاري حيث طلبت 36 دولة أفريقية دعم مصر في مكافحة الفساد
بما يؤكد قدرة مصر عبر كوادرها البشرية أن تقوم بالكثير من الأدوار للقارة.
وأكد أن مشاركة
الدول العربية الأربع المشاركة في المنتدى كضيوف شرف تمتلك كفاءة في مجال الحوكمة في
مكافحة الفساد، مضيفا أن الحوكمة تعني المسائلة والمساواة والمسئولية والشفافية والتي
هي مضمون مكافحة الفساد.
عرض تجربة
ورؤية مصر
ومن جانبه
قال اللواء حمدي بخيت، عضو لجنة الشئون الأفريقية، إن المنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد
اليوم يعقد في توقيت غاية في الأهمية للقارة الأفريقية لتنظيم أداء الدول الأفريقية
كحكومات وكمؤسسات في مجال الحوكمة، مضيفا أن الفساد في القارة الأفريقية استشرى بشكل
كبير، والعبرة في مواجهته هي وجود نظام حوكمة به أجهزة رقابية.
وأكد بخيت،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنظمات العالمية تفرض على دول العالم أن
تخضع لنظما محدد في الحوكمة ومراقبة الأنشطة داخل أجهزة ومؤسسات الدولة، وهذا لن يتحقق
إلا بوجود وعي بأهمية مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال رئاسته
للاتحاد الأفريقي يتبنى العديد من المبادرات منها إسكات البنادق والحوكمة ومكافحة الفساد.
وأضاف إن الفساد
في القارة الأفريقية أدى لانحدار مستوى شعوبها في التعليم والصحة والبعد الاجتماعي،
ولا بد من وضع نظام حوكمة قوي ومراقبة لأوجه صرف أموالها، مشيرا إلى أن كلمة الرئيس
اليوم في المنتدى تناولت تجربة مصر في مجال محاربة الفساد ورؤيتها لهذا الشأن، حيث
أن الدولة بلا شك حققت نتائجا إيجابية ولا تزال مستمرة في مكافحته.
وأوضح أن ينبغي
اقتلاع الفساد من جذوره لأنه آفة إن استمرت في جسد أية دولة ستدمره ويؤثر على الروح
المعنوية والولاء والانتماء للمواطنين، مضيفا إن جهود الدولة المصرية مستمرة للقضاء
على الفساد بشكل تام.
خطة خارطة
قارية
وقال حاتم
باشات، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن المنتدى الأفريقي لمكافحة
الفساد بشرم الشيخ اليوم هو الأول من نوعه على مستوى القارة، وهو أحد ثمار جهود
الدبلوماسية الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي لحماية القارة الأفريقية بكافة
السبل ومواجهة الفساد الذي هو آفة تهدد مستقبل القارة الأفريقية.
وأوضح
باشات، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التقديرات تشير إلى فقد القارة
الأفريقية نحو 50 مليار دولار سنويا نتيجة للتدفقات المالية غير المشروعة، مؤكدا
أن مصر تبذل جهدا كبيرا في سبيل مواجهة الفساد وحققت تقدما، وهناك العديد من الدول
في القارة تبذل جهودا في هذا الشأن وحققت نجاحات.
وأكد أن
المنتدى سيضع خطة للقارة الأفريقية لكيفية التحرك والعمل لمواجهة الفساد لأن القارة
تمتلك خيرات وخبرات، مشيرا إلى أهمية أن إدراك مخاطر الفساد لأنه استمراره سيقضي
على جهود الدول في التنمية المستدامة أو النهوض بالأوضاع المعيشية في أي مجال.
وأشار إلى
أن المنتدى هو فرصة لعرض مصر خبراتها في مجال مكافحة الفساد عبر أجهزتها المتخصصة والاستفادة
من تجارب الدول التي حققت تقدما في هذا المجال مثل روندا وجيبوتي ونقل هذه الخبرات
إلى دول الجوار.