الإثنين 3 يونيو 2024

٩ آلاف جنيه زيادة فى تكاليف الرحلة الدولار يحرم الأقباط من زيارة القدس

6-4-2017 | 11:33

 

تقرير: سارة حامد

 الأزمات التى خلفها قرار حكومة المهندس شريف إسماعيل بـ«تحرير سعر الصرف»، وفشلها حتى وقتنا الحالى فى السيطرة على ارتفاع سعر العملة الصعبة «الدولار الأمريكى» فى السوق، لم تتوقف عند حد الزيادة فى السلع والمستلزمات الأساسية، لكنها وصلت أيضا إلى الرحلات الدينية، وتحديدا رحلات الأقباط إلى القدس، التى اعتادوا القيام بها فى إبريل من كل عام.

العام الحالى، ومع استمرار ارتفاع الدولار، تراجعت أعداد الراغبين فى السفر إلى الأراضى المقدسة، حيث تشير الأرقام الأولية إلى أن الأعداد لم تتجاوز حد الـ ٤ آلاف قبطى، وهو رقم يمثل نصف عدد الأقباط الذين كانوا يقومون بتلك الزيارة كل عام.

«الخوف من الدخول فى أزمة مع الكنيسة».. كان حتى فترة قريبة فى مقدمة الأسباب التى تعمل على تقليل أعداد الأقباط المتجهين لزيارة الأراضى المقدسة، لكن جاء ارتفاع سعر الرحلات ليحتل صدارة قائمة الأسباب، وهو ما أكده فيتكور عدلى، صاحب إحدى شركات السياحة التى تنظم رحلات إلى القدس، والذى أكمل بقوله: عدد المقدسين الأقباط الزائرين للقدس انخفض للنصف هذا العام بسبب ارتفاع سعر الدولار، والذى دفع الكثيرين من المسيحيين، ومنهم الذين لم ينقطعوا عاما عن الزيارة، للامتناع عن السفر هذا العام.

وفيما يتعلق بأسعار الرحلات، قال: أسعار العام الماضى كانت تتراوح حول ١٦ ألف جنيه للفرد الواحد شاملة الطيران بحوالى ٤٣٠٠ جنيه، وبقية المبلغ يتم تقسيمه بين الإقامة فى الفنادق والغذاء، لكن هذا العام ارتفعت الضعف عن العام الماضى لتصل إلى ٢٧ ألف جنيه، وهو ما خفض الإقبال إلى أقل من النصف ليبلغ عدد الأقباط الزائرين القدس هذا العام حوالى ٤ آلاف شخص بعد أن بلغ ٩ آلاف قبطى مقدس خلال العام الماضي، مع الأخذ فى الاعتبار أن السوق شهد زيادة فى أعداد الشركات السياحية التى تتولى عملية تنظيم الرحلات إلى القدس، فهناك ٢٥ شركة تحجز وتسفر المقدسين الأقباط هذا العام رغم أنها لم تكن تتعدى ٤ شركات خلال العام الماضي.

وحول الطوائف الأكثر إقبالا قال:   المسيحيون الإنجيليون هم أكثر الطوائف التى تسافر إلى القدس، ويأتى المسيحيون الكاثوليك فى المرتبة الثانية، بينما يحتل الأقباط الأرثوذكس المرتبة الأخيرة رغم كونها الكنيسة التى تحظى بأغلبية المسيحيين فى مصر إلا أن التزام البعض بقرار البابا الراحل شنودة الثالث يعد سببا فى ذلك. وأكمل: منذ ٤٠ عاما أعمل فى السياحة والتسفير إلى القدس لم أعان ركودا مثل هذه الفترة، مكسبى عن كل شخص يتراوح مابين ٢٠٠ إلى ٥٠٠ جنيه، لذا قررت هذا العام أن أكتفى بتسفير فوج واحد يتكون من ٢٠ شخصا، وتنتهى مهمة الشركة بحجز الطيران وفندقا بجوار كنيسة القيامة فى القدس.

لم تصدق السيدة الخمسينية»نادية ميخائيل، نفسها حين فاجأها كاهن كنيستها بموافقته على سفرها لزيارة القدس، قائلا: «إشمعنى انتِ وجوزك.. يلا سافروا»، وقالت: أتمنى أزور القدس كل عام دون انقطاع لكن ضيق ذات اليد لن يسعفني، وأيضا سعيدة أنى قدّست قبل مضاعفة أسعار السفر للقدس لكن فى حال امتلكت مالا وفيرا سأسافر مجددا حتى وإن ارتفع سعر رحلات السفر للقدس إلى ١٠٠ ضعف.

زوجها المقدس عماد جرجس،٦١ سنة، قاطعها بقوله: ٣٠ ألف جنيه إجمالى ما دفعته العام الماضى لإحدى شركات السياحة للسفر إلى القدس، ولم ننفق أموالا خلال رحلتنا فى فلسطين لأن جميع التنقلات والوجبات والإقامة كاملة ضمن المبلغ المدفوع مقابل سفرى وزوجتى لكن تلك الأسعار ارتفعت هذا العام للضعف.

قبعة صفراء وحاملة عنق فسفورى وواق للصدر بنى اللون، الزى الموحد الذى يرتديه الوفد القبطى المصرى التابع لشركة سياحية ليميزه بين الوفود الزائرة لقبر المسيح وكنيسة القيامة والمزارات والكنائس الأخرى، بحسب «نادية ميخائيل» التى أضافت: ٨ أيام كانوا أسعد فترة فى حياتي، شباب تتراوح أعمارهم ما بين ٣٥ و ٤٥ عاما وأيضا زائرون كبار فى السن، لم يهتموا بتوجيه الاتهامات لهم بالتطبيع مع إسرائيل حال سفرهم إلى القدس وكان مقصدهم زيارة قبر المسيح.