أكد الرئيس الصيني شي جين بينج أهمية تعزيز قدرة
منظمة شنجهاي للتعاون على مواجهة المواقف المعقدة، واتخاذ تدابير كاملة وشاملة لمكافحة
"قوى الشر الثلاث" التي تتمثل في الإرهاب والانفصالية والتطرف، ومنع عودة
المتطرفين الإرهابيين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الصيني أمام القمة
الـ19 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء لمنظمة شنجهاي للتعاون في بيشكك بحضور رؤساء روسيا
فلاديمير بوتين، وكازاخستان قاسم-جومارت توكاييف، وقرغيزستان سورونباي جينبيكوف، وطاجيكستان
إمام علي رحمان، وأوزبكستان شوكت ميرضيائيف، ورئيس وزراء باكستان عمران خان، ورئيس
الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وقال بينج إنه ينبغي التمسك بالقيم الأساسية
والأفكار المشتركة لمنظمة شنجهاي، والالتزام بالمقاصد والمباديء التي حددها ميثاق المنظمة
ومعاهدة الصداقة والتعاون القائمة على حسن الجوار طويلة الأجل، وتعزيز الثقة السياسية
المتبادلة، وزيادة الدعم المتبادل، وتعزيز تقارب المصالح، وخلق ظروف أكثر ملاءمة لتعميق
التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.
وأضاف بينج أنه يفضل التركيز على الجهود في تحسين
قدرة المنظمة على مواجهة المواقف المعقدة واتخاذ تدابير كاملة وشاملة لمكافحة
"قوى الشر الثلاث" ومنع عودة المتطرفين الإرهابيين، مطالبا بضرورة اعتبار
بدء تنفيذ "اتفاقية منظمة شنجهاي للتعاون لمكافحة التطرف" فرصة سانحة لمنع
انتشار الأفكار المتطرفة بصورة فعالة.
وتابع بينج أن منظمة شنجهاي تؤيد بحزم عملية
السلام والوفاق في أفغانستان، وستحسن فعاليات "تواصل المنظمة" في هذا البلد،
من أجل لعب دور بناء في تحقيق السلام والوفاق والاستقرار والتنمية، معربا عن رغبة الجانب
الصيني في مواصلة بذل جهوده في إعادة الإعمار السلمي في أفغانستان.
ودعا الرئيس الصيني إلى ضرورة دفع إجراء المزيد
من الترتيبات الآلية لتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار واستخدام معرض الصين الدولي
للواردات وغيرها من منصات التعاون التشاركية لدفع الانفتاح والتبادلات والاندماج للاقتصاد
الإقليمي.
وشدد بينج على ضرورة دفع ربط مبادرة "الحزام
والطريق" مع استراتيجيات التنمية للدول ومبادرة الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي
وغيره من مبادرات التعاون الإقليمية، ورفع مستوى ارتباط خطوط السكك الحديدية والطرق
العامة وخطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي، وتعزيز التعاون في الاقتصاد الرقمي والتجارة
الالكترونية والذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة وغيرها من المجالات، مبديا استعداد
الصين لإنشاء قاعدة نموذجية للتبادلات والتدريبات للتكنولوجيا الزراعية لمنظمة شنجهاي
للتعاون في مقاطعة شانشي الصينية لتعزيز التعاون في مجال الزراعة الحديثة مع دول الإقليم.
وأشار بينج إلى ضرورة إضافة قوة دافعة مستدامة
لصداقة الأجيال والتنمية المشتركة لشعوب دول منظمة شنجهاي للتعاون، وتعميق التعاون
في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والرياضة ووسائل الإعلام وغيرها، وتكثيف التبادلات
بين النساء والشباب، مطالبا مختلف الأطراف إلى تطبيق وثائق التعاون الإقليمي التي وافقت
عليها هذه القمة.
كما دعا الرئيس الصيني منظمة شنجهاي للتعاون
إلى تحمل المسؤوليات الدولية المستحقة، في ظل التحديات العالمية المتزايدة، وتكثيف
التنسيق والمحافظة على النظام الدولي الذي يتخذ الأمم المتحدة محوره، وتعزيز التعددية
وحرية التجارة لدفع النظام الدولي ليتطور إلى اتجاه أكثر عدالة وعقلانية.