حوار: شنودة سعد
مستشفى «٥٠٠ ٥٠٠»يسع ألف سرير و٦٠ غرفة عمليات و١٥ جهاز اً للعلاج الإشعاعي.. عبارات أكد عليها الدكتور إبراهيم فخر نائب مدير معهد الأورام.. وممثل المالك لشئون مشروع المعهد القومى للأورام الجديد(٥٠٠٥٠٠)، مضيفًا أن «٥٠٠ ٥٠٠».. كان أول رقم حساب تم فتحه لتلقى التبرعات فتم استعماله كرقم سهل التمييز والمواطنون ارتبطوا به فكانت التسمية.
وقال «فخر» فى حوار ه البداية كانت فى بناء مبنى جديد للأورام، ثم تطورت الفكرة إلى بناء مدينة طبية كبيرة نستطيع من خلالها تقديم كل الخدمات، لافتًا إلى أن المستشفى الجديد بالشيخ زايد يوفر أماكن و ندرس توفير أماكن المترددين..بالإضافة إلى أن يكون المستشفى صديقا للبيئة سيتم توفير للمياه بنسبة ٦٠٪.
ماذا تعنى كلمة مستشفى «٥٠٠ ٥٠٠»؟
فى البداية دعنا نتحدث عن المعهد القومى للأورام وهو معهد تابع لجامعة القاهرة وتم بناؤه فى الستينيات، وفى ذلك الوقت كان لا يوجد أى مكان يعالج الأورام غير هذا المعهد، وهذا المكان ليس فقط لعلاج الأورام؛ لكن لأبحاث الأورام وأيضا لوضع السياسة العلاجية للأورام فى مصر، وبمرور الأعوام بدأت أعداد المرضى تتزايد وأصبح معهد الأورام فى فم الخليج المكان لا يستوعب تلك الأعداد، بالإضافة إلى حدوث تطور فى العلم جعل المكان غير مناسب لتطبيقها، فضلا عن أنه حدث تطور كبير ليس فقط فى العلاج؛ لكن أيضا فى المعاملة مع المريض من خلال خدمات المفترض أن تقدم آلية، وكان هناك أيضًا مشكلة هندسية فى أحد المباني، الذى كان يمثل٦٠٪ من قوة وعمل المعهد.. وبسبب تلك المشكلة تم إغلاق المبنى، وأصبح هناك مشكلة فى غرف العمليات والأسرة.. كل ذلك جعلنا نفكر فى بناء مبنى جديد للأورام وتطور الفكر إلى بناء مدينة طبية كبيرة نستطيع من خلالها تقديم كل الخدمات.
وتم نقل الفكرة إلى الواقع وتم تخصيص أرض تابعة لجامعة القاهرة فى مدينة الشيخ زايد بـ٦ أكتوبر بمساحة٤١ فدانا، والصافى منها ٣٤ فدانا وتم تصميم المشروع وفقا لأحدث وأشمل المعايير العلمية والهندسية العالمية بما يضمن العناية بالمرضى، حيث قام بتصميم المشروع المكتب الأمريكى سيكدمور اوينغز ميريل، وهو من المكاتب واسعة الخبرة فى تصميم المستشفيات، لاسيما المختصة بأبحاث وعلاج السرطان، وهو يعتبر من ضمن المكاتب ذات الخبرة العالية.
ولماذا تم اختيار المكان فى مدينة الشيخ زايد.. وماذا عن اسم»٥٠٠ ٥٠٠»؟
اسم المشروع هو»المعهد القومى للأورام الجديد» وهو امتداد للمعهد القومى الحالى التابع لجامعة القاهرة، و٥٠٠ ٥٠٠ كان اول رقم حساب تم فتحة لتلقى الطلبات والتبرعات، فتم استعماله كرقم سهل التمييز، بالإضافة إلى أن المواطنين ارتبطوا بهذا الرقم فكانت التسمية لهذا السبب، بالنسبة للمكان كان له عوامل اختيار أولا أن معهد القومى للأورام فى جامعة القاهرة، وبالتالى كان لابد من اختيار مكان قريب للجامعة، وكانت مدينة الشيخ زايد هى أقرب مكان فى ذلك الوقت مقارنة بمناطق أخرى، والشىء الثانى وهو الاحتياج إلى مساحة كبيرة لإقامة أفضل وأكبر التجهيزات، والمساحة، التى تم توفيرها كانت تناسب الفكرة والتخطيط وكل ما تريد تنفيذه، بالإضافة إلى أن هذا المكان هو مكان حيوى سهل المواصلات، وسهل الحركة وهذه نقطة مهمة، لأن كلما توافرت المواصلات يستطيع المريض الوصول فى أى وقت بدون عائق، وتم عمل دراسة مرورية مستفيضة، وتوفير أماكن لانتظار سيارات لكل العاملين والمترددين نحو (٤.٧٠٠) مكان انتظار سيارة وحافلة، فكان اختيار المكان محل اهتمام من جميع الاتجاهات.
وما مكونات مستشفى «٥٠٠ ٥٠٠»؟
هو مستشفى تعليمى متخصص ومتكامل لعلاج كافة الأعمار بسعة ما يزيد على ألف سرير بالقسم الداخلي، و٥٠٠ بوحدة علاج اليوم الواحد، فضلًا عن ٦٠ غرفة عمليات كبرى، و١٥ جهازا للعلاج الإشعاعي.. وبهذا يعد من أكبر المستشفيات المتخصصة لعلاج الأورام على مستوى العالم. بالإضافة إلى المبنى الإدارى التعليمى البحثي، ويضم إدارتى المستشفى والمعهد ومكاتب الأبحاث الإكلينيكية ومكاتب الأقسام الإكلينيكية ومركز التعاون العلمى الدولي، و٣ مراكز للتدريب والمؤتمرات، وصالات وقاعات، هذا بالإضافة لمكتبة ورقية وإلكترونية متطورة متخصصة فى علوم السرطان المختلفة.
إلى جانب مركز متكامل لأبحاث السرطان المتطورة، ويضم معامل الأبحاث التى تغطى كافة العلوم الخاصة بالوقاية وتشخيص وعلاج الأورام، كما يشمل منشأة متكاملة ومعتمدة لحيوانات التجارب الدوائية والجراحية، وبنوك للجينات الوراثية المرتبطة بالسرطان والخلايا الجذعية.. بالإضافة إلى معهدى إعداد تمريض ومساعدى تمريض الأورام، والهدف من ذلك التغلب على أزمة أعداد التمريض والوصول إلى أكبر عدد من التمريض، بالإضافة إلى إعدادهم إعدادا جيدا.
وماذا عن مراحل المشروع؟
المشروع تم تقسيمه على ثلاث مراحل، بالإضافة إلى المرحلة الرابعة، وهى مرحلة مركز الأبحاث والتدريس، وهذه المرحلة ليست بالضرورة أن تأتى الأخيرة.. وتم العمل فى أولى مراحل إنشاء المشروع، ببدء حفر أساسيات مبانى المرحلة الأولى وتشمل: مستشفى تعليميا متخصصا ومتكاملا لعلاج كل الأعمار وكل أنواع الأورام بسعة ٣٤٠ سريرا بالمكونات الآتية، ٦٠ سرير رعاية مركزة ومتوسطة للجراحة والباطنة، و١٨ سريرا لزرع نخاع العظام، و٢٦٠ سرير مرضى بالقسم الداخلي، و٢١ غرفة عمليات كبرى، ووحدات الأشعة التشخيصية والتداخلية، وجناح العينات والمناظير، ومبنى العيادات الخارجية، ووحدة العلاج الكيميائى لليوم الواحد(٩٠ كرسى علاج أطفال وكبار)، ووحدة العلاج التلطيفى لليوم الواحد (٢٠ سرير علاج أطفال وكبار)، واستقبال طوارئ الأورام( يضم ٢٦ سريرا أطفال وكبار)، كافة الخدمات الطبية والإدارية المعاونة.. أما المبنى الإدارى التعليمى البحثى فيضم إدارتى المستشفى والمعهد ومكاتب الأبحاث الإكلينيكية ومكاتب الأقسام الإكلينيكية، وهناك مبنى سكن للأطباء والتمريض، وأيضًا محطة القوى والخدمات المركزية.. فالمرحلة الأولى بها كل الخدمات والاحتياجات الأساسية.. فالأعمال حاليا فى المرحلة الأولى مستمرة، وتم الانتهاء من دراسات التربة والدراسات المساحية، وتم حفر كمية كبيرة تحت الأرض، والمبانى سيكون لها أدوار تحت الأرض وفوقها.
حدثنا عن تصميم هذا الصرح الطبى الكبير؟
حرصنا منذ البداية على الاهتمام بكل الأشياء، وكانت البيئة هى النصيب الأول فتم عمل دراسة بيئية على أثر المستشفى على البيئة المحيطة، وكل ما يحيط بها حتى لا تسبب أى مشاكل أو أى أضرار، وبعد هذه الدراسة حصلنا على موافقة من وزارة البيئة، وحرصنا أيضا على أن يكون هناك معالجة تامة للنفايات على الرغم من كبر حجمها، بالإضافة إلى معالجة تامة للغازات التى تخرج من المعامل، حتى المياه يتم معالجتها من خلال محطة معالجة كاملة، وحتى يكون المستشفى صديقا للبيئة بأقصى صورة حرصنا أن نستغل تلك المياه فى تشغيل التكييفات ومن خلال ذلك سيتم توفير للمياه بحوالى ٦٠٪، أيضا هناك محطة توليد طاقة كهربائية بالطاقة الشمسية فوق سطح المستشفى بمساحة كبيرة مما يساعد فى توفير جزء من الطاقة، وأغلبية إنارة المستشفى ستكون بالطاقة الشمسية، فالهدف هو التقليل من استهلاك الطاقة، وتم عمل نظام سيطرة وإدارة بحيث يتم التحكم فى غلق وفتح الإضاءة حسب الاستهلاك والحاجة.. وكان الالتزام الكامل بأعلى مستوى من «معايير الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة» (LEED GOLG) ومعايير «الهرم الأخضر» المصرية للحفاظ على الطاقة والبيئة المحيطة، شاملا الاستفادة بالطاقة الشمسية قدر الإمكان، وأيضًا المحافظة على البيئة المحيطة من حيث التعامل الآمن مع المخلفات الخطرة أثناء البناء وبعد التشغيل، من خلال دراسة بيئية عميقة.
وماذا عن الإمكانيات والتجهيزات الموجودة داخل المستشفى؟
هذا المستشفى لم يصمم لمعالجة المريض فقط؛ وإنما هى رحلة علاجية للمريض، فكل خطوة كانت محل اهتمام حتى يحظى المريض بأفضل فرص مساندة وعلاج، فكان الالتزام الكامل بأعلى مستوى من «المعايير المعمارية الطبية الأمريكية للمستشفيات»(FGI) الأزمة للاعتماد من «اللجنة الأمريكية للمستشفيات»(JCI)، ودائمًا نجد فى المستشفيات التركيز فقط على العلاج والدواء، إنما مريض الأورام مختلف لأنه يحتاج إلى المساندة والدعم النفسى بجانب العلاج، وهذا ما حرصنا عليه فى تصميم المستشفى.. وعلى سبيل المثال تم تصميم كل غرف المرضى باتجاه الوجه الخارجى حتى يشاهد أمامه الأشكال البهية من حدائق وزهور مما يسبب بهجة طيبة لدى المريض.
حرصنا أثناء التصميم أيضا على أن يكون متواجدا مع المريض أهله وأقاربه؛ ولكن بشرط ألا يؤثروا على الخدمة الطبية، فتم توفير أماكن مناسبة لهم من كافيهات ومطاعم ومقاعد للجلوس وبوابات معينة للدخول والخروج، وكل ذلك الهدف منه هو أن يجد المريض أقاربه بجانبه وهذه نقطة فى غاية الأهمية، لأن وجود الأقارب بجانب المريض تعطى جانبا نفسيا قويا، والجانب النفسى لدى المريض هام للغاية، فكان الاهتمام بوجود أطباء نفسيين داخل المستشفى، وأيضا العيادات الخارجية، كان لها نصيب كبير فى التصميم والتخطيط، فحرصنا أن يكون هناك مدخل خاص مستقل بأماكن انتظار خاصة بها، بحيث يستطيع المريض الدخول بالسيارة إلى باب العيادة دون تعب أو مشقة، بالإضافة إلى توفير شخص مرافق له.
ومن الأشياء المهمة، التى كانت محل اهتمام هو توافر كافة الأجهزة والمعدات وتقديم أكبر عدد من الخدمات المطلوبة، بحيث يسهل على المريض إجراء كل ما يريده فى أقل وقت، وحرصنا أيضًا على أن يكون هناك توافر لكل التخصصات المساعدة بعيدا عن الأورام حتى نساعد المريض فى عدم الذهاب إلى أماكن أخرى، فالمريض أحيانا إلى يحتاج إلى تواجد بعض التخصصات أثناء العلاج أو المتابعة، على سبيل المثال تخصصات «القلب_ الصدرية _الغدد».. أما عن المعاقين فالمستشفى سيكون صديقا لهم فى كل أماكنه، سواء كانوا مرضى أو زوارًا، فتم توفير كافة الخدمات والاحتياجات المطلوبة لهم، وهذه الخدمة غير منتشرة فى مصر كثيرا.. والاهتمام أيضًا بالأطفال قوى للغاية، سواء كانوا الأطفال المرضى أو المرافقين، وذلك من خلال توفير أماكن للألعاب ووجود مسرح لعرض بعض الأشياء تحمل مضمون ترفيهى أو تعليمي، بالإضافة إلى توفير خدمة «واى فاي».. وتم توفير ١٢ غرفة مناظير متكاملة بكل أنواعها، وأيضا توفير الأشعة التداخلية وفى المرحلة الأولى سيتم توفير ٤ أجهزة، وحرصنا على وجود وحدة اكتشاف مبكر وهى ذات أهمية، كذلك وجود وحدات الصيدلة الإكلينيكية، التى يكون لها دور مهم فى العلاج بشكل سريع من خلال تحضير الدواء فى وقت أقل فيسهل على المريض السرعة فى أخذ الدواء، بالإضافة إلى عدم الانتظار.
ونعمل حاليا إلى وجود خدمة كول سنتر، بحيث يكون هناك تنسيق بين المريض والمستشفى للاستعلام عن مواعيد الحجز، وأيضًا الاستفسار عن أى شىء يريده المريض، وسنعمل من خلال هذه الخدمة على توفير بعض الخدمات الطبية الطارئة من استشارة أو معلومة.. الانتقالات داخل المستشفى ستكون ميسرة تمامًا وأيضًا ستكون مريحة بالنسبة للمرضى أو الزوار، وذلك من خلال وجود السلالم المتحركة والأسانسيرات المتواجدة.. وهناك نظام حديث سيتم استخدامه وهو نقل الأدوية والعينات المطلوبة للغرف والحجرات الموجود بها المريض عن طريق شبكة أنابيب متصلة بكل غرفة، وهذا النظام سيساعد كثيرا فى توفير الوقت والسرعة فى أخذ الدواء.. وجود طوارئ لمرضى الأورام يعمل على مدار ٢٤ ساعة بطاقة استيعابية كبيرة، وتوافر جهاز أشعة علاجية وجهاز أشعة مقطعية داخل غرفة العمليات، وتوافر بنك دم كبير بكل مشتقاته وتجهيزاته.. والأجهزة والمعدات الموجودة ستكون على أعلى مستوى وأفضل جودة، وهذا ما حرصنا على الاهتمام به، وبشكل عام الخدمة ستكون متكاملة وعلى قدر عال من التطوير.
وماذا عن تكلفة العلاج.. هل ستكون مجانا أم سيكون هناك مقابل مادى؟
المستشفى هو امتداد للمعهد القومى للأورام، وداخل المعهد يتم علاج المريض مجانا، أو أن هناك بعض المرضى التأمين هو من يتحمل التكلفة، وهذا النهج سيتبع أيضا داخل المشروع الجديد، ففى النهاية سيحصل المريض على الخدمة والعلاج مجانا، ودائما الباب مفتوح أمام الجميع بكل الفئات والأعمار، والهدف هو تقديم أفضل خدمة وأعلى رعاية.
من أين كان تمويل هذا الصرح الضخم؟
فى البداية جامعة القاهرة هى من تبرعت بالمكان فى الشيخ زايد بمدينة ٦ أكتوبر والتمويل قائم على تبرعات المصريين وأصحاب القلوب الرحيمة لإنشاء وتجهيز هذا المشروع، هذه خدمة للمصريين ويدعمها المصريين أيضًا.
وكيف سيكون الاهتمام بالبحث العلمى؟
المعهد القومى للأورام من الأماكن، التى تحرص على الاهتمام بالأبحاث العلمية، وكل ما يكتب وينشر عن مجال الأورام، وهناك مشاركة بصفة مستمرة بأبحاث كثيرة عالمية والوضع سوف يتسع أكثر مع مركز الأبحاث الجديد، الذى سوف يقام، وهناك اهتمام كبير بالمجال البحثي، بالإضافة إلى وجود المؤتمرات والكورسات التى سوف نحرص على تعظيمها بشكل قوى.
وما الجديد الذى حرص المستشفى على توفيره؟
وجود كل مريض فى غرفة منفردة؛ وذلك لمكافحة العدوة، وأيضا وجود جهاز الأشعة العلاجية داخل غرفة العلميات ووجود «الروبوت الجراحي» وهو الإنسان الآلى الجراحي، أيضا المستشفى كله موفر للطاقة، ووجود نظام هام وهو نظام نقل الأدوية عن طريق أنابيب الهواء بالهواء المضغوط.