الجمعة 29 نوفمبر 2024

د. شريف مأمون.. رئيس أقسام الجراحة بالمعهد: الجراحات لا تعترف بـقوائم الانتظار

  • 6-4-2017 | 12:39

طباعة

 

 

جراحات الأورام لم تعد فقط مجرد استئصال ،لكن أن نضمن للمريض أن يعيش حياته بطريقة سليمة وأقرب إلى الطبيعية، بهذه العبارة بدأ د. شريف مأمون، رئيس أقسام الجراحة بالمعهد القومي للأورام حديثه مع «المصور»، موضحا أن بداية معهد الأورام اعتمدت في الأساس على الجراحة.

رئيس أقسام الجراحة بالمعهد القومي للأورام، تحدث أيضا عن التطورات التي لحقت بجراحات الأورام، واستخدام أحدث التقنيات ولعل أحدثها جهاز «الروبوت».

د.مأمون كشف كذلك العمل حاليا على إعادة هيكلة لقسم جراحة الأورام، وإضافة تخصصات جديدة قريبا وهى جراحة أورام المخ ولدينا مخططات لزيادة أعداد الجراحين استعدادا للتوسع الأكبر في معهد الأورام القومي ٥٠٠٥٠٠ .

.. وإلى نص الحوار:

 

 

الجراحة هى بداية علاج الأورام في المعهد فكيف كانت البداية ؟

بدأ معهد السرطان في الأساس معتمدا على قسم الجراحة، ثم بدأت تظهر العلاجات الأخرى تباعا، فمع تطور العلم بدأت تدخل طرق العلاج الكيماوي والإشعاعي وغيرها من العلاجات وكذلك التخصصات المختلفة، وكانت البداية أكثر في هذه الفترة أن البلهارسيا وكانت منتشرة وقتها تؤدي إلى حدوث أورام مثانة وكان هذا النوع من الأورام يشكل الجزء الأكبر من العمل في قسم الجراحة بالمعهد، إضافة إلى أورام الثدي، وأخذت أنواع الجراحات في التنوع والتزايد إلى أن أصبحنا نجري في المعهد مختلف جراحات الأورام، عدا جراحات أورام المخ فهو تخصص دقيق ونسبة حدوث أورام أولية في المخ تكون قليلة، وغالبا ما تحدث ثانويات الأورام، ويتم التعامل معها بالعلاج الإشعاعي والكيماوي والتدخل الجراحي قليل، وفي حال تردد حالات في هذا التخصص يتم التعاون حاليا مع قسم جراحة المخ والأعصاب بقصر العيني.

والمعهد حاليا بصدد إنشاء هذا التخصص في المعهد وجار دراسة الأجهزة المطلوبة لإنشاء قسم جراحة المخ والأعصاب بهدف الوصول لخدمة متكاملة وشاملة للمريض، وسنبدأ بإنشاء عيادة خارجية لهذا التخصص خلال شهرين أو ثلاثة أشهر لمناظرة الحالات، بجانب التخصصات المتنوعة فخلال الخمسين سنة الماضية حدثت طفرة كبيرة عالميا في علاج الأورام وكل هذا شكل عبئا على قسم الجراحة لمواكبة التطورات العالمية الحديثة في مجال جراحة الأورام، فمثلا كانت البداية في علاج أورام الثدي مجرد استئصال للثدي، ومع التطور أصبح من النادر استئصال الثدي، وجراحة أورام الثدي ثمثل ثلث حالات جراحة الأورام بالمعهد لذا كان التوجه وفكرة إنشاء فرع التجمع.

أيضا حدث تطور شديد ومستمر في مختلف الجراحات، بحيث لم تعد فقط مجرد استئصال، لكن أن نضمن للمريض أن يعيش حياته بطريقة سليمة وأقرب إلى الحياة الطبيعية فعلى سبيل المثال أورام الحنجرة وأورام الشرج والمثانة كان البداية استئصال وتحويل مجرى الهواء أو البراز أو البول، والمريض يعاني ويعيش حياته بشكل صعب، لكن مع التطورات الحديثة أصبح هذا التحويل في حالات قليلة، وأصبح بالإمكان الحفاظ على هذه الأجزاء في الجسم من خلال التعامل بالعلاجات التحفظية مثل الكيماوي أو الإشعاعي لتقليل حجم الورم ثم التدخل الجراحي وتقليل الجزء الذي يتم استئصاله، فبالنسبة للمثانة من الممكن الحفاظ على مجرى البول عن طريق تخليق مثانة صناعية وغيرها من التطورات التي لحقت بطرق العلاج .

ماذا عن التجهيزات المتاحة فى المعهد؟

المعهد يعتبر الجهة الوحيدة المتوفر بها جميع الأجهزة والإمكانيات اللازمة لجراحات الأورام بمستويات عالمية، وتعد أحدث الإضافات للمعهد هى جهاز الروبوت عام ٢٠١١ ويساعد هذا الجهاز في إجراء الجراحات الدقيقة خاصة في أورام البروستاتا والكلي وأورام الشرج، وكان أول جهاز في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، أيضا تم توفير أحدث تقنية في استئصال أورام البنكرياس، أيضا أحدث جهاز لعلاج أورام الغشاء البروتوني بجميع أنواعها، ومتوفر أيضا عدد ٢ ميكروسكوب للاستخدام في الجراحات الدقيقة، وكلما تظهر تقنيات حديثة عالميا يتم توفيرها .

كيف يتم التعامل مع قوائم الانتظار ؟

بالنسبة للجراحات لا يوجد قوائم انتظار، فمن وقت دخول المريض حتى اتخاذ قرار الجراحة ودخول العملية يستغرق نحو أسبوعين تزيد بمعدلات بسيطة،لكن بالفعل يوجد ضغط كبير وازدحام شديد، لكننا نأمل تحقق الإنجاز الكبير وهو ٥٠٠٥٠٠،خاصة أنه من المخطط أن يتم تجهيز عدد ٢١ غرفة عمليات في المرحلة الأولى وهذا العدد كبير ويستوعب هذا الازدحام.

هل عدد الجراحين الكافى لتشغيل هذا العدد متوافر داخل المعهد ؟

لدينا نحو ١٢٢ جراحا، وحاليا نعمل على زيادة العدد وزيادة عدد من يسافرون للخارج لمعرفة ودراسة كل ما هو جديد والتقنيات الحديثة، ويحظى التخصص بإقبال جيد من الأطباء لأنه القمة في الجراحة، ونتعاون مع مختلف أقسام الجراحة بقصر العيني، فيتم حاليا إعادة هيكلة لقسم الجراحة بالمعهد بحيث يتم زيادة عدد التخصصات الموجودة بالتعاون مع الأقسام المختلفة بقصر العيني وكذلك زيادة الأبحاث وتطوير العلاجات المختلفة بحيث نكون الجهة المثلى لتوفير الطريقة المثلى للعلاج، أيضا يوجد تعاون بين المعهد ومراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة، وبالنسبة لأنواع الجراحات فلدينا سبعة تخصصات هى جراحة الجهاز الهضمي، جراحات النساء، جراحات المسالك، جراحات الرأس والرقبة، جراحات العظام، جراحات الصدر ، جراحات الثدي، جراحات الأنسجة الرخوة، وسيضاف لها قريبا جراحة المخ والأعصاب.

كلمة أخيرة عن معهد الأورام ؟

من المهم جدا التوعية بالدور الذي يقوم به المعهد، فهو الجهة الوحيدة التي يلجأ لها المريض ليجد الخدمة بشكل متكامل وبشكل متقدم وكل العاملين به لا يدخرون جهدا في تقديم الخدمة بأفضل صورها، لكن تبقى مسألة الضغط الشديد على المعهد والازدحام وهذا ما سيواجهه التوسع الأكبر في ٥٠٠٥٠٠.