الإثنين 3 يونيو 2024

وسيم السيسي يكشف عن الصراع علي الحدود المصرية في عهد الفراعنة

6-4-2017 | 14:01

مع تجدد أزمة اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير يروي لنا التاريخ قصصا حول دفاع الفراعنة عن حدود الدولة، فبداية من الملك نارمر"مينا" ملك التوحيد حيث كانت مصر مقسمة إلى قطرين فأرسل جيوشه وهزم سكان الإقليم الشمالي وتوحدت مصر وارتسمت حدودها كدولة واحدة عام 3150 ق.م.

والملك عحا والذي حدث صدام بينه وبين النوبيين والليبيين حيث وجدت نقوش بجبل الشيخ سليمان بالقرب من بوهين قبالة وادى حلفا مسجلا انتصاره على النوبيين .

       

سنفرو

يذكر حجر بالرمو أن سنفرو أرسل حملة تأديبية إلى بلاد النوبة ونجحت وعادت ب7000 أسير و200 ألف رأس ماشية . وحملة أخرى إلى ليبيا استعادت الأمن . وحملة إلى شبه جزيرة سيناء لحمايتها كمركز للتعدين

 

عائلة رع

أرسل ساحو رع حملة لتأديب القبائل الموجودة بالنوبة ذكرت فى حجر بالرمو ونقوش على معبده تشير لانتصاره على القبائل الليبية التى هاجمت الدلتا . كما خلفه الملك مري آن رع الذي حفر خمس قنوات لتسهيل الاتصال بالجنوب والملك ببى الثانى أرسل حملات تأديبية إلى الجنوب بقيادة حكام الفئتين .

 

السياسات الخارجية

إهتم الملك سنوسرت الثالث بتأمين الحدود من الجنوب مع بلاد النوبة ومن الشرق مع بلاد الشام ومن الغرب مع الليبيين. وذلك عن طريق الحملات الحربية التأديبية أو عن طريق العلاقات الدبلوماسية والتصالح مع الجيران . حيث اتبع مع النوبة السياسة التى بدأها أمنمحات وسنوسرت الأول بالمحافظة علي النفوذ المصري . وشن حملته الأولى ضد بلاد كوش ، حتي صعد المصريون مجرى النيل ، ونجحوا في بسط النفوذ حتى سمنة التي صارت تشكل الحدود الجنوبية لسلطانه . وبني حائط كبير من الطوب اللبن بطول الشاطئ الشرقي للنيل كحصن . ثم شيد على الحدود الجديدة ثلاث حصون كبيرة واحد على كل شاطئ للنيل فى سمنة وقمة ، والثالث على جزيرة فى وسط نهر النيل ، بالقرب من وادي حلفا. والتي مثلت أفضل النماذج العسكرية ومازالت موجودة حتي الآن.

وأقام تمثالين عملاقين في سمنة تخطى طولهما العشرين مترا ، وهو أول ظهور للتماثيل العملاقة بهذا الحجم في التاريخ المصري ، وكان الغرض منهما تخويف القبائل المتواجدة بالنوبة من بطش الملك سنوسرت عند الخروج عليه والذي ظهر في التمثالين قوي البنية غليظ الملامح ، مهابا فى شكله العام .وكذلك وجدت لوحات تحدد مكان الحدود.

ومنع أن يدخل أي شخص من جنوب منطقة سمنة وأن يتخطاها شمالاً إلا إذا أتى للتجارة أو بسبب عمل مشروع ، وكان على الدوريات المقيمة هناك الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للقبائل .

 

                 الشام وفلسطين وليبيا لاتقترب

حارب سنوسرت الثالث أيضا في فلسطين ووصل إلى "رتنو" فى سوريا.

فقد أرسل "سبك خو" ضمن جنوده على رأس حملة إلى فلسطين

كذلك حملة واحدة شنها "سنوسرت الثالث " ضد "المنتيو" فى الأراضي السورية والفلسطينية بهدف التأديب وحماية الحدود.ويحتمل أنه وجه كذلك حملة لليبيا ، وبذلك أصبحت حدود مصر آمنه من جميع الجهات.

ويري عميد أثار القاهرة الأسبق الدكتور عبد الحليم نور الدين في كتابه "حضارة مصر الفرعونية" أن الحملات التي شنها المصريون كانت بهدف تأديب القبائل المتواجدة علي حدود مصر وتشكل قلقا بشأن تسللها للداخل أو احتلال بعض الأجزاء المصرية وكانت الحملات تهدف لتأديبهم وإخافتهم .

 

الاحتلال الأعظم

ويقول عالم المصريات و "الإيجيبتولوجي" الدكتور وسيم السيسي لـ"الهلال اليوم" ، إن المصريين القدماء شنوا حروبا للدفاع عن الأراضي المصرية ضد حملات الغزو والاحتلال خاصة الآتية عبر الحدود البحرية ، ولعل الغزو الأكبر في التاريخ المصري كان "الهكسوس" الذين تمكنوا من دخول مصر حتي كونوا لأنفسهم دولة داخل الدولة المصرية لنحو 200 عام وظلت الحروب دائرة طوال تلك الأعوام حتي تخلصت مصر منهم وخرجوا لشرق اليونان ، ويضيف حاصر المصريون الهكسوس لمدة عامين في جنوب غزة بالمنطقة الحدودية مع مصر من جهة البوابة الشرقية لسيناء وإنتصر المصريون في تلك الموقعة حفاظاً علي أراضيهم ومصريتها .

 

الفراعنة وتمصير الأعداء

ويتابع ، في تلك الفترة كانت عاصمة النوبة تسمي "نباتاه" وكان سكانها يشاركون مع باقي مصر في أي حرب ضد الاعتداء علي الحدود حيث كانت تعتبر النوبة وسكانها الدرع الواقي للمنطقة الحدودية الجنوبية لمصر .

وتناول السيسي قصة ذكاء القدماء المصريين في حماية حدودهم عن طريق "تمصير الأعداء" أي تحويلهم لمصريين ، حيث أن ملوك البلاد الأخرى كانوا طامعين في أرض مصر ويدفعون بحملات لاحتلالها فكان ملوك الفراعنة وقتها يذهبون بحملات لتأديب الملوك وجنودهم ويخطفوا ابن الملك ومن ثم يكون مواطن مصري ولائه للمصريين حتي عندما يموت والده ويعود الابن لمملكته لايتجرأ للاعتداء علي مصر .

 

تيران وصنافير الفرعونية

ويشير السيسي إلى أن تيران وصنافير ليست وحدها التي كانت مصرية بل حتى السعودية ذاتها ، فقد كانت مصر دولة كبيرة تضم الشام والسعودية وليبيا حتى وقعت معاهدة سايكس بيكو عام 1916 .ويضيف السيسي ضاحكاً من حق أي محامي مصري إقامة دعوى بمصرية السعودية والمطالبة بعودتها .