قال العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيحية إن الأزمة الإيرانية ـ الأمريكية التي تدور حاليا في الخليج العربي، يتأثر بها الشرق الأوسط كله، حيث تتقاطع مع العديد من قضايا المنطقة، وتحدياتها، الأمر الذي ينبىء بأن انعكاساتها المختلفة ستؤثر في مستقبل الترتيبات السياسية والأمنية في المنطقة.
وأضاف عكاشة - على هامش الندوة التي نظمها المركز تحت عنوان "مخاطر الأوضاع في الخليج بين التصعيد والتهدئة" - أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الأوضاع ستتجه نحو التصعيد وارتفاع وتيرة المواجهة العسكرية، أم نحو التهدئة والاتجاه إلى الحوار والعمل على احتواء الموقف، معتبرا أن هذه الأزمة تشهد استعراضا مكثفا للقدرات العسكرية، وزيادة الانتشار العسكري النوعي بالمنطقة.
وأوضح أن مفهوم "الحرب النظامية" لإيران، ليس خيارا متاحاً منذ الحرب مع العراق، فالأقرب اليوم هو "الحرب بالوكالة"، حيث تراهن طهران الآن على ما لديها من أذرع في ميادين أخرى، مضيفا أن وكلاء إيران لا يتمتعون بالنفوذ العسكري فحسب، بل امتد الآن ليصل إلى كثير من أشكال النفوذ السياسي.
وأشار إلى أن كل الشواهد توضح أن مسرح العمليات المتوقع، هو إيران ووكلاؤها، لكن الأزمة بتعقيداتها قد تشهد العديد من المفاجآت والتبدلات كما جرى الأمر في استهداف مضادات الحرس الثوري الإيراني للطائرة الأمريكية المسيرة، ومن ثم إسقاطها، رغم تجهيزها بتكنولوجيا توصف بالأحدث والأضخم في هذه الطرازات من الأسلحة النوعية للجيش الأمريكي.
وتابع "وهنا يكون الجدير بذكره أنه منذ أكتوبر 2018، أقامت إيران مناورة بحرية في رأس مضيق هرمز، وتلك البقعة هي مسرح عملياتها، ونقاط تدريبها وتعرفها جيداً، إلى جانب تغير العقيدة العسكرية الإيرانية من الدفاع إلى الهجوم، في إشارة إلى ترديد قيادي بالحرس الثوري باستهداف حاملات طائرات أمريكية، كما رفعت المنظومة الأمنية الإيرانية مستويات الخطر لديها وعند وكلائها".
واعتبر مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه على الرغم من أن المسرح به مؤشرات وقدرات عسكرية استعدادا للحرب، إلا أن الشواهد تشير إلى أنه لا توجد خطة لدى أي من الجانبين، للدخول في حرب، وأن الولايات المتحدة لا تريد الحرب فعليا، إلى جانب الكثير من المتغيرات التي طالت الخطوط الحمراء الأمريكية، مع تقدير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حوادث الخليج محدودة حتى الآن.
وأوضح أن الحشد الدولي قد بدأ السعي إليه لعدم توافر إرادة لدى الولايات المتحدة للدخول في حرب منفردة، واستفادتها من دروس الحروب السابقة، متوقعا أنه في حال وصلت الأمور إلى المواجهة، فستكون محدودة مع استهداف نقاط انتقائية في إيران أو في مسارح عمليات وكلائها بالمنطقة.
وذكر أن منطقة الخليج العربي، قد شهدت أحداثا متلاحقة نتيجة الأزمة الإيرانية الأمريكية، والتي بدأت منذ نحو شهرين تقريبا بحزمة إجراءات عقابية فرضتها الولايات المتحدة على إيران، لتزيد من الضغط عليها ومحصارتها بهدف إعادة التفاوض من جديد على برنامجها النووي، وتغيير سياستها بالمنطقة.