الإثنين 23 سبتمبر 2024

مصر وروسيا علاقات إستراتيجية ورؤى متطابقة.. وخبراء: مباحثات «2+2» تعزز التعاون الأمني والاقتصادي والشراكة الاستراتيجية.. الأوضاع الإقليمية ومكافحة الإرهاب تتصدر المحادثات

تحقيقات24-6-2019 | 17:52

أكد خبراء سياسيون وعسكريون أهمية الاجتماعات التي شهدتها العاصمة الروسية موسكو اليوم بين وزراء الدفاع والخارجية في كل من مصر وروسيا، والتي تأتي في إطار آلي المباحثات 2+2، موضحين أن مصر هي الدولة العربية والأفريقية الوحيدة التي تعقد معها روسيا هذه المحادثات والتي تهدف تعزيز التعاون والشراكة الإستراتيجية، وتبحث القضايا الإقليمية وقضايا مكافحة الإرهاب والتعاون الثنائي.

ومن جانبه، قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن التعاون المصري الروسي، يشهد تطورات إيجابية مهمة، مؤكدا أهمية هذا التعاون في مواجهة التحديات، موضحا أن المباحثات تهدف إلي دعم التعاون المشترك، ومواجهة التحديات التي تواجه البلدين، وتحقق الأمن والاستقرار الدول، وتحقيق المصالح المشتركة.

حيث يهدف الاجتماع لبحث أوجه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في العديد من المجالات، ومن المقرر حضور القائد العام للقوات المسلحة المنتدى الدولي العسكري/ الفني (الجيش - 2019)، وتشهد الزيارة إجراء عدة مباحثات مع كبار المسؤولين بوزارة الدفاع الروسية، لمناقشة عدد من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين القوات المسلحة في البلدين.

فيما قال سيرجي لافروق، وزير الخارجية الروسي، أن وزيرا الدفاع المصري والروسي بحثا اليوم بالتفصيل التعاون العسكري والفني وتطورات الأزمات الإقليمية، مؤكدا أنه ناقش مع نظيره المصري بالتفصيل الاتفاقات التي تم التوصل إليها من قبل الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلايدمير بوتن بما فيها تنفيذ مشروع المحطة النووية وإنشاء منطقة صناعية روسية، حيث عبرت 19 شركة روسية رغبتها في المشاركة متوقعا ازدياد هذا العدد.

 

حرص روسي على التعاون مع مصر

الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، قالت إن صيغة مباحثات 2+2 بين مصر وروسيا بدأت في أعقاب ثورة 30 يونيو مباشرة، باقتراح روسي، مضيفة إن روسيا تتبع هذه الصيغة مع عدد محدود للغاية من الدول، ومصر هي الدولة العربية والأفريقية الوحيدة التي تتعاون معها روسيا بهذه الصيغة من المحادثات.

 

وأوضحت الشيخ، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا يدل على أهمية مصر بالنسبة لروسيا وثقل العلاقات بين البلدين، مؤكدة أن الاجتماعات بين وزيري الدفاع والخارجية في الجانبين المصري والروسي اليوم هي الدورة الخامسة من هذه المباحثات التي تتم بالتناوب بين القاهرة وموسكو.

 

وأضافت إن هناك عدة ملفات مطروحة خلال تلك المباحثات، حيث يناقش وزيري الخارجية المصري والروسي القضايا الإقليمية وعلى رأسها التطورات في ليبيا والسودان وسوريا واليمن والقضية الفلسطينية، مؤكدة أن المواقف المصرية والروسية متقاربة وتكاد تكون متطابقة فيما يخص تلك القضايا، وستبحث الدولتان الإجراءات العملية لتوضيح وجهات نظرهم ومواقفهم.

 

وأشارت إلى أنه على مستوى وزيري الدفاع في الدولتين فإنهما ناقشا قضايا مختلفة وسيكون ملف مكافحة الإرهاب على قمة الأولويات وكذلك التدريبات المشتركة المرتقب إجراؤها العام الجاري، موضحة أن هذه التدريبات والتي تحمل اسم "حماة الصداقة" سنوية وستعقد في روسيا هذا العام، كما سيشارك وزير الدفاع المصري في المنتدى الدولي العسكري.

 

الأوضاع الإقليمية ومكافحة الإرهاب

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الروسية شهدت في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة من خلال العديد من التفاهمات وتوقيع العديد من الصفقات والاتفاقيات كإنشاء محطة نووية في الضبعة، وعمليات تأهيل الكوادر والتعاون الفني، وإنشاء المنطقة الصناعية ضمن مشروعات تنمية محور قناة السويس.

وأكد الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن رفع مستوى العلاقات إلى درجة الشراكة الإستراتيجية يؤشر لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية في المستقبل، مضيفا إن آلية المباحثات الثنائية التي تضم وزيري الخارجية ووزيري الدفاع في البلدين لا تجريها روسيا سوى مع عدد قليل من الدول التي تربطها بها علاقات سياسية هامة.

وأضاف إن انعقاد جولة جديدة من المحادثات في روسيا اليوم يتيح المزيد من التشاور وتبادل الآراء والتنسيق بشأن العديد من الملفات سواء على المستوى الثنائي أو على المستوى الإقليمي والدولي، موضحا أن الوضع الإقليمي وتطورات الأوضاع في الخليج والشرق الأوسط توجب انتظام انعقاد مثل هذه الآلية أو اللقاءات الدولية الأخرى عبر الزيارات المتبادلة بين البلدين.

وأوضح أن العاصمتين القاهرة وموسكو تستهدفان الارتقاء بمستوى التعاون والانطلاق لآفاق أرحب تعكس حقيقة ما شهدته العلاقات من تطوير خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الوضع في الخليج العربي واليمن والاعتداء المتكرر لميليشيات الحوثي على أهداف داخل المملكة العربية السعودية أمر يفرض نفسه على مائدة المحادثات.

وأكد أن اللقاء سيبحث أيضا الوضع في ليبيا والسودان وسوريا، وكذلك القضية الفلسطينية التي في مقدمة الملفات، ومكافحة الإرهاب العابر للحدود، مضيفا إن هناك ملف آخر في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي واستضافة جزيرة سوتشي في أكتوبر القادم لأول قمة روسية أفريقية والذي سيكون مطروحا أيضا في إطار المشاورات اليوم بين مسئولي البلدين.

 

 

تعزز التعاون والشراكة الاستراتيجية

وقال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن اجتماع وزير الخارجية والدفاع المصريين مع نظرائهما الروسيين اليوم يؤكد الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، وحرص الدولتين على تعزيز تلك الشراكة من خلال اللقاء، حيث يهدف إلى التعاون في المجال الأمني والاقتصادي والتفاهمات بشأن قضايا الشرق الأوسط وخاصة سوريا وليبيا.

وأوضح الشهاوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المباحثات شهدت مشاركة بعض قادة القوات المسلحة بنظرائهم في روسيا بما يعمل على تعزيز التعاون الأمني والعسكري وخاصة في مجال التدريبات المشتركة، مشيرا إلى أن التوقيت الحالي يشهد حالة من الاضطراب في المنطقة وخاصة في الخليج وتهديدات للأمن القومي.

وأضاف إن أحد الثوابت المصرية هو أن أمن الخليج خط أحمر وأنه يرتبط بالأمن المصري والحفاظ على مؤسسات الدول الوطنية ووحدة الجيوش الوطنية، ولها رؤية للحلول في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن المحادثات اليوم تدفع لمزيد من التعاون في المجال الاقتصادي وخاصة تنمية محور قناة السويس وعودة السياحة الروسية إلى ما كانت عليه.

وأشار إلى أن المباحثات ستعمل أيضا على تعزيز التصنيع المشترك والتعاون في المجال العسكري وخاصة تدريبات حماة الصداقة.