اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج ، اليوم السبت ، على استئناف محادثات التجارة بين واشنطن وبكين ، بعد تعثرها خلال الأسابيع السبعة الأخيرة ، في خطوة نحو تجنب حرب تعريفات جمركية بمليارات الدولارات هزّت الأسواق العالمية وهددت مستقبل الاقتصادين الأكبر بالعالم.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الإلكتروني عن ترامب قوله للصحفيين ، عقب لقائه الرئيس الصيني اليوم على هامش اجتماعات قمة مجموعة الدول العشرين في أوساكا باليابان ، "ناقشنا الكثير من الأشياء ، عائدون إلى المسار الصحيح ، عقدنا اجتماعا جيدا للغاية مع الصين ، سأقول إنه ربما حتى أفضل من المتوقع، والمفاوضات ستتواصل".
واعتبرت الصحيفة أن الاتفاق على استئناف محادثات التجارة، والذي جرى التفاوض بشأنه خلال مناقشات دامت أكثر من ساعة بين الرئيسين ، لا يمثل تقدما كبيرا بحد ذاته فيما يخص حل الصراع الاقتصادي الكبير بين الولايات المتحدة والصين ، لكنه يمثل "وقفا مؤقتا لإطلاق النار" من أجل منح المفاوضات التجارية فرصة جديدة لدفع عملية التوصل لاتفاق تجاري دائم يحكم التبادل التجاري الكبير بين البلدين.
وتعهّد الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء، بتأجيل تنفيذ تهديده بفرض تعريفات جمركية جديدة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار، ووافق على رفع بعض القيود على شركة الاتصالات الصينية الكبرى "هواوي" والتي تقبع في مركز الصراع بين واشنطن وبكين ، وذلك في مقابل موافقة الصينيين على شراء "كمية هائلة" من السلع الغذائية والزراعية الأمريكية ، وقال ترامب ، في هذا الصدد ، "سنعطيهم قائمة من الأشياء التي نريد منهم شراءها".
وتفاوض الولايات المتحدة، منذ أشهر، الحكومة الصينية ، سعيا للوصول إلى اتفاق تجاري يضمن للولايات المتحدة تخفيض العجز في ميزانها التجاري مع الصين وإلزام الأخيرة بترتيبات وقوانين تضمن حماية المنتجات الأمريكية، وذلك لتفادي "حرب التعريفات" الجمركية بين البلدين.
وكانت واشنطن وبكين قريبتين من الوصول إلى اتفاق تجاري "تاريخي" لتفادي حرب تجارية شاملة بين البلدين حتى مطلع الشهر الماضي، حين أمر ترامب بفرض زيادة كبيرة في التعريفات الجمركية على سلع ومنتجات صينية بقيمة مائتي مليار دولار بعد ما قال مسئولون أمريكيون إنه تراجع من جانب نظرائهم الصينيين عن تعهدات سابقة بشأن تنظيم التجارة مع الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بسرقة الأسرار التجارية وحقوق الملكية الفكرية.