ستة أعوام مرت منذ أن خرج الشعب المصري رفضا
لحكم جماعة الإخوان، بعد عام من الحكم أغرقوا فيه البلاد بالأزمات، لتأتي ثورة 30 يونيو
معبرة عن إرادة شعب رفض الفاشية الدينية وتنقذ مصر والوطن العربي من مخططات الجماعة
الإرهابية، فيما أكد خبراء أن تلك الثورة هي حجر الزاوية لكل ما تعيشه مصر من استقرار
وتنمية.
وعدد الخبراء مكتسبات ثورة 30 يونيو والتي كان
من أبرزها أنها حققت الاستقرار ومكنت للفئات المهمشة وعلى رأسهم المرأة وذوي الاحتياجات
الخاصة، كما أنها ساهمت في تحقيق طفرة تنموية على الصعيد الداخلي والريادة على الصعيد
الإقليمي والدولي.
تمكين الفئات المهمشة
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي،
قال إن ثورة 30 يونيو من أقوى وأهم الأحداث التاريخية في العصر الحديث شهدت مشاركة
الشعب المصري بكل فئاته وأطيافه منذ البداية، وأنقذت مصر من المصير المجهول، وكانت
ثورة ضد حكم الجماعة الإرهابية ومكتب الإرشاد واستخدام الدين في الحكم.
وأوضح صادق، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الشعب المصري رفض هذا الحكم وطالب بانتخابات رئاسية مبكرة إلا أن الجماعة الإرهابية
رفضت، مضيفا أن الإخوان خلال عام حكمهم بدأوا سياسة أخونة الدولة والتي كانت ستؤدي
إلى حرب أهلية واستمرارهم في الحكم كان سيؤدي لكارثة.
وأكد أن ثورة 30 يونيو جعلت الجميع يدرك خطورة
الإرهاب والتطرف وبدأت الدولة المصرية جهودها لتطوير الخطاب الديني ومواجهة التطرف
بشتى السبل وتطوير التعليم، مشيرا إلى أن أهم مكتسبات الثورة هو تمكين الفئات المهمشة
حيث أدرك المجتمع أهمية دور المرأة وحقوق المواطنة وتمكين ودمج ذوي الإعاقة.
وأشار إلى أن مصر أصبحت الآن جزيرة الاستقرار
في المنطقة مقارنة بجيرانها الذين يعانون من أزمات داخلية وغياب للأمن والاستقرار.
حجر الزاوية للاستقرار والتنمية
ومن جانبه، قال اللواء محمد زكي، مساعد وزير
الداخلية الأسبق، إن ثورة 30 يونيو علامة فارقة في التاريخ المصري، حيث شارك المواطن
المصري فيها ليعبر عن رفضه لكل ما هو في غير صالح الوطن، وقامت القوات المسلحة بحماية
هذه المطالب ما أسفر عما نحن فيه الآن من نجاحات على كافة الأصعدة وتواجد فاعل على
الساحة الداخلية والإقليمية والدولية.
وأوضح زكي، في تصريحات لـ"الهلال اليوم"،
أن ثورة 30 يونيو هي حجر الزاوية في كل عمليات التنمية والاستقرار الذي تعيشه مصر في
الوقت الراهن، مضيفا أن الشعب المصري تكاتف ووقف يدا واحدة ضد حكم الجماعة الإرهابية
والتي حاولت اختطاف مصر وطمس الهوية الوطنية للمصريين.
وأكد "زكي" أن أبرز ما حققته مصر من
مكتسبات بعد ثورة 30 يونيو على المستوى الداخلي هو الطفرة التي شهدتها البنية التحتية
والمشروعات التنموية والتي أدت لنهضة وتقدم في كافة المؤشرات الاقتصادية بشهادة كافة
المؤسسات الدولية، وكذلك الاكتشافات البترولية وتنمية محور قناة السويس وغيرها من المشروعات
التي تعد من أبرز مكتسبات الثورة.
وأشار إلى أنه على الصعيد الخارجي فمصر عادت
لريادتها فهي الآن رئيس الاتحاد الأفريقي ولها حضور قوي في كافة المحافل الدولية والتي
كان آخرها قمة مجموعة العشرين باليابان، مضيفا "نوجه تحية إكبار واعتزاز لكل شهداء
مصر منذ 30 يونيو".
ثورة أنقذت الوطن العربي
قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية
الأسبق، إن ثورة 30 يونيو هي علامة فارقة في تاريخ مصر والوطن العربي كله وأزاحت كابوس
الفاشية الدينية من المنطقة، مضيفا أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت جزءً من مخطط تقسيم
المنطقة والدول إلى دويلات وأجزاء تقوم على أسس عرقية وطائفية متناحرة.
وأوضح نور الدين، في تصريحات لـ"الهلال
اليوم"، أن الشعب المصري عبقري ولديه حضارة تمتد لأكثر من 7 آلاف عاما وهو صاحب
أول حكومة مركزية في التاريخ، ورفض حكم الجماعة الإرهابية واكتشف حقيقتهم واتخاذهم
الدين ستارا لتبرير أفعالهم، فخرج عن بكرة أبيه لرفض الفاشية الدينية.
وأكد أن الإخوان لا يعترفون بالأوطان ويقولون
ما لا يفعلون، لكن الشعب المصري خرج في 30 يونيو تمردا ورفضا لهذه الجماعة، فكانت ثورة
شاملة شارك فيها كل فئات المجتمع الأب والجد والابن، رافعين هتافات واحدة للحفاظ على
مصر حتى أزاحوا كابوس الإخوان الفاشي من مصر ومن ثم الوطن العربي كله مما حمى مصر من
مصير الدول المجاورة.
وأشار إلى أن الجيش المصري دائما يقف مع إرادة
الشعب ضد أهل الشر وقضى على مخطط تمكين الإخوان و"أخونة الدولة"، مؤكدا أن
ثورة 30 يونيو كانت إرادة شعب وقفت معها القوات المسلحة والشرطة وكل الأجهزة الوطنية
العريقة فانحسرت الجماعة الإرهابية.
وأكد أن مصر اليوم بعد 6 سنوات من الثورة في
بها 14 مدينة جديدة وشبكة ضخمة للطرق والكباري وأنفاق لربط سيناء بالوادي ونهضة في
المزارع السمكية والصوب الزراعية ومشروعات تنموية كبرى وبنية أساسية تجذب الاستثمار
والخير للبلاد، بعدما كانت تعاني من أزمات طاحنة في كافة القطاعات قبل الثورة.