الخميس 20 يونيو 2024

الحريري: أولوياتي تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأمن لبنان "خط أحمر"

2-7-2019 | 15:45

أعرب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن ارتياحه لـ "التجاوب الكبير" بين مختلف القوى السياسية في البلاد، لحل المشكلة التي ترتبت على الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الجبل قبل يومين، مشددا على أمن لبنان بالنسبة له هو "خط أحمر".

وقال الحريري - في مؤتمر صحفي ظهر اليوم - إن نصاب الاجتماع الذي كان مقررا أن يجري لمجلس الوزراء، اكتمل بحضور أعضاء الحكومة، غير أنه قرر تأجيل الجلسة إلى وقت لاحق "حتى يتم تنفيس الاحتقان السائد حاليا في البلاد ويأخذ القضاء مجراه"، معربا عن أسفه وأسف الحكومة لسقوط الضحايا في الاشتباكات التي جرت في الجبل.

وشدد الحريري على أن الأولوية بالنسبة للمواطنين اللبنانيين في الوقت الحالي، ليس الخطابات السياسية التصعيدية، وإنما تحسين الأوضاع الاقتصادية.

وكان عدد من الوزراء الذين ينضوون تحت لواء تحالف (تكتل لبنان القوي) الذي يضم 11 وزيرا من التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق الأرمني والحزب الديمقراطي اللبناني الدرزي، قد حضروا متأخرين أكثر من ساعتين عن موعد جلسة الحكومة، وهو الأمر الذي أثار تكهنات بوجود رغبة لدى التكتل لعدم إكمال النصاب الحكومي حتى لا تنعقد جلسة مجلس الوزراء.

ونفى الحريري صحة ما تداولته وسائل الإعلام حول وجود نية لدى تكتل لبنان القوي للتعطيل و"تفجير جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم".. مؤكدا أن النصاب الحكومي اكتمل بحضور الوزراء، ولكنه ارتأى التأجيل، لافتا في نفس الوقت إلى أن هناك مشكلة ويجب التعامل معها وهو ما يتطلب بعض الوقت.

وقال: "نحن بحاجة الى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان، لذا قررت تأجيل جلسة الحكومة، وقد تم اليوم تسليم بعض المطلوبين في حادث الجبل، كما ألقى الجيش اللبناني القبض على مطلوبين آخرين والقضاء سيأخذ كل الخطوات لمعاقبة من ارتكبوا هذه الجريمة".

وردا على سؤال حول موقفه من غلق الطرق في الجبل أمام وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بوصفه رئيس أكبر تكتل نيابي مسيحي، قال الحريري: "لكل شخص الحق بأن يتحدث بما يريد في هذا البلد. هذا الأمر نص عليه الدستور. كل ما نقوم به هو معالجة ذيول الحادثة التي وقعت يوم الأحد وسالت الدماء نتيجتها".

وأضاف الحريري: "لكل تحليلاته السياسية، أما أنا بالنسبة إلي، بإمكان أي شخص أن يتحدث في أي مكان يختاره، أما ردة فعل أهالي المنطقة حياله فهو مسئول عنها. فإذا قررت يوما ما أن أذهب إلى مكان أعرف مسبقا أنه سيتسبب برد فعل سلبي لدى الأهالي، فعلي أن أتحمل نتيجته، لكن الأمن خط أحمر بالنسبة إليّ".

وشدد رئيس الحكومة على أن الخطاب السياسي، أيا كان، يعبر عن وجهة نظر حيال الأمور، ولكنه غير مجد في ظل الظروف التي يمر بها لبنان، مشيرا إلى أنه يركز على إنجاح خطة معالجة أزمة قطاع الكهرباء، وتنفيذ المتطلبات اللازمة للحصول على المنح والمساعدات التي تقررت لصالح لبنان في مؤتمر (سيدر) ورفع إيرادات الدولة وإنجاز مشروع الموازنة ومعالجة أزمة النازحين السوريين داخل لبنان.

وتسبب الاشتباكات المسلحة التي وقعت بمنطقة الجبل قبل يومين، في تصعيد سياسي كبير بين الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، والتيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني من جهة أخرى، على نحو أشاع حالة من التوتر في عموم البلاد.

واعتبر التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني أن وزير شئون النازحين صالح الغريب، تعرض لمحاولة اغتيال نفذها مسلحون تابعون للحزب التقدمي الاشتراكي، أسفرت عن مقتل اثنين من مرافقيه الأمنيين، على خلفية قيام أعضاء "التقدمي الاشتراكي" بقطع الطرق اعتراضا على زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمناطق في الجبل.

وينفي الحزب التقدمي الاشتراكي، والذي يعد الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، بشدة صحة هذا الاتهام، مؤكدا أن رئيس التيار الوطني الحر أدلى بتصريحات انطوت على إثارة للمشاعر الطائفية بين الدروز والمسيحيين في الجبل، وهو الأمر دفع أنصار الحزب الاشتراكي إلى قطع الطرق في الجبل بصورة عفوية، وأن المرافقين الأمنيين للوزير الغريب هم من بادروا بإطلاق النيران بصورة عشوائية على المحتجين.