ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أنه في ضوء قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدراسة اتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران، فتحت الإدارة الأمريكية الباب أمام كل سلطة قانونية تقريبًا قد تستخدمها لتبرير هجومها، بداية من ربط إيران بتنظيم القاعدة، إلى تأكيد ترامب بأن الهجوم الأمريكي لن يتضمن قواتًا برية و"لن يدوم طويلًا".
وقالت الصحيفة -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- إن الديمقراطيين وبعض الجمهوريين حاولوا مرارًا تقييد قرارات الإدارة الأمريكية، بما في ذلك محاولة الأسبوع الماضي الفاشلة لحشد 60 صوتًا في مجلس الشيوخ لإجراء تعديل يلزم ترامب بالحصول على موافقة مسبقة من الكونجرس قبل بدء أي تدخل عسكري.
وعند سؤال كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية مباشرة عن التبرير القانوني وراء فشل هذه المحاولة، قدم المسؤولون ضمانات غير مفصّلة بأن أي إجراء "سوف يتماشى مع دستورنا" مثلما صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في شهر يونيو الماضي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تنامي المخاوف حيال احتمالية قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد إيران منذ أن استشهدت الإدارة الأمريكية بمعلومات استخباراتية جديدة تفيد بأن إيران أو وكلاءها يخططون لمهاجمة القوات الأمريكية أو المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، كما ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في شن هجمات على ناقلات النفط بالقرب من مضيق هرمز، وفي الآونة الأخيرة، أسقطت طهران طائرة أمريكية بدون طيار قالت إنها عبرت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته واشنطن.
ولفتت إلى تبادل الإهانات بين ترامب والقادة الإيرانيين عقب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية إيران النووية لعام 2015 وما تبعه من إعادة فرض وتصعيد للعقوبات وإعلان إيران تكثيف تخصيب اليورانيوم، وبعد تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن إيران يمكن أن تخصب اليورانيوم "بأي قدر نريده إذا لم يكن هناك اتفاق نووي جديد"، وفي المقابل، حذره ترامب قائلًا "انتبهوا للتهديدات.. فهي يمكن أن ترتد لتلدغكم كما لم يُلدغ أي شخص من قبل!".
وعلى الرغم من أن ترامب ألغى الضربة الأمريكية ضد إيران بعد إسقاط الطائرة بدون طيار، إلا أن الإدارة الأمريكية لا تزال مستمرة في وضع الأسس القانونية لشن هجوم عسكري.
وفي السياق ذاته، يقول بومبيو، في تصريحات علنية وسرية، وفقًا لنواب أمريكيين، إن هناك روابط بين إيران وتنظيم القاعدة، وقالت (واشنطن بوست) إنه على ما يبدو أن مثل هذه العلاقة تضع الأساس للعمل العسكري ضد إيران بموجب تفويض الكونجرس عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية ضد مرتكبي هجمات القاعدة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن ثمة مشككين في هذا القرار حتى داخل الإدارة الأمريكية نفسها، إذ اتخذ مسؤولو الدفاع خطوات استثنائية خلال الأسابيع الأخيرة كي ينأوا بأنفسهم عن تأكيدات بومبيو وسط مخاوف حيال توجه الإدارة الأمريكية نحو صراع يتوقع معظم مسؤولي البنتاجون أن يكون طويلًا ومُكلفًا ويُلحق ضررًا بالمصالح الأمريكية في المنطقة.