ألقى وزير الخارجية سامح شكري اليوم 4 يوليو
2019 كلمة الجلسة الافتتاحية للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، حيث استهل كلمته بتوجيه
الشكر لوزراء الخارجية والمالية بالدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على إسهاماتهم
المقدرة وجهودهم الحثيثة من أجل دفع العمل الأفريقي المشترك، معرباً عن خالص التقدير
لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه وأعضاء المفوضية على جهودهم الكبيرة واضطلاعهم
بتنفيذ تكليفات الدول الأعضاء وتقديم المشورة لهم.
وأشار وزير الخارجية إلى أن اجتماعات اليوم تتسم
بصبغة تاريخية فريدة، حيث تأتي في إطار تكليف السادة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية
للمجلس التنفيذي من أجل متابعة تنفيذ تكليفات القمة، فضلاً عن متابعة عملية الإصلاح
المؤسسي للاتحاد الأفريقي.
ووجّه وزير الخارجية خلال كلمته خمس رسائل رئيسية،
أولها أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية
الثمانية بالقارة على أسس من التكامل وتقسيم الأدوار وتجنب الازدواجية في العمل الأفريقي
المشترك، وذلك من أجل الارتقاء بمعدلات الاندماج الإقليمي والقاري. ونوه الوزير شكري
بأن هذا التنسيق يهدف إلى تحقيق الرؤية الإصلاحية للعمل الأفريقي المشترك من خلال تركيز
القمم الأفريقية على الموضوعات الاستراتيجية المرتبطة بالاندماج القاري ومسائل السلم
والأمن وتمثيل القارة على الساحة الدولية، بينما تتولى التجمعات الاقتصادية الإقليمية
تنفيذ خطط وبرامج الاندماج الإقليمي.
وأكد الوزير شكري في رسالته الثانية على أن الدول
الأفريقية سوف تحتفل بإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية باعتبارها مشروعاً
قارياً رائداً بكل ما يحمله من طموحات وتحديات، وما يفتحه من آفاق جديدة للتكامل والتنمية
في ربوع القارة. وشدّد على أنه لا خيار أمام الدول الأفريقية سوى تحرير التجارة إذا
ما أرادت تحقيق نقلة نوعية في معدلات التنمية.
وفيما يتعلق برسالته الثالثة، أوضح وزير الخارجية
أولوية تطوير البنية الأساسية للنقل والاتصالات حتى تتمكن القارة من جني ثمار تحرير
التجارة، مشيراً بصفة خاصة إلى أنه لم يعد مقبولاً غياب خطوط الطيران المباشرة بين
بعض دول القارة، فضلاً عن أن تكون تكلفة نقل البضائع داخل القارة الأعلى عالمياً. كما
تطرق إلى أهمية الاستفادة من الثورة التكنولوجية من أجل تطوير التكامل بين دول القارة،
بجانب الاستفادة من مميزات الثورة الصناعية الرابعة وما تتضمنه من تقنيات متطورة مثل
التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وفي هذا الإطار، تناول أهمية مشروع محور القاهرة
– كيب تاون، وتطوير شبكات الاتصالات، والربط الكهربائي، والسكك الحديدية في ربوع القارة.
وتضمّنت رسالته الرابعة للأشقاء الأفارقة التأكيد
على أهمية دعم السلم والأمن في القارة من خلال مبادرة "إسكات البنادق"، موجهاً
رسالة واضحة لكل الأطراف المتناحرة في مختلف الدول الأفريقية بضرورة وقف الاقتتال وسفك
الدماء، داعياً إلى إكمال مسيرة التنمية والبناء، وتجنب ما يرتبط بحالة عدم الاستقرار
وغياب السلم والأمن من انتشار ظواهر الإرهاب والهجرة غير الشرعية والإتجار في البشر.
وفي ختام رسائله، أشار شكري إلى وجود عدد من الموضوعات
التي تتناولها أجندة الاجتماعات على قدر كبير من الأهمية مثل اعتماد الهيكل الجديد
للاتحاد الأفريقي، واعتماد ميزانية عام 2020، ومساهمات الدول الأعضاء في صندوق السلام،
داعياً إلى مواصلة العمل الدؤوب والتقدم للأمام سوياً.