الإثنين 25 نوفمبر 2024

"الفكرة تم تناولها "من اسابيع بعد انتشارها بكثرة علي الـ " فيس بوك" مفاجأة : أغلب إعلانات الزواج علي مواقع التواصل الاجتماعي للمرح والتسلية .. والخبراء اختفاء الخطبة والضغوط النفسية أبرز الأسباب

  • 7-4-2017 | 08:08

طباعة

 

"زواج مصريين ومصريات فقط" .. "عروستك عندنا وعريسك عندنا مع نونة المأذونة" .. " زواج مصريين " ، عدد من الصفحات التي ازدحمت بها  مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك "، مؤخرا فشكلت ظاهرة تطلبت الوقوف عندها ، خاصة أنها تخصصت في التروج للزواج عبر توفير "شريك الحياة المناسب" ، وفي مغامرة مثيرة قام بها " الهلال اليوم " ، حاولنا فيها أن نتأكد من حقيقة وفاعلية هذه وصدق المترددين عليها وجديتهم في الزواج مع تحليل تلك الظاهرة اجتماعيا ونفسيا لتوضيح الأسباب التي أدت إلي انتشارها، عبر الدخول علي هذه الصفحات والتواصل مع عدد من البنات الراغبات في العثور علي زوج مناسب لهن ، وكانت المفاجأة أن كل اللائي تواصلنا معهن لم يكن جادات في طلبات الزواج التي كتبنهن بأيديهن ونشرنهن علي هذه الصفحات ، الأخطر من ذلك هو الاحساس الذي يسيطر عليك في نهاية المحادثة مع كل واحدة منهن بأنها في الحقيقة ذكر تنكر في صورة أنثي للمرح و التسلية لا غير ذلك.

ولتوضيح الصورة أكثر فأكثر سنستعرض نص أحد المحادثات التي قام بها " الهلال اليوم " مع إحدي الفتيات تدعي " نوسي " التي كتبت في طلب زواجها أنها ذات 32 عام ، مؤهل عالي ، شقراء ، علي قدر من الجمال ،الطول 166 سم ، والوزن 66 كيلو جرام .. أتمني زوج أعزب أو مطلق أو أرمل بدون أولاد ، السن لا يتعدي 44 عام ، يكون مؤهل عالي ، مستوي اجتماعي عالي ، ولديه شقة في القاهرة.

وجاء نص المحادثة كالتالي

"المحرر: السلام عليكم ، ممكن تفاصيل أكتر

البنت : حضرتك مين

المحرر: عماد

البنت : اهلا وسهلا بحضرتك .. انا بياناتي في البوست .. حضرتك لو تحب بياناتك فين

المحرر: أنا 35 سنة ، من الجيزة

البنت : ها أستئذنك ساعتين ونكمل كلامناه اخلص الطبيخ بس

المحرر: تمام اتفضلي

البنت : ممكن صوره لحضرتك

المحرر: حضرتك سكنه فين

البنت : صورتك

المحرر : حاضر هجزها لحضرتك بس ارجوا من حضرتك تبعتيلي صورة ليك

وممكن بعد اذنك تقولي حضرتك منين

البنت : عايشه في المدينه !حاضر من عيني بس صورتك واللهي ماه جت مش وصلت صدقني .. أديتك رقمي وماه أتصلتش ممكن رقمك وانا أكلمك مش مهم خاليها عاليه .. بس ياريت فودافون

المحرر : ههههههههههههه .. ايه الكرم دا كله .. هكلمك

البنت : صورتك فين

المحرر : اي مدينة تقصدين .. حاضر هبعتهالك حالا

البنت : مدينه العاشر من رمضان

المحرر : اه .. انت شرقاوية

البنت : علشان كدا كريمة

المحرر : هههههههههه .. اجدع ناس

البنت : شكلك منوفي

المحرر : ايه رأيك في الصورة

البنت : شكلك بتاكل بط .. لا لا مش ها ننفع نتجوز

المحرر : ههههههههههههههه

اللي انت شايفاه

البنت : انتاه عاوز بطه.. انا مستغنيه عن عمري.. ماه تتصلش سلام

المحرر : اوكي .. كان حواري معاك ممتع ، وممكن اطلع منه بقصة هايلة

البنت : يعني ايه .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المحرر : اقصد هتكون ذكري هايلة

البنت : حاضر باي باي .. شكلك متجوز كمان .. واكبر من 35 .. يعني كده 44.. الفيس ده أشتغالات

المحرر : ممكن نتقابل وتشوفي بنفسك

البنت : أنتاه منهم

المحرر : صورتك فين ؟

البنت : مش ببعت صور

المحرر : ليه

البنت: حرية شخصية

المحرر : يعني كنت بتكدبي علي لما قلتلي هبعتلك صورة

البنت : أه

المحرر : هههههههههههههه

  برافو عليكي

البنت : انتاه علامه الصلاه ديه حقيقي وله وحمه

المحرر : الصورة دي من 3 شهور.. واظن وقتها مكنتش اعرف اني هبعتها لحضرتك

البنت : ماه تحلفش.. خلاص مصدقك يا صديقي

المحرر : علي فكرة انا دلوقتي اتأكدت إنك مش حلوة خالص

البنت : مش يهمني

المحرر : ايه اللي مش مهم انك وحشه وبتكدبي

البنت : الحلوه حلوه الروح وبعدين انتاه فاكر نفسك حلو ده كفايه كرشك

المحرر : هههههههههههههه .. سلامة نظرك .. مين اللي قالك ان ده كرش .. معلش ممكن تستعيني بنظارة

البنت : انا مش بيهمني راي حد اصلا

المحرر : برده انا مبحبش الناس اللي بيتنكروا في شخصيات ناس أخره .. علي العكس لو ميهمكيش مكنتيش قلتي مواصفات كدب

البنت : مشكلتك فاكر نفسك حلو

المحرر : انا مش فاكر انا متأكد .. المشكلة عندك انت

البنت : انتاه يابني ولا حاجه اصلا

المحرر : ههههههههعهه

البنت : انتاه نصاب .. وشكلك حرامي

المحرر : عرفتي منين

البنت : وديه مش صورتك اصلا .. وأخرك معايا بلوك.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعدي لأبعد من ذلك ، حيث رصدنا عدد هائل من بين الشباب المتفاعلين مع هذه الاعلانات يستخف ويستهين بأمر الزواج ، وكأنها رحلة ستستغرق بضع ساعات ثم ينتهي الأمر بذهاب كل طرف من الطرفين في طريقه .. من بين هؤلاء الشباب من يقتنع ويوافق فورا علي الزواج لمجرد أنه قرأ المواصفات التي كتبتها الفتاة عن نفسها دون التريث والتدقيق ومعرفة ما يجب معرفته حتي تؤسس العلاقة علي قاعدة سليمة فيكون مصيرها النجاح ، وتجد أخر يكتب رقم هاتفه المحمول متلهفا لسماع مكالمة ولو لثواني معدودة تخبره فيها الفتاة بأن اختيارها قد وقع عليه ، وهناك من يكتب اسمه كاملا ومحل عمله في انتظار أن تنظر إليه الفتاة بعين الرضا وتوافق علي الزواج منه.

وبعرض هذه الظاهرة علي خبراء علم النفس والاجتماع أكدوا أن هناك ضغوط نفسية واجتماعية تقف وراء انتشار هذه الظاهرة ، محذرين من أن السواد الأعظم من هذه الإعلانات يفتقد للمصداقية والشفافية، وقالوا أنه لا مانع من استخدام استخدام تكنولوجيا التواصل الاجتماعي الحديثة في تنمية الجانبين الثقافي والعلمي ، وكذلك العاطفي لكن شريطة اشراك الأهل في ذلك، حيث قال الدكتور رفعت عبدالباسط الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب  - جامعة حلون: إن وسائل التواصل الاجتماعي " فيس بوك ، وتويتر " لها جوانب ايجابية كثيرة إذا استطعنا استخدامها الاستخدام الأمثل وستكون عكس ذلك إذا عجزنا عن استخدامها بشكل جيد، مضيفا أنه مع اختفاء نظام الخطبة الذي كان موجودا قديما بسبب تطور الزمان والتقدم التكنولوجي الذي نجم عنه انتشار وسائل جديدة للتواصل الاجتماعي علي شبكة الإنترنت مثل " فيس بوك " ، لجأ كثير من الناس إلي استخدام سرعة هذه الوسائل في الوصول إلي أكبر عدد من المستخدمين في الإعلان عن تسويق المنتجات وتقديم الخدمات ومنها تقديم شريك الحياة.   

وأوضح الأنصاري أن هناك جوانب سلبية لهذه الظاهرة  حيث أن كثير من رواد هذه الصفحات من الجنسين ينتهز هذه الصفحات فيقدم معلومات خاطئة وأسماء وشخصيات وهمية بهدف المرح والتسلية فقط، الأمر الذي يقضي علي اتمام هذه العلاقات قبل بناءها.

وحول قبول المجتمع المصري للزيجات التي تحدث بهذه الطريقة أكد أستاذ علم الاجتماع إن الفئة العمرية التي تبدأ من الـ 40 عام فيما فوقها صعب جدا أن يتقبلوها ، في حين أن الفئة العمرية الأقل من ذلك يتقبلوها بكل سلاسة ، ولكن تواجههم مشاكل في اقناع ذويهم بذلك، فهناك من يستطيع اقناعهم ، وآخرون يفشلون في ذلك، مشيرا أنه مع انتشار وسائل الاتصال الجماهيري واتساعها  والتقدم التكنولوجي  يصعب علينا أن نحكم علي فائدتها أو ضررها ، ولكن لا مانع من استخدام هذه الوسائل في تنمية الجانب المعرفي والعلمي ، وكذلك العاطفي  المتمثل في الزواج لكن شريطة اشراك الأهل في ذلك.

من جانبها قالت الاخصائي النفسي الدكتورة فايزة أبو حطب : هناك أسباب عديدة أدت إلي انتشار هذه  الظاهرة منها : الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الشباب خاصة البنات منهم مع تقدم سنهن خوفا من الوقوع في براثن العنوسة ، في ظل الارتفاع النسبي لعدد البنات مقارنة بالشباب ، مشيرة إلي أن البطالة أحد هذه الأسباب التي دفعت البنات خاصة الفقيرات منهن للبحث عن عائل لهن متمثلا في الزوج  للتخفيف عن كاهل الأباء الذين تحملوا عبء تربيتهم وتعليمهم .

وأضافت الاخصائي النفسي أن رغبة الشباب في البحث عن مواصفات محددة في شريك الحياة والتمسك بها الأمر الذي يجعلهم يبحثون عنها بشتي الطرق منها: استخدام تكنولوجيا التواصل الاجتماعي الحديثة المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك "، محذرة من أن كثير من المشاركين في هذه الصفحات يتفاعلون منها علي سبيل الهزل لا الجد .

واختتمت فايزة كلامها مؤكدة علي أنها تعرف شخصيا بعض الزيجات التي تمت بهذه الطريقة ، وإن كانت هناك بعض المشاكل التي تحدث بين الحين والأخر بين الزوجين نظرا لاختلاف الطباع وعدم معرفة كل طرف بطباع الآخر إلا أنها مستمرة بشكل جيد حتي الآن.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة