أكد دبلوماسيون أن تدشين منطقة التجارة الأفريقية
الحرة اليوم هو أحد المحاور التي وضعتها مصر على رأس أجندتها خلال عام رئاستها
للاتحاد الأفريقي، موضحين أن المنطقة ستحقق طفرة في التبادل التجاري بين دول
القارة وأن هناك تصميم من مصر والاتحاد الأفريقي على إنجاح هذه التجربة.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم،
عن بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الأفريقية، خلال افتتاح القمة الاستثنائية
للاتحاد الأفريقي في نيامي عاصمة النيجر، وأكد الرئيس أنه لابد من تعزيز التواصل مع
القطاع الخاص لتفعيل اتفاقية التجارة الحرة، موضحا أن التكامل الصناعي بين دول القارة
يستلزم مزيدا من التعاون في كافة الأصعدة، داعيا جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي
لاستكمال التوقيع والتصديق على الاتفاقية.
وتعد تلك الاتفاقية أهم أولويات الرئاسة
المصرية الحالية للاتحاد الإفريقي التي سعت مصر لتفعيلها وجعلها واقعًا، نظرًا لأنها
تمثل علامة فارقة في مسيرة التكامل الاقتصادي للقارة وستنشئ أكبر منطقة تجارة حرة في
العالم، وهو ما يمهد الطريق لاندماج القارة في مؤسسات وآليات الاقتصاد العالمي، ويزيد
من معدلات التجارة البينية للدول الإفريقية ويفتح آفاقًا جديدة متطورة للربط بين دول
القارة، وكذا تعظيم فرص الاستثمار ودعم التنمية والاستغلال الأنسب للموارد.
وهي الأهداف التي أعلنت مصر منذ توليها
رئاسة الاتحاد الإفريقي السعي لتحقيقها عن طريق صياغة إطار عمل يدشن أساسًا متينًا
للتكامل الاقتصادي الإفريقي باعتباره قاطرة التنمية، وهو الأمر الذي تجسد في بلورة
اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية التي سيعلن عن إطلاقها الرئيس عبد الفتاح السيسي
في القمة الاستثنائية بالنيجر.
الإطلاق الرسمي لمنطقة التجارة الحرة
الأفريقية، يأتي بعدما وقع عليها 52 دولة من أصل 55 دولة بالقارة، وتهدف لإزالة الحواجز
التجارية والرسوم الجمركية بين الدول الأعضاء، فضلا عن توحيد سكان القارة البالغ عددهم
1.27 مليار شخص، وناتجها المحلي الإجمالي البالغ 3.4 تريليون دولار.
أحد
محاور أجندة مصر
السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية
الأسبق، قال إن القمة الأفريقية الاستثنائية اليوم بالنيجر شهدت إطلاق اتفاقية التجارة
الحرة الأفريقية وهذه المنطقة تحقق تكاملا أفريقيا في وقت نأمل أن تضم أفريقيا الصف
وتكون جبهة قوية تستطيع أن تخترق من خلالها الأسواق العالمية وتعمق التبادل التجاري
فيما بينها.
وأوضح الشاذلي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن مصر بعد توليها لرئاسة الاتحاد الأفريقي العام الجاري وضعت رؤية خلال
عام رئاستها أحد محاورها وهو تدشين المنطقة التجارية الحرة، موضحا أن القارة بها عدد
من التجمعات التجارية منها الكوميسا والإيكواس والسادك وتطمح أن تضم كل هذه التجمعات
في تجمع واحد قوي له وزن على الساحة الدولية.
وأكد أن هذا التجمع يستطيع أن يخدم
التجارة الأفريقية وشعوب القارة، وفي الوقت نفسه لابد من وجود بنية تحتية تخدم هذه
التجارة تشمل طرق للسكك الحديدية والطرق البرية والموانئ والأساطيل البحرية، مشيرا
إلى أن هذه المحاور هي الأدوات التي تخدم التجارة البينية بين الدول وبعضها البعض.
وأشار إلى أن منطقة التجارة الحرة الأفريقية
حصلت على الأغلبية المطلوبة لدخولها حيز التنفيذ، وهي خطوة تخدم مصالح جميع الدول الأفريقية،
مضيفا إن الأطراف الأفريقية التي لم تصدق على الاتفاقية لن تتخلف عن التوقيع عليها.
طفرة في التبادل التجاري
ومن جانبه، قال السفير أحمد حجاج، الأمين
العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقا، إن منطقة التجارة الحرة الأفريقية ستؤدي
لزيادة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية والذي لا يزيد في الوقت الحالي عن 15%
فقط من حجم التجارة الأفريقية عامة والباقي يذهب إلى الدول الكبرى كالولايات المتحدة
والصين واليابان.
وأكد حجاج، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن هذه الاتفاقية أعدت إعدادا جيدا من قبل وزراء الخارجية ووزراء التجارة
والصناعة بدول القارة وتحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي،
مؤكدا أنها ستسمح بتبادل السلع والخدمات بما سيؤدي لطفرة في التبادل التجاري بين الدول
الأفريقية.
وأوضح أنه بموجب الاتفاقية سيتم إعفاء
90% من السلع والخدمات المنتجة في الدول الأفريقية من الرسوم الجمركية، وستهتم الدول
بتطوير البنية التحتية لتسهيل حركة نقل البضائع والمنتجات وهو أمر تحرص عليه مصر في
الوقت الحالي أيضا وأكد عليه الرئيس في كلمته اليوم، مشيرا إلى أن التجارب السابقة
التي قامت بها أفريقيا لم تؤدِ للنتائج المرجوة.
وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي مصمم
على إنجاح هذه التجربة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الرئيس أعلن اليوم انطلاق تلك
المنطقة الحرة بعد توقيع 52 دولة وتصديق برلمانات 24 دولة أفريقية على الاتفاقية.